ورشة عمل في رام الله تسلط الضوء على بناء المدارس الخضراء في فلسطين
نشر بتاريخ: 03/07/2012 ( آخر تحديث: 03/07/2012 الساعة: 17:02 )
رام الله- معا- نظمت وزارة التربية والتعليم، اليوم، وبالتعاون مع نقابة المهندسين، وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي- برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني، في مقر الهلال الاحمر ورشة عمل بعنوان: "بناء مدارس خضراء في الارض الفلسطينية المحتلة".
بتمويل من التعاون البلجيكي والايطالي، بهدف مناقشة التحديات التي تعيق تنفيذ بناء المدارس الخضراء، واشراك الخبرات وتوظيف التجارب السابقة في هذا الميدان، بالاضافة الى تقييم القدرات لانشاء مثل هذه المدارس، والتباحث في آليات التطوير وتعزيز التوجه الفاعل نحو الابنية المدرسية الخضراء في كافة أرجاء الوطن، بحضور شخصيات رسمية دولية رفيعة المستوى، وخبراء ومهندسين وداعمين، وغيرهم من ممثلي المؤسسات المهتمة.
وفي كلمته الافتتاحية، شدد نقيب المهندسين م. أحمد العديلي على ضرورة الارتكاز على أسس متينة وواضحة من أجل تدعيم التوجه نحو تعزيز دعائم الحفاظ على الطاقة واستثمار الطاقات والمهارات من أجل الوصول الى المدارس الخضراء، مشيداً بدور وزارة التربية في هذا المجال وسياساتها الحكيمة في سبيل تعزيز الوعي في اطار الحفاظ على البيئة الفلسطينية لا سيما داخل المدارس.
من جانبه أشار وكيل وزارة التربية والتعليم محمد أبو زيد الى الدور الذي تقوم به الوزارة في مجال بناء المدارس الحديثة الذي يأتي ضمن التوجه لتوفير البنية المدرسية المناسبة وتعزيز انتماء الطلبة لمدارسهم، وايماناً بضرورة خلق جيل فلسطيني قادر على صناعة التغيير وقيادة المستقبل الواعد.
ولفت أبو زيد الى الانجازات والفعاليات التي نفذتها الوزارة في مجال تشجيع الطلبة على الاهتمام بالبيئة من خلال غرس القيم الايجابية في نفوسهم والحفاظ على المصادر الطبيعية وانشاء الحدائق الجميلة داخل المدارس، موضحاً تركيز الوزارة من خلال خطتها الخمسية على بناء المدارس في المناطق المهمشة والواقعة ضمن تصنيف "ج" وفي القدس المحتلة وفي المناطق المحاذية لمخيمات اللاجئين من أجل ضمان الحق في التعليم وتحسين نوعيته والنهوض بالنظام التربوي ومجابهة كل التحديات والعقبات التي تقف حائلاً في وجه الغايات المنشودة.
بدوره أشار القنصل البلجيكي العام جيرارد كوكس الى الاهتمام الذي توليه بلاده في مجال دعم الشعب الفلسطيني من خلال بناء المدارس الحديثة المجهزة بكافة المتطلبات، والتي تستهدف تعزيز التعليم وضمان حق الاطفال في الوصول الى مدارسهم، موضحاً تركيز الحكومة البلجيكية على تدعيم الشراكات مع مؤسسات السلطة الفلسطينية خاصة وزارة التربية والتعليم؛ من أجل توفير متطلبات واحتياجات الطلبة في ظل بيئة آمنة وصحية.
من جهته لفت القنصل الايطالي العام جيمباولو كانتيني الى المشاريع التي قدمتها الحكومة الايطالية وبالشراكة مع بعض المؤسسات المتخصصة في القضايا البيئية خاصة في قطاع غزة، مؤكداً على الدور الذي تقوم به ايطاليا لحماية الاطفال الفلسطينيين والعمل المتواصل من اجل قيام الدولة الفلسطينية المستقبلية في ظل توفر الامن والسلام والاستقرار.
وأعرب كانتيني عن رغبته في أن تركز هذه الورشة على تطبيق توصيات هادفة للنهوض بالقطاع البيئي ومواصلة بناء المدارس النموذجية والصديقة للبيئة، منوهاً الى بعض المدارس التي تم تأسيسها في المناطق المهمشة ومناطق "ج" وفي القدس.
من جهته أكد ممثل برنامج الامم المتحدة الانمائي خالد شهوان على أهمية مناقشة هذا الموضوع بالشراكة مع المؤسسات والمنظمات المعنية والتباحث في كافة القضايا التي تهم المجتمع المحلي، داعياً الى توظيف الامكانات والخبرات والعمل على تحسين البيئة الفلسطينية في القطاعات الحيوية الصحية والبيئية والسكانية والتعليمية.
واشار شهوان الى المشاريع والبرامج التي ينفذها UNDP في الاراضي الفلسطينية والتي تستهدف الاهتمام بالواقع الصحي والبيئي والتنموي، مؤكداً على اهمية الوصول الى ما يعرف بالمدارس الخضراء لما لها من آثار ايجابية تنعكس على كافة مكونات المجتمع الفلسطيني.
من جانبه قدم الوكيل المساعد للشؤون المالية والادارية م. فواز مجاهد عرضاً حول الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم نحو مدارس مستدامة بيئياً، مبيناً تركيز الوزارة على انشاء المدارس وتطويرها بما ينسجم مع الاحتياجات والتطورات الراهنة خاصة من خلال جهود الادارة العامة للابنية المدرسية المتواصلة في هذا السياق.
ولفت مجاهد الى الاهتمام الذي توليه الوزارة في مجال التصاميم الهندسية وتطوير الابنية المدرسية وفق أحدث المواصفات والتصاميم، منوهاً الى التحديات التي تواجه الوزارة في ظل ممارسات الاحتلال الاسرائيلي خاصة في القدس المحتلة ومناطق "ج" وقطاع غزة ممثلة بمنع الحصول على تراخيص البناء وادخال المواد والجدار الفاصل والحواجز العسكرية والحصار وغيرها من الانتهاكات بحق العملية التعليمية.
واشاد مجاهد بكفاءة المهندسين الفلسطينيين والمهارات والخبرات التي يمتلكونها والتي باتت مثار اهتمام واعجاب على الصعيد العالمي، مشيراً الى اهتمام الوزارة بتشجيع الطلبة على زراعة الاشجار والحفاظ على البيئة واجراء مسابقات وفعاليات ونشاطات تستهدف الحفاظ على الطبيعة وعدم هدر مصادرها.
من جهتها قدمت م. جينفيرا مانتيلا ممثلة عن مؤسسة المستقبل للمباني الخضراء، عرضاً حول الابنية والمدارس الخضراء وتحليل فعالية التكاليف للمدارس الخضراء في فلسطين، موضحةً فيه ضرورة الحفاظ على المصادر الطبيعة وتوظيفها واستثمارها بالشكل الأمثل والعمل على تلبية الاحتياجات في ظل الزيادة السكانية في العالم.
واشارت مانتيلا الى تجربة مؤسستها في تنفيذ عديد المشاريع في مجال البيئة، مسلطةً الضوء على تجربة بناء المدارس الخضراء في قطاع غزة بهدف ضمان وصول الطلبة للتعليم وتوفير كافة سبل الراحة والامان لهم خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.
وتحت عنوان :"المدارس الخضراء... راحة اكثر – تأثير أقل" قدم م. ماثيوس سكولر عرضاً بين فيه أهمية المدارس الخضراء في تحقيق الراحة والسعادة للسكان، موضحاً ملامح الحفاظ على الطاقة والبحث عن المصادر النظيفة والمتجددة وغيرها من الجوانب التي تنعكس بشكل ايجابي على الواقع التعليمي.
من جانبه قدم مدير دائرة التصميم والاشراف في وزارة التربية م. فخري الصفدي عرضاً حول تصميم وانشاء المدارس الخضراء في فلسطين موضحاً فيه انماط المدارس الحديثة التي انجزتها الوزارة وتلك التي في طور التنفيذ ومراعاة عديد الشروط والمتطلبات المتعلقة بالمدارس الخضراء – الصديقة للبيئة.
وبين الصفدي عدد المدارس التي انجزتها الوزارة منذ قيام السلطة الوطنية، منوهاً الى أن السنوات القليلة الماضية شهدت تطوراً ملحوظاً في مجال تطوير المدارس بما ينسجم مع التطورات الراهنة في مجال تحقيق المدارس الخضراء التي ستسهم في دعم قطاع التعليم من طلبة ومعلمين وخدمة المجتمع المحلي.
من جانبه قدم م. فلاح ضميري، من المركز الفلسطيني للطاقة، عرضاً حول كفاءة الطاقة والمصادر المتجددة المطبقة بالمدارس واستشراف المستقبل في فلسطين في هذا السياق، مشيراً الى الاستراتيجية التي اتبعتها سلطة الطاقة الفلسطينية في سبيل الحفاظ على المصادر الطبيعية وغيرها من الخطوات المنفذة في مجال المدارس الخضراء.
كما قدم د.م. معتصم بعباع من نقابة المهندسين- مركز القدس، عرضاً حول الجوانب البيئة في المدارس الخضراء مسلطاً الضوء فيه على الممارسات المتعلقة بالبيئة وعوامل الأمان ومقاومة الزلازل، وغيرها من التصاميم المتبعة في المدارس التي تمت وفق استراتيجيات ذكية هدفت الى تخفيض التكاليف وتوفير الراحة والحفاظ على الصحة وشروط السلامة وغيرها من العوامل.
من جانبها قدمت د.م سمر الناظر من نقابة المهندسين- مركز القدس، عرضاً حول العمارة والتخطيط الحضري للمدارس الخضراء ، اكدت فيه على مهارات التصميم والتخطيط والبناء والتركيز على أصول التنيفذ والتطبيق بما يتوافق مع الغايات المتوقع تحقيقها، منوهةً الى أن اتباع الخطوات السليمية سيضمن الوصول الى فهم اعمق واشمل حول المدارس الخضراء الأمر الذي يسهم في تحقيق الفائدة للمؤسسات المعنية ومنها وزارة التربية والتعليم.
كما تضمنت الورشة تقديم ومناقشة أربعة مشاريع حول المدارس الخضراء وهي: مفهوم التطوير لمدرسة وادي المغاير لـ م. ماثيوس سكولر، ومدرسة الاونروا في قطاع غزة لـ م. منير منه، والمدرسة الطينية في اريحا لـ م. جواني فونتانا، والمدارس الخضراء في التجمعات البدوية لكل من داريو فرانخيتي ودييغو تورياني.
وفي ختام فعاليات الورشة تم التباحث في التوصيات التي جاءت من خلال الجلسات واثارة النقاش حول عديد الافكار والنماذج والتجارب التي تضمنتها، بمشاركة الخبراء والمهندسين المختصين وصناع القرار والممولين وغيرهم.