ضمن فعاليات اعرف تراثك: شباب يسألون رئيس الوزراء الاسئلة الصعبة
نشر بتاريخ: 14/07/2012 ( آخر تحديث: 14/07/2012 الساعة: 18:35 )
بيت لحم- معا- تواصلت لليوم الثاني على التوالي فعاليات مؤتمر الشباب المغترب الذي يعقد في مدينة بيت لحم ضمن فعاليات برنامج اعرف تراثك الذي تنظمه مؤسسة الاراضي المسيحية المقدسة المسكونية في نسخته الثانية ويهدف لربط جيل الشباب المغترب بجذوره في ارض الوطن فلسطين.
وتضمنت فعاليات اليوم الثاني استضافة لشخصيات سياسية رفيعة المستوى ابرزها الدكتور سلام فياض رئيس مجلس الوزراء والدكتور مصطفى البرغوثي امين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية والمطران عطا الله حنا مطران سبسطية والمطران وليم الشوملي نائب بطريرك مدينة القدس والوزير محمود الهباش وزير الاوقاف والمقدسات الاسلامية والشيخ يحيى هندي ومازن العزة.
هذا وتميز لقاء رئيس الوزراء الفلسطيني مع المؤتمرين الشباب بالصراحة والحرية حيث مدد رئيس الوزراء مدة محاضرته ونقاشه مع الشباب الفلسطيني سواء الشباب المغترب العائد ضمن برنامج اعرف تراثك او الشباب الفلسطيني من داخل الوطن حيث فضل رئيس الوزراء فتح النقاش والحوار مع الشباب بدل القاء المحاضرة واجاب بكل اريحية وصراحة على الاسئلة الصعبة والصريحة التي طرحها الشباب الفلسطيني حول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانقسام والخلافات والانتخابات والمعتقلين السياسيين وحرية الراي والتعبير وحق العودة وهو الامر الذي لاقى ارتياحا من قبل الشباب المشاركين بالمؤتمر في يومه الثاني .
|182442|
وفي بداية اللقاء رحب راتب ربيع رئيس مؤسسة الاراضي المسيحية المقدسة المسكونية بالدكتور سلام فياض شاكرا اياه على رعايته لهذا المؤتمر الخاص بالشباب ومثمنا جهود رئيس الوزراء على سعيه للتواصل مع شريحة الشباب داخل الوطن وخارجه حيث قدم له شرحا عن وفد اعرف تراثك القادم من مختلف انحاء اللعالم للاطلاع على واقع وطنه وشعبه .
من جهته رحب رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض بالوفد واكد على اهميته واهمية عمل وبرامج المؤسسة ورئيسها راتب ربيع مشيرا الى ان هذه البرامج تساهم في تعزيز التواصل مع اهلنا وشعبنا في دول الاغتراب كما انها تساهم في نقل الصورة الحقيقة الى مختلف انحاء العالم .
واكد رئيس الوزراء لمؤتمر الشباب الفلسطيني انه هنا ليستمع منهم عن هموم وواقع الشباب سواء في الاغتراب او في داخل الوطن الى جانب اهمية الاشارة عليه حول افضل اليات التواصل مع الجاليات من اجل العمل على تطوير الاداء الفلسطيني في الخارج من اجل المصلحة الفلسطينية مشددا على جاهزيته للاجابة على كل الاسئلة .
كما شدد رئيس الوزراء على اهمية ودور المغتربين في مساعدة القضية الفلسطينية وبناء مؤسسات الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مؤكدا على ان اهمية العمل بشكل موحد خصوصا في دول الاغتراب داعيا المغتربين الى عدم الالتفات للمشاكل والخلافات الفلسطينية .
وحول موضوع حرية الراي والتعبير واذا ما كان هناك معتقلين سياسيين اكد رئيس الوزراء فياض على ان السلطة الوطنية الفلسطينية تنتهج سياسة واضحة وهي التاكيد على حق المواطن في التعبير عن رايه بكل حرية وانه اذا ما كان المقصود في اسئلة الشباب الاحداث الاخيرة في رام الله فان الحديث يجري عن اخطاء يجري فحصها عبر لجنة تحقيق مستقلة بالاضافة الى لجان التحقيق في وزارة الداخلية والتي تركز جميعها على الطريقة التي تعاملت بها الاجهزة الامنية قبل وخلال وبعد الاحداث مشيرا الى ان اللجنة المستقلة ستصدر نتائجها وان السلطة ستتعامل مع هذه النتائج بكل شفافية .
واضاف رئيس الوزراء ان الحكومة لا تنتهج سياسة لمنع وقمع المتظاهرين حول ايا من القضايا الفلسطينية سواء كانت سياسية او اقتصادية مشيرا الى ان القانون الفلسطيني ضمن ويضمن حرية التعبير.
وحول الواقع السياسي وافضل السبل لمقاومة الاحتلال اكد فياض ان السلطة تسمح بحرية التعبير وان هناك توجه لاعتماد المقاومة الشعبية من اجل التعبير عن انفسنا ضد الاحتلال وتسعي للاستفادة من تجارب الاخرين خصوصا جنوب افريقا والولايات المتحدة وغيرها من دول العالم بهدف كسب التأييد العالمي للقضية الفلسطينية التي تعبر من اعدل قضايا العالم مشيرا الى ان السلطة تدعم هذا التوجه وتعتبره خيارا استراتيجيا وقد حضر هو بنفسه العديد من الفعاليات والانشطة وانه ويدعم نشاطات وحملات مقاومة الاحتلال بشكل سلمي بشتى انواعها مؤكدا على ان ما حدث في رام الله لا يمثل نهجا وسياسة للسلطة مشددا على ان السلطة تسعي للحفاظ علي الحريات وتدعم العمل الجماهيري.
وحول دور الشباب المغترب في تعزيز الموقف الفلسطيني قال رئيس الوزراء للشباب المغترب ان وجودكم هنا مهم ويحمل رسالة ودور مهم للنشاط الذي يمكن ان تلعبوه كفلسطينيون في تعيشون الاغتراب ويمكنكم عمل الكثير داعيا الشباب المغترب الى الابتعاد عن الخلافات الداخلية التي اثرت على واقع ومانة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
وعبر الدكتور فياض عن امله بان يكون مؤتمر الشباب المغترب مؤتمرا سنوي باعتباره يمثل نقطة إيجابية للتواصل والتعرف والحضور بيننا كباناء الشعب الفلسطيني أينما كنا مشددا على ضرورة عدم الخوف او الانكسار بل على العكس يجب علينا ان نكسر حاجز الخوف خصوصا في بلاد الاغتراب موضحا انه عايش التجربة وهو يعيش في الخارج ويدرك تماما المشاعر والمخاوف التي يعيشها الشباب المغترب في الخارج.
ودعا الدكتور فياض الشباب المغترب الى ممارسة فلسطينيتهم مشددا على انه بامكانهم ان يلعبوا دورا مهما وايجابيا في قضية فلسطين وبامكانهم ان يساهموا في تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز الصمود الفلسطيني بشتى الوسائل سيما وان الهوية الوطنية الفلسطينية تستهدف بشكل كبير.
كما اشار فياض الى امكانية ان يقوم الشباب المغترب بنقلالواقع الفلسطيني عبر معايشته لاشقائه في الوطن وبالتالي ضرورة العمل في الحلبة السياسية ببلدان الاغتراب التي يعيشون بها من خلال ملامستهم واتصالهم بابناء شعبهم عبر هذه الزيارة .
وحول سؤال احد الشباب المغترب عن حق العودة في ظل كل الاحاديث عن المفاوضات والسعي لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة قال الدكتور فياض ان القرار 194 الشي ء الذي ترتكز عليه حل الدولتين مشيرا الى ان الشهيد الراحل ياسر عرفات اكد في اعلان الدولة عام 1988 بالجزائر بطريقة واضحة على الثوابت الفلسطينية وجاء ذلك ايضا واضحا في نقاط السياسة الفلسطينية وتحديدا برنامج منظمة التحرير مشددا على انه لم ولن يوجد يوجد اي تصريح من قبل اي مسؤول فلسطيني للتنازل عن حق العودة داعيا ابناء شعبنا في الاغتراب الى ان يكونوا حريصيين على تناول الاخبار والمعلومات من الجهات الفلسطينية.
وحول المصالحة اكد رئيس الوزراء ان القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير والسلطة الوطنية تحاول بكل جهد إنجاز ملف المصالحة من خلال ايجاد حوار بناء لكن الاشكالية ما تزال تتمثل بانه و رغم كل ما انجز من توقيع اتفاقيات حول المصالحة وما حظيت به من اهتمام إعلامي الى ان الطرف الذي عطل ويعطل منذ البداية وبعد توقيع اتفاق مكة واقامة حكومة الوحدة الوطنية عام 2007 والانقلاب عليها بشكل عسكري ما يزال يعطل انجاز المصالحة داعيا الاطراف المعنية بالمصالحة بالاجابة على التساؤول القائل هل حقا نحن نريد مصالحة ام لا وهل نحن جادون بشانها ام لا .
واكد رئيس الوزراء على ان القيادة الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير والسلطة الوطنية دعت الى اجراء الانتخابات من اجل انهاء اي خلافات مشيرا الى انه لا بد من العودة للشعب وعدم اتخاذ نتائج الانتخابات التي اجريت عام 2006 فرصة للتهرب من الاستحقاق الانتخابي القادم .
واشار الى ان ان الانتخابات كانت وما زالت سبيلا يساهم في بناء النظام السياسي الفلسطيني بطريقة ديمقراطية من خلال الانتخابات العامة والرجوع الى الشعب من اجل انها المسالة.
و حول وضع الشباب ومستقبلهم قال رئيس الوزراء ان السلطة الوطنية تدرك الهم العام للشباب داخل الوطن وتعمل على منحهم الفرص وان هناك برامج مختلفة نفذتها الحكومة وتنفذها موضحا ان الحكومة اتخذت قرارا باعتماد موظفي عقود المياومة من اجل انهاء معاناتهم رغم كافة الصعوبات التي تواجه السلطة موضحا ان السلطة تشعر بالاسى للواقع الحالي .
وفي ختام حديثه اكد رئيس الوزراء الفلسطيني انه يجب تعاون مختلف الجهات والمؤسسات والفصائل والكنائس ومؤسسات المجتمع المدني من اجل تحقيق الطموح الفلسطيني وهو بناء دولة فلسطينية ديمقراطية يعيش الجميع فيها بتساوي موضحا ان المغتربين جزء اساسي من الشعب الفلسطيني ويمكنهم المساهمة بشكل ايجابي في تحقيق هذا الهدف عبر الابتعاد عن الانشقاقات والانقسام وعبر تعزيز العمل المشترك القائم على الشباب الذين يعتبرون نقطة الارتكاز القوية والبناءة .
من جهتهم عبر الشباب المغترب عن سعادتهم بصراحة واجوبة رئيس الوزراء مشيرين الى اهمية الاستماع له واستماعه لهم حيث اوضح الكثير منهم انهم اصبحوا يدركون حقيقة الاوضاع والواقع الفلسطيني بعد لقاءهم رئيس الوزراء الفلسطيني بشكل خاص والشخصيات السياسية والدينية التي التقوها في اطار زيارتهم ضمن اعرف تراثك ومؤتمر الشباب المغترب الاول .
هذا واشتملت فعاليات اليوم الثاني في جزءها الاول على لقاءات مع الدكتور مصطفى البرغوثي امين عام المبادرة الوطنية ومازن العزة على شرح عن حملات المقاومة الشعبية للاحتلال الاسرائيلي وحملات المقاطعة للمنتجات الاسرائيلية واثرها بالمجتمع الفلسطيني.
كما استمع المشاركون في المؤتمر الى محاضرات من وزير الاوقاف محمود الهباش و المطران عطا الله حنا والمطران وليم الشوملي والشيخ يحيى هندي عن واقع العلاقة الاسلامية المسيحية واشكال العيش المشترك بين الفلسطينيين كما استمعوا الى واقع عما تعانيه المقدسات الاسلامية والمسيحية من استهداف للسياسات الاسرائيلية وضرورة نقلهم للحقائق على الارض لدول الاغتراب .