هل يعود اولمرت للساحة السياسية ويكون كتلة سياسية ثالثة ؟
نشر بتاريخ: 10/07/2012 ( آخر تحديث: 11/07/2012 الساعة: 09:31 )
بيت لحم- معا- من يرغب في دفن رأسه بالرمل حتى لا يفهم المغزى والابعاد السياسية لقرار المحكمة الاسرائيلية اليوم الثلاثاء، بتبرئة رئيس الوزراء الاسرائيلي ورئيس حزب كاديما السابق ايهود اولمرت من اهم بنود الاتهام الموجهة اليه بامكانية ان يجد زاوية يتحدث من خلالها عن الزلازل القضائي والمتمثل اساسا بالاشتباه بقيام النيابة العامة بالتآمر لاسقاط رئيس وزراء.
بهذه العبارات افتتح موقع "تيك ديبكا" العبري الذي يوصف بالمقرب من الاستخبارات تحليله المتعلق ببراءة اولمرت ومستقبل الساحة السياسية الاسرائيلية المتوقع ان يعود اليها بقوة .
وسبق محام الدفاع الذي حقق انتصارا كبيرا على النيابة العامة الجميع حين دعا سكان اسرائيل الى دراسة الثمن الباهض الذي دفعته دولة اسرائيل حين اسقط باتهامات كاذبة رئيسا للوزراء كان قريبا جدا من تحقيق السلام مع الفلسطينيين لذلك يتوجب على الجمهور الاسرائيلي الاهتمام بمستقبل أبنائه واحفاده حسب تعبير المحامي "الي زوهر ".
وأضاف موقع " تيك ديبكا " ليس هناك مجالا للشك بان اهم التداعيات السياسية لبراءة اولمرت تتمثل بتلقي يسار الوسط الاسرائيلي المكون حاليا من اربع كتل هي حركة ميرتس ، حزب العمل، هناك مستقبل ، وجزء من حزب كاديما زعيما وقائدا سياسيا يمكنها ان تتحد خلفه دون ان تنظر حتى نتائج المحكمة في قضية هولي لاند ولم تتبق اية عقبة امام زعامة اولمرت لهذه الكتلة بعد ان ينسق خطواته مع زعيم حزب " هناك مستقبل " يائير لابيد سوى زعيمة حزب العمل " شلي يحموفيتش " التي ستجد نفسها قريبا مجبرة على التخلي عن احلامها بتحويل حزبها لقوة سياسية بديلة عن حزب الليكود ولا كبر حزب معارض واذا لم تتخل عن هذه الاحلام سيتهمها جمهور الناخبين باضاعة فرصة اسقاط سلطة اليمين.
ويمكن لجميع الشخصيات الامنية السابقة او معظمها والتي تبحث لنفسها عن بيت سياسي مثل رئيس الموساد السابق مئير غان، ورئيس الاركان السابق دان حالوتس، وغابي اشكنازي ورئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين ان تتكتل حول هذه القوة السياسية الجديدة وفي مثل هذه اللحظات سيضع كل هؤلاء خلافاتهم وصراعاتهم السياسية خلف ظهورهم ليتحدوا جميعا خلف الزعيم الجديد لكتلة يسار الوسط حتى وان اتضح بعد عدة اشهر عدم امكانية اقامة مثل هذا التكتل.
ويمكن للكثيرين من زعامات الاحتجاجات الاجتماعية ان تجد لنفسها مكانا ضمن هذه الكتلة، وذلك لضمان تمويل نشاطاتهم واحتجاجاتهم عبر مصادر خارجية تدعم وتؤيد اقامة كتلية يسار – وسط في اسرائيل .
ورغم ان هذه الكتلة في حال قامت لن يتهم بها احد لانها لن تتمكن من تحقيق اختراق حقيقي بالموضوع الفلسطيني لكنها ستمنح للمشاركين بها شعارا سياسيا موحدا .
ومن الناحية السياسية تعتبر زعيمة كاديما السابقة تسيفي لليفني وزعيم كاديما الحالي شاؤول موفاز اكبر الخاسرين والمتضررين من قرار المحكمة حيث لا يمكن ان ننسى بان ليفني هي من مارست الضغوط عام 2008 على اولمرت حتى قبل تقديم لائحة اتهام ضده ما ادى في النهاية الى اعتزاله الحياة السياسية واستقالته من رئاسة الحكومة وزعامة حزب كاديما ولتحقيق هدفها هذا تحالفت في حينه مع زعيم الحزب حزب العمل في تلك الفترة ايهود باراك لذلك فان القول اليوم بان النيابة العامه هي من اسقط اولمرت تعتبر نوعا من "والديموغوجيا" السفسطة الفارغة.