حاتم وباسم...فرقهما رصاص الاحتلال ببيت لحم وجمعتهما المدينة المنورة
نشر بتاريخ: 08/07/2012 ( آخر تحديث: 08/07/2012 الساعة: 16:00 )
غزة-معا- نزل أحدهما من السيارة يجري بسرعة باتجاه الآخر, عناق دام بينهما وقتاً من الزمن, دموع انهمرت من عينيهما, كل منهما يمسك بالآخر ولا يريد أن يتركه.
هذا ليس مشهد درامي أو مسرحي, انه مشهد حقيقي, فعلا ما نراه في المشاهد التمثيلية يؤثر في قلوبنا, فكيف إذا ما شاهدناه على أرض الواقع, الجميع بكى وتأثر من لقاء الأخوين حاتم وباسم حمود بعد 11 عاماً من الفراق.
المبعد من كنيسة المهد من العام 2002 حاتم حمود بفرحة لا توصف, بين لـ"معا" أنه بعدما تعذر اللقاء بينه وهو "مبعد إلى غزة" وبين إخوته وهم في مدينتهم "بيت لحم"من خلال محاولات عديدة, لجأ إلى طريقة أخرى للقاء أحدهم, 11 عاماً ليست بالشيء القليل من فراق الأخوة وهما في دولة واحدة يمنعهم احتلال لا يعرف الرحمة من رؤية بعضهم.
شاء الله أن تكون المدينة المنورة مكان اللقاء, حاتم أوضح لنا أنه طلب من أخيه حسام رغم الصعوبات التي تحيط بهم أن يأتي لأداء العمرة في مكة المكرمة في الوقت الذي قرر هو الآخر الذهاب هناك بصحبة ابنه, مبيناً أنهما حددا موعد الرحلة سوياً.
|181681|
وعن اختيار المدينة المنورة مكان للقاء، أوضح أن الاحتلال يمنعه من دخول الضفة الغربية, ويمنعه أهله من الدخول لغزة, مبيناً أن والده فارق الحياة وهو ينتظر اللقاء بابنه مرة أخرى فلم يراه إلا مرة واحدة بعد إبعاده.
ورغم الفرحة التي غمرت قلب الأخوين إلا أن الحزن مازال يحتل مكاناً داخلهما, لأنه كما بين حاتم أن رغم سعادته بأنه بجانب أخيه في لحظات لاتعوض من العمر إلا أن لقائهما لن يتجاوز 12يوماً وبعدها يعود الفراق من جديد.
وقال حاتم" شعوري لا يوصف, أخي باسم كان محاصر معي في كنيسة المهد, وأصيب وقتها بإصابة خطيرة بطلق ناري, مما دفعنا بتسليمه لقوات الاحتلال لإنقاذ حياته من الموت داخل الكنيسة", مبيناً أن فراقهما كان في لحظات حاسمة بين الموت والحياة, ومنذ ذلك الوقت لم يلتقيا.
واضاف" أن مشيئة الله أرادت لأخيه العودة للحياة من جديد, رغم أن قوات الاحتلال لم تعرف للإنسانية معنى لأنها اصطحبته إلى السجن بعد 10 أيام على وجوده في المستشفى بعد استئصال كليته اليمنى نتيجة طلق ناري أطلقته قوات الاحتلال عليه ليمكث عامين هناك".
ووجه المبعد رسالة للرئيس أبو مازن بالالتفات إلى قضية المبعدين وإدراجها على سلم الأولويات, كما هو حال قضية الأسرى, وأن لا يتنازل في تحقيق مطلب العودة لهم بين أهلهم وذويهم, مبيناً أن لديه 5 أخوة غير باسم لم يراهم أيضاً منذ لحظة إبعاده.
أما باسم بشعور فاق كل فرحة قال" الحمد لله أنني تمكنت من رؤية أخي بعدما فرقنا الاحتلال 11 عاماً, ونحن نقضي الآن أجمل لحظات في حياتنا, فالحزن والألم لم يفارقنا منذ لحظة فراقنا".
وعبر باسم عن حزنه رغم سعادته باللقاء لأن فترة اللقاء أيام معدودة, مبيناً أنه يخشى أن لا يراه مرة أخرى, متمنياً أن يعود بينهم في مدينته بيت لحم, معبراً عن ألمه لأن ما يفصل الضفة وغزة مسافات ليست بالبعيدة كما أنها دولة واحدة ولا يستطيعان لقاء بعضهما لمنع الاحتلال لهما.
وتمنى باسم تحقيق الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني, الذي يعاني ويلات الاحتلال ولا يستحق أن يعاني ويلات الانقسام أيضاً, متمنياً أن يأتي شهر رمضان وقد تحقق ذلك.
جدير بالذكر أن عدد مبعدي كنيسة المهد إلى قطاع غزة الذين أبعدهم الاحتلال الإسرائيلي بعد حصار الكنيسة هو 26 مبعداً لا يعلمون مصيرهم, ويمثلون ما يقارب 120 شخصاً مع زوجاتهم وأولادهم الذين قدموا للعيش معهم بغزة.
|181682|