شلومي بن عامي: المبادرة العربية قيمة وهي بحاجة الى رد اسرائيلي جدي
نشر بتاريخ: 15/01/2007 ( آخر تحديث: 15/01/2007 الساعة: 23:03 )
مدريد - معا- في الكلمة التي القاها الوزير الاسرائيلي الاسبق شلومو بن عامي في مؤتمر مدريد اعتبر فيها المبادرة العربية قيمة تحتاج الى رد اسرائيلي جدي .
وفيما يلي النص الكامل للكلمة .
اني ابارك من صميم قلبي السادة الكرام الذين بادروا لانعقاد هذا المؤتمر, حيث يتسنى لنا اللقاء وجها لوجه, واستماع وسماع وجهات النظر حتى وان لم تحظ على الرضى والموافقة الكاملة.
ان مصارحة بعضنا بعضا تمكننا من تحديد قاعدة ننطلق منها الى حياة آمنة في منطقتنا الحبيبة,هذا ما نأمله و نصبوا اليه.
ما زالت دول الشرق الاوسط تعاني من مشاكل عديدة اكثر واكبر مم كانت عليه في الماضي, ان المنطقة على شفا اخطار محدقة, تحوم فوقها دون اي يكون لها علاقة بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
ايها السادة:
إن اللقاءات غير الرسمية, تمكن المشتركين بالإفصاح بحرية اكبر مما يحدث في اللقاءات الرسمية, والقيمة الكبرى لمثل هذه المحادثات هو العودة منها مع بشرى يزفها كل لأهله وهي: يوجد مع من نتكلم في الطرف الآخر!
في اسرائيل مركز للسلام يحمل اسم رئيس الحكومة السابق يتسحاق رابين رحمه الله, ويشرفني ان اكون رئيس طاقم في المركز, اننا نود ان نقدم اقتراحا نرجو ان ينال موافقتكم, الاقتراح ينص على ان دولة اسرائيل واجهة اسرائيلية غير رسمية كمثل مقدمي الاقتراح في مركز رابين, تدعى الى مقر الجامعة العربية لتقدم ردها على المبادرة السعودية والتي اقرتها الجامعة العربية سنة الفين واثنين.
إن هدفنا من هذا الاقتراح هو السعي لايجاد امكانية للتقدم نحو حل شامل للنزاع العربي الاسرائيلي على اساس المبادرة المبدئية السعودية وقرار الجامعة العربية.
تحرك كهذا وعلاوة على اهميته الرمزية الكبرى بالتوجه مباشرة للجامعة العربية, سيساعد بصورة عملية زعماء المنطقة باتخاذ خطوات واسعة تعود بالخير على الجميع, على اسرائيل والدول العربية المجاورة- الفلسطينيين وسوريا ولبنان والعالم العربي والشرق الاوسط بكامل دوله.
ان المبادرة السعودية والتي اقرتها الجامعة العربية بكامل اعضائها هي اول مبادرة شاملة يتكلم فيها العالم العربي على انهاء الصراع العربي الاسرائيلي والاعتراف باسرائيل وتطبيع العلاقات معها.
هذه المبادرة القيمة تستحق رداً اسرائيلياً بكامل الجدية.
في قرار الجامعة العربية يوجد عوامل عامة, ورغم وجود مواضيع تبدو عسيرة للغاية نلاحظ فيها مرونة تمكننا من التوصل الى نتائج عملية خاصة الصيغة التي تناولت حل قضية اللاجئين, انها قضية على درجة عالية من الانسانية وقد عشتها شخصياً, فأنا ابن هذه المنطقة, ولدت في العراق لعائلة عاشت وترعرت هناك هناك منذ الفين وخمسمئة سنة واصبحت لاجئاً في الحادية عشر من عمري وانا وافراد عائلتي.
المبادرة هامة بحد ذاتها كما ولكونها " إقتراح لإطار فقط" يبقي مجالاً لملئها بفحوى وزحم اكبر.
إن فحصاً متبادلأً, فيما بيننا, لمعلني المبادرة سيؤدي الى تأثير ايجابي على رأي الشعب, ان كان في الطرف الاسرائيلي ام في الطرف العربي, وفوق كل ذلك جميعنا معنيون بسلام بين الشعوب وليس بين الحكومات فقط.
سادتي الكرام:
يوجد مشكلة عصبية وهي حالة عدم الثقة, فعندنا في اسرائيل يوجد خيبة أمل من نتائج " اتفاقية اوسلو إذ لا يوجد استعداد عند الحكومة الفلسطينية ان تعترف باسرائيل كدولة مجاورة حتى على اساس حدود سنة الف وتسع مائة وسبع وستين!.
إن 70%-سبعين بالمائة من الشعب الاسرائيلي الذي أيد حكومة رابين عندما وقع على " اتفاقية اوسلو" كان مستعداً لدفع ثمن السلام بشرط ان يقتنع بأن الطرف الآخر مستعد لاتخاذ نفس القرار من جانبه ويعيش بسلام مع دولة اسرائيل كدولة مجاورة للدولة الفلسطينية.
لقد كنت شريكاً مقرباً للمحادثات التي اجراها المرحوم يتسحاق رابين, بواسطة الامريكيين, مع سوريا, واؤكد لكم انه كان استعداد جاد وصادق لدى السيد رابين بالتوصل الى اتفاقية سلام مبنية على قرارات الامم المتحدة 242-338 ( اثنين اربعة اثنين وثلاثة ثلاثة ثمانية).
ان قتل المرحوم يتسحاق رابين قطع هذه المبادرة , ومن الصعب بمكان اقناع شعب قد عانى من عدة حروب بإمكانية التوصل الى سلام حقيقي, اذا ما أبدى الطرف الآخر استعداده لإصلاح ذات البين, بل نراه يشجع او يسمح بعمليات او يسمح بعمليات عدائية ضده.
ان موافقة الجامعة العربية ان كان بذاتها او انتداب ممثلين منها سيفسح المجال لإقامة هذا اللقاء.
إن لقاء مباشر سيمكن من اقامة جسر فوق الفوارق ويقرب المواقف ويجدد الثقة ويعززها.
من هذه المنطلق اتوجه اليكم سادتي الكرام واطلب اليكم إعطاء فرصة لمثل هذا الحوار من خلال تقدير وإحترام متبادل لنبني معاً أفضل مستقبلاً افضل لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة من بعدنا.