الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

اتحاد الكرة... وخارطة الطريق

نشر بتاريخ: 11/07/2012 ( آخر تحديث: 11/07/2012 الساعة: 14:20 )
اتحاد الكرة... وخارطة الطريق
بقلم: بدر مكي

أصدر اتحاد الكرة تعميما خاصا بافتتاح الموسم المقبل ، و قد اعتمد خلاله نتائج البطولات و المسابقات للموسم السابق ، حيث أقرأ لائحة الفرق المشاركة بدوري المحترفين و البالغ عددها 12 ناديا ، و تأكد خلالها هبوط نادي ثقافي و مركز طولكرم ، و دارت تكهنات بأن اتحاد الكرة قد يبقى على هذين الفريقين لاعتبارات اولئك الذين أطلقوها و خاصة في موضوع مشاركتهما في مسابقة الموسم الماضي بدون اللعب على ملعبهما البيتي باستاد الشهيد جمال غانم ، و لكن اتحاد الكرة حسم أمره و انحاز للوائح.

و الملاحظ في دوري الموسم المقبل أن عدة اندية ايضا لن تلعب على ملعبها البيتي لعدم الجاهزية مثل اسلامي قلقيلية ، نادي جنين ( ربما يلعب في ملعب الرؤيا) ، و هلال أريحا ( ربما يلعب باستاد أريحا) ، و لكن دعونا نحسم أمرنا حيال هذه المواضيع المتوقع أن يجد لها الاتحاد حلولا بموافقة الاندية المعنية ، و ما أريد قوله هنا .. أن الاتحاد اعتمد كما توقعت سابقا برنامج انطلاقة البطولات و المسابقات ، ( كأس الشهيد ياسر عرفات ، كأس السوبر ، دوري المحترفين ، دوري الدرجة الأولى)، و يأتي البرنامج ضمن تواريخ محددة و مناسبة لانطلاقة الموسم ، و هذا أحد أهم نجاحات الاتحاد ، لأن تلك المسابقات تتطلب منظومة في وحدة المفهوم للعمل المرجو و المطلوب من خلال اللجان و الفروع التي أثبتت حضورها و خاصة لجنة الحكام المركزية و لجنة المسابقات العامة و ادارة دوري المحترفين المسؤولة عن قطاعات عدة أهمها : اللاعبون ، الحكام ، المدربون، الاداريون، و لجان النظام.

في حين يسعى رئيس الاتحاد اللواء جبريل الرجوب جاهدا لتسويق اللعبة و دوري المحترفين ، حتى يستقيم وضع الاندية في الدوري و توفير جو من الطمأنينة لادارات الاندية من خلال ايجاد التمويل اللازم لها.

كما يسعى اتحاد اللعبة الى تأهيل المسعفين و الكادر الطبي في الاندية حتى يكونوا على جاهزية في هذه الامور التي تستدعي ان يكون لدينا كادرا مؤهلا خوفا من احداث صادمة في هذا الشأن.

علينا أن نراكم ايجابيات الموسم المنصرم و نعززها ... و ما أكثرها .. و ان نوفر للجماهير الغفيرة في الملاعب متطلبات المتعة و الاثارة من خلال الحفاظ على مسيرة الدوري ، بل ان الجماهير منذر الان .. تترقب بشغف انطلاقة الدوري .. و قد بدأت استعدادات الاندية تأخذ حيز التنفيذ من أجل المنافسة على اللقب .. و قد أنهى بعضها عملية استقطاب و جلب اللاعبين، و دخل في معسكرات اعداد ، و استقرت على اجهزة فنية و ادارية لقيادة فرقها في الموسم القادم ، و ان كانت المديونية التي تعاني منها الاندية ، ما زالت تلقي بظلالها على جميع الاندية .. و تحدث عدد من الاداريين في عديد من الاندية عن هذه الازمة .. و لكن عندما يصل الامر الى التعاقد مع لاعب ما .. تنتهي الازمة؟!

و مع كل ما تقدم .. فاننا نعتقد أن مسيرة الدوري العامللمحترفين ستشهد صراعا لافتا بين أندية المقدمة التي نافست حتى الامتار الاخيرة .. و اعتقد ان بعض الفرق الصاعدة سيكون له كلمة في هذا الاطار.

و حيث ان انطلاقة الدوري قد تشهد ميلاد اتحاد جديد للعبة ، فانني اؤكد على ما قلته سابقا ، حتى لو لم يعجب البعض القليل ، و لكل منهم اجتهاده الذي نحترمه، اؤكد على ضرورة تواجد اللواء جبريل الرجوب على رأس الاتحاد المقبل ، لما حققه من انجازات محليا ( اهتمام القيادة السياسية ، انتظام المسابقات و التطور النسبي للمنتخب الوطني و .. قارياً و دوليا ( الملعب البيتي ، زيارة منتخبات و مسؤولين كبار و ... ) الذي ساهم في توجيه الانظار نحو قضية شعبنا من خلال الحراك الرياضي ، و كل عمل السنين الاخيرة بحاجة لمواصلة هذه الانجازات من خلال شخصية قادرة على التواصل مع محيطها المحلي و القاري و العالمي ، و قد كان الاستقرار اهم معالم هذا الاتحاد بفضل تلك الشخصية الكاريزمية ، وان اداة القياس هي المؤشر الاول على ما نقول .. هي خارطة طريق اذن .. في العمل المضني الشاق في سنين خلت .. و سنين أخرى قادمة.

لندن .... قادمون
في السابع والعشرين من الشهر الجاري ، تقام مراسم افتتاح اولمبياد لندن في عاصمة الضباب ، في هذا المحفل العالمي تشارك فلسطين للمرة الخامسة ، وهذه المرة بخمسة نجوم يضيئون سماء لندن ، ونحن في ارض البرتقال الحزين ، ومن تلك الأرض التي نستحق ان نحيى عليها ، ستكون أعيننا متجهة صوب شاشات التلفزة ، لنشاهد كوكبة الفرسان من أبناء شعبنا في طابور العرض ، ربما يكون الوفد الأصغر ولكنه سيكون الأكبر بالنسبة لنا ، وبحجم الكرة الأرضية التي أخذت تسمع عن القوم الجبارين بفضل إرادة لا تلين ، زرعها الياسر الكاسر في قلوبنا وذاكرتنا التي ستبقى حية ، حتى يرحل الطارئون عن هذه الأرض الطيبة .

ألوان أربعة فقط.. هي الأجمل لأكثر من احد عشر مليونا من أبناء شعبنا في الداخل والشتات.. ستكون تلك الألوان ... في ملحمة لندن .. يرفعها الشاب المنتصب القامة.. معلنا عن الوجود الفلسطيني.. ومن اجل هذا العلم .. قدم الآلاف من هذا الشعب .. أرواحهم فداء له .. وكم من طفل تسلق عامود الكهرباء .. ليرفع العلم .. ويسقط شهيدا من علو .. ليبقى هو أيضا في العليين .

ولأول مرة يخوض أبطالنا معسكرات تدريبية طويلة من اجل الظهور بمظهر مشرف في هذا المحفل ، وبذلت اللجنة الاولمبية من خلال علاقاتها جهودا طيبة للوصول بلاعبينا للجاهزية المطلوبة ..

كل التوفيق لأبطالنا وبطلاتنا في العاب القوى والسباحة والجودو ، وكان لزاما علينا كإعلاميين ان نقف الى جانب هذه الكوكبة من الفرسان ، وتم تشكيل لجنة إعلامية تعنى بالتسويق والترويج والتعريف بهؤلاء الشباب والشابات القادمين من ارض .. لشعب الجبارين.. وليس لهؤلاء الطارئين على أرضنا.. وسيكون إعلامنا موجودا هناك ، بفضل وجود الإعلامي المهني بامتياز منتصر ادكيدك القادر على إيصال رسالة الوطن .. لكل المتواجدين من أرجاء المعمورة، مسنودا بأعضاء البعثة ورئيسها، ورئيس اللجنة الأولمبية الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة.. حتى نكون على مستوى الحدث والتحدي .. وسنكون بإذن الله .

السرسك ... بين احضان امه
وانتصر محمود السرسك على الجلاد .. واصبح عنوانا للارادة التي لا تلين .. بعد ست وتسعين يوما من الاضراب عن الطعام للافراج عنه .. ونجح بامتياز .. لاعب منتخبنا الوطني وخدمات رفح .. اجمل اللحظات .. عندما كان محمود في حضن امه .. عريس فلسطين ورفح ومركز الخدمات فيها ..
السرسك.. اسطورة حية ..يعبر عن تلاحم شعبنا ووحدتنا الوطنية .. والكل الفلسطيني .. تجاوب مع اضراب محمود .. حتى حقق ما يصبو ونصبو اليه ..
شكرا محمود .. لقد اعدت الحياة الى نفوسنا المعذبة .. واثبت ان فردا فلسطينيا لوحده يمكن ان يقارع الاحتلال .. فما بالكم اذا اتحدنا جميعا .. لفظنا الانقسام .. لعمري اعتقد ان الاحتلال سيلملم اغراضه .. وفي اول طائرة سيغادر الى مسقط رأسه الاصلي في قارات الدنيا .. ويرحل عن فلسطين .