مرسي: نقف على مسافة واحدة من جميع الفصائل الفلسطينية
نشر بتاريخ: 14/07/2012 ( آخر تحديث: 14/07/2012 الساعة: 13:50 )
القاهرة -معا- وجه الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية المصرية عدداً من الرسائل المهمة، في مؤتمره مع المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي، الذى يزور مصر حالياً، من بينها تأكيده على عدم تدخل مصر فى الشؤون الداخلية لأى من دول الجوار، فضلاً عن حياد الموقف المصرى تجاه الفصائل الفلسطينية المختلفة، وكذلك رفض القاهرة التدخل العسكرى في سوريا من قبل الغرب.
وفي بداية المؤتمر كما نقلت صحيفة اليوم السابع وصف مرسى الثورة التونسية بـ"الزهرة الأولى"، التي تفتحت في الربيع العربي، ثم تلاها مصر، ليبدأ زحف المد الثوري، من غرب العالم العربي إلى شرقه. وأضاف مرسى، بعد ترحيبه بالرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، فى المؤتمر المشترك بينهما، امس أن المرزوقي، والوفد المرافق له، ليسوا بالضيوف، مؤكداً أن مصر هي بلدهم الثاني.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لاسيما الخلاف بين الفصائل الفلسطينية "فتح وحماس"، أكد الرئيس مرسى أن مصر تقف على مسافة واحدة بين جميع الفصائل الفلسطينية، مشدداً على أن الفصائل الفلسطينية هي التي لها الحق في تقرير مصيرها وتحديد علاقتها مع بعضها البعض.
وأوضح أن مصر داعمة للقضية الفلسطينية من الأساس، وتسعى إلى أن تكون الداعم الحقيقي في اتفاق الفصائل الفلسطينية، مشدداً على حق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية، كما يريد الشعب الفلسطيني بأيدى الشعب الفلسطيني.
من جانبه، قال المرزوقى إنه جاء إلى مصر نيابة عن الشعب التونسى ليقدم التحية والتهنئة لهذا الشعب المصرى العظيم، وأكد أن العصر الذى كانت تدير فيه تونس ظهرها لمصر والعكس قد انتهى، مشيراً إلى أن عصراً جديداً من العلاقات سيبدأ بين البلدين.
وأضاف أن تونس وجدت طريقها مع مصر وستبدأ في هذا الطريق، ونتمنى أن تسير مصر مع تونس في هذا الطريق، مؤكداً أن الحواجز التى وضعها الاحتلال والعالم الغربى قد زالت بعد أن زالت حواجز القلوب بين أبناء الشعب التونسى والمصرى. ووجه الرئيس التونسى دعوة للرئيس محمد مرسى لزيارة تونس فى أقرب وقت ممكن، مقدماً الشكر مرة أخرى للرئيس مرسى على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
وحول أهم مجالات التعاون التى أثمرت عنها المباحثات التي جرت بين الرئيسين مرسى والمرزوقى، أكد الرئيس محمد مرسي "أنه والرئيس المرزوقي متفقان ومتوافقان على المصلحة العليا للشعبين، وهى مصالح متشابهة، وأهدافهما المشتركة كل منهما على حدة، هى الاستقرار والتنمية والحرية والديمقراطية، وتداول السلطة والمشاركة فى إدارة شئون البلاد، هناك خطوات جادة حدثت في تونس، وهنا فى مصر بعد الانتخابات الرئاسية نسعى بكل قوة لكى يكون هناك مشاركة حقيقية بين كل ألوان الطيف المصرى السياسى فى إدارة شئون مصر".
وأضاف، "لقد تحدثنا عن علاقات متميزة وليست مشتركة فقط فى إطار تسهيل السفر، والاستفادة من التجارب المشتركة، والتجارة البينية، وربط شبكات الكهرباء، والعلاقات الثقافية المتميزة، والسياحة والبرامج المشتركة".
وأوضح الرئيس مرسى، أنه والرئيس المرزوقى متفقان فى وجهات النظر بشأن الهم العربى العام، لافتاً إلى أنهما متفقان فى وجهة النظر نحو سوريا، ودعم الشعب السورى فى كفاحه حتى يمتلك السوريون حريتهم وإرادتهم بثورتهم التى تمضى، ونرفض سفك الدماء، وضد التدخل العسكرى الأجنبى فى شئون سوريا، ولكن هناك آليات كثيرة دون ذلك يجب أن تتخذ وأفعال يجب أن نتحرك بها لكى نحقن دماء الشعب السورى بأسرع ما يمكن.
وفيما يخص القضية الفلسطينية، أشار إلى أن مصر وتونس متفقتان أيضا على دعم القضية الفلسطينية والمصالحة الداخلية، وأيضاً حقوق الفلسطينيين الكاملة، حقهم الطبيعى فى الحرية وفى قيام دولتهم المستقلة.
وشدد مرسى على أنه والرئيس المرزوقى متفقان على أن دور البلدين فى أفريقياً متميز، لافتاً إلى أهمية الاتصال والتوحد من أجل مصالح شعوب هذه القارة.
وحول التعاون المشترك بين مصر وتونس، شدد الرئيس التونسى منصف المرزوقى على أن هناك توافقاً كلياً بين رؤية تونس ومصر فيما يتعلق بالقضايا السياسية، لاسيما ما يتعرض له الشعب السورى.
وقال المرزوقي، إن كلاً من مصر وتونس تتفقان على أنه من الضرورى إنهاء تلك المأساة الدموية، وذلك من خلال تمكين الشعب السورى من اختيار ماذا يريد؟"، لافتاً فى الوقت نفسه إلى أن وضوح خيار الشعب السورى فى التخلص من الاستبداد والوصول إلى ما وصلت إليه تونس ومصر.
وأوضح الرئيس التونسي أن بلاده ومصر تتفقان على ضرورة إنهاء حقن الدماء في سوريا، وتتفقان أيضا على عدم التدخل العسكرى الأجنبى فى سوريا.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أشار إلى أن هناك توافقاً بين مصر وتونس على دعم القضية الفلسطينية، مؤكداً "أنه سعيد أن يرى مصر الجديدة وهي تفتح قلبها وحدودها للأشقاء الفلسطينيين، لاسيما في غزة، حتى تكف عنهم المعاناة".
وتابع المرزوقي قائلا، "لقد حان الوقت لكي يكون للعرب توجه حقيقي وصادق نحو أفريقيا، والتى تعتبر التطور الطبيعى فى العلاقات، موضحاً أيضاً أن التوجه نحو توطيد العلاقات مع دول القارة الأفريقية تتفق عليه كل من مصر وتونس.
وحول العلاقات التقنية بين تونس ومصر، قال الرئيس التونسي، "إن هناك العشرات من المواثيق والاتفاقيات لم تنفذ حتى تراكم عليها الغبار"، لافتاً إلى أن الرئيس مرسي قال، "إنه سيترك الغبار لأهله وسيفتح صفحات جديدة فى العلاقات الثنائية بين مصر وتونس".
وأكد المرزوقي أنه من الضروري أن تتواصل المجتمعات المدنية في مصر وتونس في كافة المجالات المختلفة.
وحول إمكانية التعاون بين الدول العربية كافة، لاسيما فى المجال الاقتصادى، مثل الإعفاء الجمركى، أكد الرئيس محمد مرسى أنه لا يرى أى ممانعة من الدول العربية فى هذا التعاون والتكامل، مشيراً فى الوقت نفسه إلى أن الشعوب العربية ترغب فى تحقيق ذلك مع استمرار استقلالية كل دولة.
وقال مرسي، "إن مصر لا تتدخل في الشأن الداخلى لأي دولة.. وأتمنى أن يحدث التعاون بشكل جدى فى كافة المجالات بين مختلف الدول العربية.
ورداً على سؤال حول تصريحاته فى جدة مؤخرا بأن مصر والسعودية حاميتا الإسلام السني الوسطي، قال مرسي، "عندما قلت إن المملكة العربية السعودية راعية لمشروع أهل السنة والجماعة، وأن مصر حامية له، لم أقصد على الإطلاق أن أذهب بأى فعل أو قول سلبى ضد أى أحد"، مشدداً فى الوقت ذاته على أن مصر ليس لديها أى عداوة أو ضغينة مع أى دولة.
وتابع قائلا، "نحن نتحدث عن رسالة سلام واضحة وعلاقات متميزة على أساس المصالح المشتركة للشعوب بواسطة الدول ومسئوليها، أتحدث عن السلام الحقيقى، ومصر قادرة على حماية أمنها القومى".
وحول آفاق التعاون التونسى المصرى، أوضح الرئيس التونسى منصف المرزقى أن "آفاق التعاون بين البلدين سياسية، وتتمثل فى التشاور ووضع كل آليات التواصل، مشيراً إلى أن الرئيس مرسى طلب التشاور بشكل مستمر ليصل أحيانا بشكل يومى، لكى نبحث فى أمهات القضايا التى تهم الأمة العربية والعلاقات الثنائية.
وقال المرزوقى، "سنبدأ فى فتح كل مجالات التعاون، خاصة فى تواصل الشبكات والطرق وتأشيرة السفر إلى آخره، كل هذه المشاكل سنبحثها عند زيارة الرئيس مرسى إلى تونس، نحن لن نبدأ من جديد ولكنها انطلاقة للعلاقات التى بقيت سنوات جامدة وروتينية، والتى ستعود لمصلحة البلدين".
وردا عن سؤال عن ماهية آليات حل الأزمتين السورية والفلسطينية، قال الرئيس التونسى، إن "آليات حل الأزمة السورية هى التواصل والضغط واتخاذ نفس المواقف فى كل المجالات الدبلوماسية، لأن مصر بطبيعة حالها لها وزن كبير، وتونس تزيد من تأكيد المواقف".
قال المرزوقى، "نحن نسعى أن نساهم بقدر كبير فى دفع المصالحة الوطنية بين الإخوة الفلسطينيين، ولا أخفى أن هناك توافقاً فى الرؤى حول مبادئ هذه المصالحة، وهناك تفاؤل بأمور واعدة".
وفيما يخص بدعم العلاقات المصرية - التونسية - الليبية، قال الرئيس محمد مرسى، "ليبيا فى القلب.. ليبيا كانت هى المحطة الثالثة للربيع العربى، وجرى فيها ما جرى من دماء.. ونتمنى أن يوقف سفك الدماء فى سوريا حتى لا يجرى فيها ما حدث فى ليبيا".
وأضاف، "ليبيا تعافت سريعاً، على الرغم من المشاكل، وجرت فيها انتخابات برلمانية، ويتم التوافق حالياً على كيفية إدارة شأن البلاد بإرادة الشعب، وهذا يسعدنا فى مصر، وكذلك في تونس".
وتابع قائلاً، "أتصور أن من عوامل تقوية العلاقات بين مصر وتونس هى ليبيا، شكلاً وموضوعاً، وهذا ما سنسعى إليه، وقد زارني قبل أيام وفد من ليبيا، وكان الحديث كله حول كيفية التعاون المثمر والتوافق والتواصل كي تتصل الخطوط البرية والبحرية، فضلاً عن التعاون فى المجالات المختلفة مع حق كل شعب فى الاحتفاظ باستقلاليته الكاملة دون التدخل فى الأمور الداخلية.