الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

يورو 2012 خلاصات أساسية

نشر بتاريخ: 07/07/2012 ( آخر تحديث: 08/07/2012 الساعة: 00:33 )
بقلم: ماجد عزام

أوفت بطولة يورو 2012 بالوعود من حيث المستوى الفني الرفيع، الحضور الجماهيري اللافت الجميل، والمستوى التنظيمي الذي فاق التوقعات مع ثغرات لا تنال من الجهد الأوكراني البولندي المميز لإنجاح العرس الكروي الأوروبي العالمي الكبير، حول البطولة أحداثها نتائجها ودلالاتها يمكن عرض الخلاصات الأساسية التالية:

- جاء التتويج الإسباني منطقياً قياساً إلى المستوى الرفيع الذي قدمه الماتادور طوال مباريات البطولة، مع بعد فني لافت تجلى في التخلي عن رأس الحربة الصريح والاعتماد على طريقة أقرب إلى 4-6-0 أو 4-3-3 ولكن بدون مهاجم تتقليدي؛ وهي تتشابه إلى حد كبير مع نمط برشلونة المعتمد على امتلاك الكرة معظم الوقت مع نقلات قصيرة، وتناغم جماعي واختراق من العمق اعتماداً على المهارات العالية للاعبيه. وبدا اللاروخا وكأنه نسخة طبق الأصل عن البرشا ولكن مع الثلاثي الدفاعي المدريدي الحديدي كاسياس راموس تشابي ألونسو، بينما تمت الاستعاضة الجزئية عن ميسي عبر دافيد سيلفا - ميني ميسي - الذي كان جيداً بالعموم رغم الإرهاق البدني الكبيرإثر موسم شاق وطويل مع المان سيتي، وأعتقد أن نجاح الماتادور الكبير تمثل في فرض أسلوبه على الخصوم وإجبارهم على اللعب وفق القواعد التي يفرضها. وأعتقد أن هذا يمثل أيضاً قاعدة التفوق النفسي والمعنوي الإسباني والثقة الكبيرة التي طبعت أدائهم، خاصة في مباراة نصف النهائي أمام البرتغال الذي كان نداً قوياً قبل أن ينثني في النهاية أمام خبرة وثقة واطمئنان الأسبان في قدراتهم.

- بالمقارنة مع الفوز المنطقي للإسبان، جاء وصول الطليان إلى النهائي مفاجئاً قياساً إلى العثرات والمطبات التي رافقت إعداد الاتزوري للبطولة غير أن الإداء الاستثنائى للعملاق بوفون والمايسترو بيرلو مع مساهمة لافتة من بالوتيللي، الذي يملك إمكانيات عالية غير مستغلة تؤهله إذا ما تم استغلالها كما ينبغي ليصبح من كبار النجوم في العالم، مع ذلك فإن الفضل الأساس للإنجاز الإيطالي يعود إلى المدرب برانديلي الذي فرض أسلوب جماعي هجومي يتعارض مع الذهنية الدفاعية التقليدية؛ وبدا وكأنه يكمل ما فعله ليبي في مونديال 2006، ما مكّنه من الوصول إلى نهائي البطولة متجاوزاً الإنجليز والألمان بفريق عادي لا يقارن مثلاً مع ترسانة النجوم لدى الأسبان أو الاستقرار الفني والإداري لدى المانشافت.

- فيما يخص الألمان يبدو أن الفريق يفتقد إلى شيء ما، ربما يكون الخبرة والنضج والثبات، خاصة في المواجهات والمطبات الصعبة أو ربما الافتقاد إلى لاعبين سود يرقصون عند تسجيل الأهداف كما قال ذات مرة فرانز بكنباور، إلا أن اللافت أن الفريق ظل في تألّقه خلال السنوات الأربعة الماضية وصل إلى النهائى مرة – 2008 - ونصف النهائي مرتين- 2010 – 2012، أما تحقيق البطولات فيحتاج إلى مزيد من العمل والجهد واستنساخات لاوزيل وخضيرة وربما بالوتيللي آخر، ولكن ألماني هذه المرة.

- لا بد من قول شيء ما عن منتخبي البرتغال وهولندا، فرونالدو ورفاقه قدموا عروض لافتة ومقنعة، خاصة في النصف نهائي أمام الأسبان، ويحتاجوا إلى مزيد من الوقت والانسجام وتطوير الإداء الجماعي وربما اكتساب شخصية أو سمات البطل. أما الهولنديين وكعادتهم فقد غرقوا في خلافاتهم الصغيرة، بعدما عجز المدرب عن تطويع المواهب والقدرات الفردية الكبيرة للاعبيه ضمن الإطار الجماعي المنظم وتصرف النجوم بشكل فردي أناني بعيداً عن روح الجماعة الضرورية والأزمة لحصد البطولات وتحقيق الإنجازات الكبرى.

في الأخير كانت بطولة مميزة مع تنظيم جيد لأوكرانيا وبولندا إلا أن الاستنتاج الأساس فنياً وتنظيمياً يتمثل بأن أوروبا القديمة تجدد نفسها باستمرار، بينما تلهث أوروبا الجديدة للحاق بها دون نجاح كبير أقله حتى الآن.