الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجبهة الديمقراطية تفتتح مؤتمرها الوطني العام السادس لاقليم قطاع غزة

نشر بتاريخ: 08/07/2012 ( آخر تحديث: 08/07/2012 الساعة: 03:43 )
غزة- معا- دعا قادة وسياسيون فلسطينيون الى استراتيجية وطنية جديدة بجبهة مقاومة متحدة وغرفة عمليات مشتركة، والى بناء اقتصاد انتاجي وطني بعيدا عن اقتصاد الأنفاق، مشددين على أن استمرار الانقسام نابع من ضعف الارادة السياسية واستمرار اصحاب الامتيازات والمراهنات على الأوضاع العربية والاقليمية والدولية، لذا يتطلب استنهاض حركة شعبية ضاغطة حتى إنهاء الانقسام واجراء الانتخابات العامة الرئاسية وللمجلسين الوطني والتشريعي على أساس التمثيل النسبي الكامل.

جاء ذلك في حفل افتتاح الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لمؤتمرها الوطني العام السادس لإقليم قطاع غزة، يوم السبت في قاعة الهلال الأحمر بتل الهوى بمدينة غزة، والذي حضره صف واسع من قادة القوى والفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية والاعتبارية وممثلي الاتحادات النسوية والشبابية وعدد كبير من المثقفين والكتاب والصحفيين ولفيف واسع من جماهير شعبنا، بمشاركة قيادة وكوادر الجبهة الديمقراطية بقطاع غزة، يتقدمهم الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة، الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وصالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية ورئيس المؤتمر.

بدوره حيا الأمين العام نايف حواتمة، في كلمة الجبهة الديمقراطية التي وجهها الى جماهير شعبنا الفلسطيني، عبر الهاتف، المؤتمر الوطني العام السادس من القاعدة الى القمة نحو انتخابات شاملة ديمقراطية وتجديد ديمقراطي واسع في صفوف الجبهة الديمقراطية، وبارك الامين العام للجبهة الديمقراطية أعمال المؤتمر الوطني العام لابناء وبنات ورفاق ورفيقات الجبهة الديمقراطية ابناء الشعب والوطن على امتداد الوطن التاريخي ابناء شعبنا في الوطن والشتات.

كما وجه الأمين العام التحية الى الشهداء والأسرى والمناضلين، مؤكدا ان الربط بين البرنامج الوطني بكل الوانه السياسية والكفاحية والنضالية والاجتماعية والاقتصادية قيمته الكبرى بالخطوات التنفيذية فالعبرة بالتنفيذ نحو جبهة كبرى عظمى، حركة جماهيرية عريضة في صفوف شعبنا كما كانت دائما منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة المقاومة العملاقة وصولا الى انتزاع حقوق شعبنا لتقرير المصير للدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وفق القرار الأممي 194.

وقال حواتمة: الآن غزة الشجاعة تحت الحصار البري والبحري والجوي، داعيا الى استراتيجية وطنية جديدة بجبهة مقاومة متحدة وغرفة عمليات مشتركة عملا بوثيقة الوفاق الوطني، مطالبا باقتصاد وطني جديد بعيدا عن اقتصاد الأنفاق الذي لا يبني اقتصادا انتاجيا وطنيا بل يزيد الأثرياء ثراء والفقراء فقرا، وبحد ادنى للأجور وتطهير مؤسساتنا الادارية والأمنية والغاء الضرائب عن الشعب الفقير.

ودعا حواتمة الى اسقاط الانقسام واعادة بناء الوحدة الوطنية عملا بإتفاق الرابع من مايو لعام2011 الذي وقعنا عليه جميعا في الفصائل الفلسطينية من أجل الديمقراطية والحريات الشاملة وصولا الى انتخابات شاملة تشريعية ورئاسية ومجلس وطني متزامنة بالتمثيل النسبي الكامل بالقانون الانتخابي الواحد للشعب الواحد..

وأضاف: علينا ان نفعل الان الشعب يريد اسقاط الانقسام اضغطوا من اجل عقد اللجنة القيادية العليا في اطار منظمة التحرير الفلسطينية التي نشارك بها جميعا ومن اجل ان نصل فعلا الى اسقاط الانقسام واذا لم تقع الاستجابة فالشعب يريد اسقاط الانقساميين، مؤكدا أن المستفيد الأكبر من استمرار الانقسام هي اسرائيل والخاسر هو الشعب الفلسطيني.

وأكد الامين العام للجبهة الديمقراطية نايف حواتمة، انه لا مفاوضات دون وقف تام للاستيطان ووقف كامل للعدوان على غزة، والاغتيالات والاعتقالات في القدس والضفة، مشددا على ان المرحلة العربية الثورية الجديدة ستصب كلها في صالح الشعب الفلسطيني.

من ناحيته طالب الدكتور زكريا الآغا، في كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، حركة حماس بالعدول عن قراراها المفاجئ بتعليق تحديث سجل الناخبين في قطاع غزة، مؤكدا أن أي ملاحظات على الانتخابات يتم علاجها بالحوارات، ونتطلع أن تعي حركة حماس وأن يعي الجميع نتيجة هذا القرار وانعكاسه السلبي على ملف المصالحة.

وأشاد الدكتور الأغا بالدور الوحدوي الذي لعبته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وما تزال تلعبه في سياق الحركة الوطنية الفلسطينية منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية وحتى يومنا هذا. مؤكدا على أن الشعب الفلسطيني يقف أمام تحدي كبير يتطلب الالتفاف الجماهيري وبلورة موقف فلسطيني موحد.

وطالب الجميع بالعمل على حماية اتفاق المصالحة وسرعة انجاز ما تم الاتفاق عليه. مضيفا: فلسطين اكبر من كل التنظيمات والأحزاب وهي بحاجة لكل أبنائها لحماية المشروع الوطني، متمنياً مزيداً من التقدم والنجاح للجبهة الديمقراطية في احتفالها بمؤتمرها السادس.

ومن جهته قال صالح زيدان، في كلمة المؤتمر الوطني العام السادس للجبهة في اقليم قطاع غزة، اليوم في غزة الشامخة بصمودها ومقاومتها وتضحياتها التي لا تنضب، ورغم ظلام الانقسام نضيء شمعة للديمقراطية باختتام مرحلة من الحوار والتجديد والبناء الديمقراطي بالانتخابات لنؤكد أن راية الديمقراطية ستبقى خفاقة.

وعزا زيدان أن أسباب استمرار الانقسام ينبع من ضعف الإرادة السياسية وامتيازات مراكز القوى وعقبات أصحاب المصالح من المستفيدين من الانقسام من فتح وحماس في غزة والضفة ومن أثريائه والمراهنات الخاسرة دائماً على عوامل إقليمية ودولية، على حساب المصالح الوطنية العليا.

ودعا زيدان الى عقد مؤتمر شعبي يشق الطريق لاستنهاض حركة شعبية ضاغطة حتى إنهاء الانقسام. داعيا الى اجراء الانتخابات العامة الرئاسية وللمجلسين الوطني والتشريعي وعلى أساس التمثيل النسبي الكامل.

وأكد زيدان انه لا خروج من المأزق الإستراتيجي للمشروع الوطني الفلسطيني نتيجة دوران مسار أوسلو في حلقة مفرغة إلا باعتماد إستراتيجية جديدة وهي إستراتيجية تجمع بين العمل المقاوم وتصعيد المقاومة الشعبية واعتماد إستراتيجية وطنية دفاعية عن غزة ترتكز على جبهة مقاومة وطنية موحدة تشارك فيها جميع القوى والفصائل، وعلى غرفة عمليات مشتركة تشارك بها جميع الأجنحة العسكرية، وبين العمل السياسي الهادف لتفعيل الضغط الدولي لإجبار إسرائيل على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية ومفاوضات تطبيقها. ولكن اعتماد إستراتيجية وطنية بديلة يتطلب إنهاء الانقسام وتوفير مقومات الصمود.

وأشار عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الى أن مشروع التقرير المقدم للمؤتمر الوطني السادس يؤكد على أهمية النضال الاجتماعي والديمقراطي، ويشدد على أن وظيفة السلطة في غزة والضفة هي توفير مقومات الصمود للشعب في معركته للخلاص من الاحتلال، وليس ممارسة القمع ولا الاعتقال السياسي ولا حماية المصالح والامتيازات والواسطة والمحسوبية والمسح الأمني وغير ذلك.

وأكد زيدان أن الوضع في غزة في غاية البؤس في نسب الفقر والبطالة المرتفعة للعمال والخريجين، وانقطاع الكهرباء وأزمة الوقود، وغلاء الأسعار، وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك، رغم أن الاحتلال هو المسؤول الأول عن جحيم غزة وأن الانقسام والحصار يتحمل مسؤولية رئيسية كذلك، ولكن أيضاً فإن السياسات الحكومية الاجتماعية والديمقراطية لدى الحكومتين في غزة ورام الله تتحمل المسؤولية الأساسية.

وادار الاحتفال الدكتور سمير ابو مدللة عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، قائلا: الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فصيلا ديمقراطيا ثوريا وحزبا طليعيا للعمال وفقراء الفلاحين وسائر الكادحين وجماهير اللاجئين والمثقفين الثوريين يمثل مصالحهم ويدافع عن حقوقهم كما يدافع عن مجمل الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف للشعب بأسره ويقود نضالهم الوطني من اجل العودة وتقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة على جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967.

|181661|
وأضاف الدكتور أبو مدللة : لقد شكل المؤتمر الوطني العام السادس للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وما زال يشكل انعطافا جبهويا ووطنياً وأعطى حصة كبيرة للشباب والمرأة باعتبارهما عناصر هامة نحو الحيوية والتجديد في بناء حياة ديمقراطية من القاعدة الحزبية وصولاً الى رأس الهرم للعب دور بارز في الجبهة العتيدة.. التي قدمت الشهداء والقادة الأبطال التي شهدت الحركة الوطنية لها هذا الدور على مدار أكثر من اربعين عاما من النضال والمقاومة والجمع بين سياسة السلاح وسلاح السياسة وصولا الى اهداف شعبنا الوطنية في الحرية والعودة والاستقلال.

وبدأ الحفل بالسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء شعبنا الفلسطيني والثورة والوطن.