قبل الجزيرة : فرضية سم بولونيوم نشرت عشرات المرات ومدام كوري قتلت به
نشر بتاريخ: 04/07/2012 ( آخر تحديث: 04/07/2012 الساعة: 22:59 )
بيت لحم- تقرير معا – لقد تابع ملايين الفلسطينيين والعرب والعالم ما بثته قناة الجزيرة الفضائية ليلة أمس عبر تحقيق استقصائي من الواضح حجم الجهد الضخم الذي بذل فيه.
واهم ما خلص إليه التحقيق هو زيادة الشكوك حول فرضية مقتل الرئيس الراحل ياسر عرفات بالسم وتحديدا بمادة البولونيوم.
ولكن ومن خلال المتابعة والبحث يتبين لنا ان عشرات وكالات الإنباء والصحف والمنتديات وحتى الكتب والمؤلفات كانت قد تحدثت عن هذه الفرضية وذكرت مادة البولونيوم تحديدا كأداة لقتل الشهيد عرفات .
ففي تحليل صحفي بقلم احمد عصفور ابو اياد نشر في خريف2007 وتناقلته أكثر من وسيلة إعلامية جاء فيه " أعراض التسمم بمادة البولونيوم لا تكاد معروفة إلا في روسيا ، أمريكا، وبريطانيا. إذ أنه لم يتسمم أحد بتلك المادة سوى مدام كوري الحائزة على جائزة نوبل لدراسة المواد المشعة و زوجها و كذلك تسمم أبنتيها بتلك المادة وهذا حصل منذ أكثر من قرن ، إذا أن أعراض التسمم بمادة البولونيوم لا تكاد معروفة إلا لنطاق ضيق جداً.
ففي حالة الرئيس عرفات يعتقد أنه تم تسميمه بجرعة الواحد على المليون من البولونيوم و أجهزة الكشف عن الإشعاع لا تستطيع كشف النشاط الإشعاعي لتلك الكمية إلا في حالة الاقتراب الشديد من تلك المادة .. وقبل أن ينتهي العمر النصفي للمادة
المشكلة في مادة البولونيوم أن العمر النصفي لها كمادة مشعة و سامة قصير جدا و هو حوالي 134 يوما تقريبا و الجرعة السامة الكافية لقتل أي إنسان هي واحد على مليون من الجرام بمعني لو قمنا بتقسيم حبة الأسبرين لخمسمائة ألف مرة فيكون هذا الجزء كافي لقتل أي إنسان و تظهر أعراض التسمم بعد أسبوع تقريبا.
القدوة يعترف بالتقصير
في العام الماضي وعبر تصريحات أدلى بها عشية إحياء الذكرى السابعة لرحيله, اعترف ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات للتراث بتقصير المؤسسة في معرفة الأسباب الحقيقية لوفاته يوم 11 نوفمبر 2004.
ونقل عن القدوة القول :"نجدد قناعتنا بمسئولية إسرائيل عن تسميم الرئيس الراحل ياسر عرفات، إلا أننا نقر بالتقصير في الحصول على الجواب القاطع".
وأضاف "لم نحصل بعد على الجواب القاطع، وهو من حق شعبنا ومن واجبنا الحصول عليه، ونعد بالاستمرار في العمل من أجل الحصول على هذا الجواب".
وبالنظر إلى أن تصريحات ناصر القدوة السابقة جاءت بعد شهور قليلة من ظهور اعترافات مثيرة حول لغز وفاة عرفات, فقد تساءل كثيرون حول هوية الجهة التي تعرقل إتمام التحقيقات في هذا الصدد .
أبو شريف وسم بلا رائحة ولا لون
ففي10 /10/2010, خرج بسام أبو شريف المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على الملأ بتصريحات مثيرة أكد خلالها صحة رواية تسميم عرفات ليس بالأقوال وإنما بالدليل القاطع كما قال .
وكشف أبو شريف في هذا الصدد عن تحديد نوع السم الذى استخدم في اغتيال عرفات, مشيرا إلى تأكيد نتائج البحث في هذا الصدد من قبل كبير خبراء السموم الجنائية بإنجلترا، إلا أنه لم يذكر اسم هذا الخبير ولا اسم الجهة التي قامت بالبحث أو التي طلبته، واكتفى في هذا الصدد بتحذير الرئيس محمود عباس من احتمال أن يلقى نفس مصير عرفات.
وأضاف أن نوع السم هو "ثاليوم" وهو اسم غريب وغير متداول ويصعب اكتشافه أو اكتشاف آثاره أو مقدماته, قائلا :" هذا السم الخطير هو سائل لا لون ولا رائحة ولا طعم له ويستخرج من عشبة بحرية نادرة ويمكن وضعه دون ملاحظته في الماء وفي الأكل أو حقنة من خلال إبرة في شريان وعروق أو جلد إنسان".
ونقلت وسائل إعلام عن أبو شريف القول أيضا :" تلك المعلومات هي جزء من تفاصيل أكبر سيتم الإعلان عنها عندما تكون مكتملة، المعلومات التي أملكها ليست كاملة ولكن هذا جزء منها وأنا على استعداد أن أضعها تحت تصرف لجنة تحقيق مسئولة وجدية".
وأشار إلى أنه نبه الرئيس عباس بضرورة اليقظة والحذر من مخططات إسرائيلية تعتزم التخلص منه ومن رئيس الحكومة في رام الله الدكتور سلام فياض ، موضحا أن تلك المخططات تسعى لإبقاء الوضع القيادي الفلسطيني فارغا .
تصريحات شبانة
وسبق للضابط السابق في المخابرات الفلسطينية فهمي شبانة أيضا إن أشار لإمكانية وفاة الرئيس الراحل بمادة بولونيوم متهما خصوما فلسطينيين لعرفات بالمسؤولية عن موته وإنه تم تسميمه بسم من نوع "بولونيوم".
ودعا شبانة -الذي شارك في لجنة تحقيق في وفاة عرفات- الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى استئناف عمل هذه اللجنة.
سهى رفضت التشريح
وكان تم الإعلان في باريس في 11 نوفمبر 2004 عن وفاة عرفات في مستشفى بيرسى العسكرى ، ورغم نشر الكثير من التكهنات الإعلامية حينها حول سبب الوفاة ، إلا أن أرملته سهى عرفات رفضت السماح بتشريح جثته .
وجاء الإعلان عن وفاة عرفات بعد أن ألمت وعكة صحية به مساء الثاني عشر من أكتوبر 2004 عندما شرع في التقيؤ وشعر باضطراب في الأمعاء مصحوب بالإسهال وذلك بعد مرور أربع ساعات على تناوله وجبة العشاء بمقر المقاطعة الذي كانت تحاصره فيه القوات الإسرائيلية في رام الله لمدة ثلاثة أعوام .
وقد تواصلت تلك الأعراض على مدى أسبوعين، ولم تكن مصحوبة بالحمى ما اعتبر في البداية مجرد "نزلة برد" ، وبعد خمسة عشر يوما على بداية مرضه نقل إلى فرنسا للعلاج وتوفي هناك .
الدكتور أشرف الكردي: يجب التشريح
قال الدكتور اشرف الكردي إن وفاة عرفات نتجت عن تسميمه، وطالب -في تصريحات سابقة بتشريح الجثة، مؤكدا أن تحليل عينات الدم لا يكفي وحده للكشف عن الإصابة بالتسمم، مشيرا إلى أن الأمر في حاجة إلى تشريح للجثة وتحليل عينات الأنسجة، للتأكد من السبب الحقيقي على وجه اليقين.
وتعليقا على تفاقم النزيف الدماغي لدى عرفات، قال الكردي إن هذا النوع من النزيف ينتج عما يعرف بتكسر الصفائح الدموية, الذي يسببه التسمم، أو الإصابة بالسرطان، أو الاستخدام الطويل والمتكرر للأدوية.
واعتبر أن الأعراض التي ظهرت على عرفات أثناء مرضه ربما تكون ناتجة عن الإصابة بنوع من السم الطويل الأجل.
مدير مستشفى رام الله الدكتور حسني العطاري
الدكتور حسني العطاري هو أيضا ممن تحدثوا عن فرضية تسميم عرفات، ونقل عنه قوله -في تصريحات صحفية- إن أحد التفاسير الطبية لتعرض الصفائح الدموية للتكسر -وهو أحد الأعراض التي عانى منها عرفات- هو تعرضه لحالة تسمم، مضيفا أن ذلك يؤكد احتمال تسميمه.
ليلى شهيد: دسوا له السم
بعد ثلاثة أيام من وفاة عرفات، تحدثت ليلى شهيد عن احتمال موته بالسم، وقالت -في تصريحات نشرت وقتها- "من المحتمل أن يكونوا قد دسوا له السم كما سمموا آخرين.."، وشددت على أن الأطباء الذين أشرفوا على علاج عرفات بباريس أشاروا إلى وجود سموم في جسمه لا توجد في أجسام المرضى العاديين.
إسقاط فرضية السم في الطعام
ويقول عماد ابو زكي الحارس الشخصي للرئيس الراحل، والذي لازمه منذ عام 1988 حتى وفاته في مستشفى بيرسي العسكري في باريس في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2004، قال في مقابلة خاصة مع الحياة اللندينة- الفرضية الرئيسة هي التسميم، لكن ليس عبر الغذاء لأننا كنا نأكل مع الرئيس، نتناول الغذاء نفسه، وكنا نتناول الغذاء قبل الرئيس بنحو نصف الى ثلاثة ارباع الساعة. فرضية الغذاء مستبعدة لأننا لم نكن نسمح ان يأكل الرئيس من شيء لوحده. وذات مرة احضر له ضيف اجنبي علبة شوكولاته وفتحها وقدم للرئيس حبة منها، عندها سارعت الى الإمساك بالعلبة وتوزيعها على الحرس أمامه. كل علب الشوكولاته والعسل وغيرها من المأكولات التي كانت تصل الينا على شكل هدايا كنا نشاركه في تناولها ونوزعها على الحراس.
بقي ان نقول ان تحقيق الجزيرة بجهد كبير الذي استمر 9 اشهر ذهب لمحاولة عملية وعلمية لاثبات فرضية قتل ابو عمار بسم بولونيوم الا انه اصطدم بعدم توفر الامكانيات لذلك الا في حالة تشريح الجثمان والحصول على عينات من جثمان الرئيس الراحل ولكن يبقى السؤال قائم ..هل هنالك دليل قاطع انه وفي حالة اخراج الجثمان وتحقيق طلب الاطباء فهل ستثبت نظريتهم ؟ام سيبقى احتمال من الاحتمالات القابلة للصواب والخطأ؟.