هل أفرج اتصال الرئيس بكاسترو عن اموال امريكية للسلطة؟
نشر بتاريخ: 13/07/2012 ( آخر تحديث: 14/07/2012 الساعة: 07:20 )
بيت لحم- تحقيق جورج هيل - قسم الانجليزي في وكالة معا - ما هي علاقة سجين امريكي في كوبا، بقرار للكونغرس الامريكي بالافراج عن اموال السلطة؟
اتصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في أوائل شهر آذار بالرئيس الكوبي راؤول كاسترو ليطلب طلبا غير اعتيادي.
فيما نفى نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس في حديث لـ"معا"، اي علم له بهذا الموضوع.
ووفقا للمفاوض الاسرائيلي المخضرم الذي أعدّ الاتصال، فقد طلب عباس من كاسترو أن يفرج عن آلان غروس وهو مقاول أمريكي يهودي سجن في كوبا منذ أواخر عام 2009.
ويقول المفاوض الاسرائيلي، وهو الكاتب والأكاديمي غيرشون باسكن في حديث مع وكالة "معا"، أن السجين الأمريكي "محتجز كرهينة" - وهو ما يعتقده أيضا المجتمع الأمريكي اليهودي وكذلك وزارة الخارجية الامريكية، التي ليست لها علاقات مباشرة مع كوبا بعكس فلسطين التي لديها علاقات ممتازة مع كوبا.
وقال غيرشون باسكن لـ"معا" أنه "طلب من الفلسطينيين من خلال وزير الاوقاف للرئيس ابو مازن اجراء هذا الاتصال، وقاموا بذلك وقد كان الاتصال جيدا جدا ولفتة إنسانية من جانب أبو مازن ولكن المحادثات فشلت في إطلاق سراح غروس".
|74719|والسؤال هو ما دخل محنة أمريكي في كوبا بالفلسطينيين؟ وقد يكون الجواب في رسائل البريد الإلكتروني التي سرقت من وزير بالسلطة الفلسطينية في شهر آذار.
وتشير الرسائل والتي نشرت على الانترنت إلى جهود مسؤولين فلسطينيين لاسترضاء نائبة كوبية - أمريكية قوية والتي كانت ترفض لسبب غير مفهوم إعطاء 147 مليون دولار من المساعدات للملايين من المدنيين الفلسطينيين.
ترأس النائبة اليانا روس-ليتينن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي وهي من أعنف منتقدي نظام كاسترو في واشنطن وإن محنة غروس تعتبر أولوية بالنسبة لكثير من ناخبيها في جنوب فلوريدا.
أفرجت النائبة روس-ليتينن بعد أسبوعين من اتصال عباس بكاسترو عن الأموال التي كانت قد حجبتها عن الفلسطينيين لمدة سبعة أشهر وكتبت النائبة في رسالة الى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون انها "لم تعد تعارض" تحويل 89 مليون دولار من أصل 147 مليون دولار المخصصة للمشاريع المدنية.
|74720|لم تقدم رسالة النائبة روس-ليتينن أي ذكر للمبادرات الفلسطينية، ولكن مصدرا مطلعا في حملة للإفراج عن غروس قال أن عضو الكونغرس كانت على دراية بإقتراح عباس، ومع ذلك، فإن المصدر لا يعرف ما إذا كانت الجهود الفلسطينية هي التي رجحت كفة الميزان وأدت إلى الإفراج عن أموال المساعدات.
في ذلك الوقت، كانت النائبة تخضع لضغوط للتراجع من وزارة الخارجية وحتى عن الايباك (لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية) ولم تكن النائبة تحجب الأموال لوحدها فقد شاركها عضو الكونغرس الجمهوري كاي غرانغر.
ولكن الجانب الفلسطيني كان يدرك أن تدخلهم ضروري لاسترضاء روس ليتينن وليس غرانغر، وقال باسكن لـ"معا" إن المحادثات بدأت كبادرة حسن نية للنائبة روس-ليتينن على الرغم من أنها لم تذكر بالاسم في الرسائل التي سرقت من الوزير الفلسطيني.
نشرت رسائل البريد الإلكتروني للمرة الأولى من قبل المواقع الإخبارية التي تم حظرها بناء على أوامر من قبل النائب العام الفلسطيني من شباط حتى أوائل أيار.
كانت الرسائل الالكترونية بين تاريخ 19 شباط و تاريخ 5 آذار بين باسكن ووزير الاوقاف د.محمود الهباش وبيتر خان أحد المحامين الثلاث لآلان غروس.
|181606|
|181605|
|181607|
|181608|
ويعود الفضل لباسكن بالبدء قبل سنوات الاتصالات السرية بين إسرائيل وحركة حماس التي بلغت ذروتها في الإفراج عن أكثر من 1000 أسير فلسطيني في تشرين الأول مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي شاليط.
وأكد باسكن لـ"معا" أن الرسائل البريدية التي تحمل اسمه حقيقية والتي نشرت في حزيران، وأكد أيضا أن "عضوة الكونغرس" التي ذكرت في الرسائل هي النائبة روس-ليتينن.
وللأسف فقد جاوب كاسترو أبو مازن بالإجابة الاعتيادية وهي: لن تتم صفقة بحق آلان غروس حتى تفرج الولايات المتحدة عن خمسة من السجناء الكوبيين في الوقت التي وافقت الولايات المتحدة بالإفراج عن سجين واحد فقط مقابل غروس.
وقال المحامي بيتر خان لـ"معا" بأنه لم يكن مشارك "بصورة مباشرة" بالضغط الفلسطيني وأحال الاستفسارات إلى محامي ثان والذي لم يرد على الاتصالات والرسائل الإلكترونية التي بعثتها معا.
أما النائبة روس-ليتينن فلم تستجب لطلب "معا" للحصول على تعليق والمتحدث باسم لجنة الشؤون الخارجية لم يرد أيضا على المكالمات.
وأما الوزير الفلسطيني محمود هباش فقد امتنع عن التعليق خلال حديث لوكالة "معا" معه، ونفى لقائه مع النائبة روس-ليتينن خلال زيارة له لواشنطن في شهر شباط الماضي.