رجال أعمال ومستثمرون يطرحون أمام وزير الاقتصاد جملة من القضايا الهامة
نشر بتاريخ: 14/07/2012 ( آخر تحديث: 14/07/2012 الساعة: 18:31 )
القدس- معا- طرح رجال اعمال ومستثمرون مقدسيون مجموعة من القضايا الهامة التي تتعلق بالوضع الاقتصادي والاستثماري في مدينة القدس امام وزير الاقتصاد الوطني د. جواد ناجي خلال لقاء عقد صباح اليوم السبت 14-7 في مقر الوزارة بمدينة رام الله حضره العديد من الشخصيات الاقتصادية المقدسية صاحبة البصمات الواضحة والمشاريع الهامة التي تمثل قصص نجاح على ارض القدس.
وعرض اسامة صلاح رئيس مجموعة علي صلاح واولاده الاستثمارية في القدس القضايا الاربعة الملحة التي يجب ايجاد آليات عمل لها للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني في القدس في مختلف القطاعات . وسمى العناوين الرئيسة التي بجاحة الى بحث وايجاد حلول سريعة لها وهي الاستثمار وتشجيعه في القدس وقصص النجاح التي تمت في هذا المجال وموضوعة الغرفة التجارية التي يجب اعادة تشكيل مجلسها الاداري بما يضمن تمثيل جميع الفعاليات التجارية في المدينة وموضوعة الاسكان والمؤتمر الاقتصادي الذي من المقرر ان يعقد في المدينة قريبا ...!
واشار المهندس سامر محمد نسيبة نائب رئيس مجموعة محمد زكي نسيبة الاستثمارية الى بعض المعطيات والمعيقات في القدس التي تعاني من الحصار على مدار 45 عاما . ونوه الى النقص الخطير في قطاع الاسكان وحاجة المدينة الى 40 الف وحدة سكنية في السنوات العشر القادمة بمعدل خمسة الاف وحدة سكنية سنويا والمح الى انعدام تنظيم المدن وعدم تسجيل الاراضي وغياب بنية تحتية وما الى ذلك من معيقات وعراقيل.
وأكد ان معظم جهود الاسكان الحقيقية في القدس هي جهود فردية خالصة بادر اليها اناس غيورون على القدس فشيدوا اسكان نسيبة في بيت حنينا الذي يضم مئات الوحدات السكنية حيث طالما تواصل والده محمد مسيبة مع الدول العربية لعمل شيء لانقاذ المساحات الفارغة في بيت حنينا وشعفاط من الاستيطان ولكن الاستجابة كانت معدومة للاسف . وتطرق الى عزم شركة نسيبة على تنفيذ اسكان يشمل 160 وحدة سكنية في القريب العاجل. ودعا السلطة الفلسطينية الى احتضان مشاريع القدس وجعلها اولية مطلقة مؤكدا ان الاهم من الدعم هو الارادة السياسية الواضحة للاهتمام بالقدس باعتبارها عاصمة الدولة المرتقبة . وحذر من الفلتان الامني الذي ينعكس بشكل خاص على قطاع السياحة عصب اقتصاد مدينة القدس.
واعطى رجل الاعمال والمستثمر علي شقيرات بعض الاحصائيات والمعطيات في قطاع الاسكان منوها الى اننا بحاجة فورية الى ستة الاف وحدة سكن للخروج من الضائقة السكنية التي تعاني منها المدينة. وحذر المهندس احمد اللوزي من ظاهرة عصابات تزوير الاراضي التي تنشط في السنوات الاخيرة وضرورة المساهمة في بناء البنية التحتية لمدينة القدس.
وحث رجل الاعمال كمال عبيدات على تفعيل الغرفة التجارية اكبر جسم اقتصادي موجود في المدينة من خلال اعادة تشكيل مجلس اداري جديد يأخذ بعين الاعتبار ويمثل كافة القطاعات التجارية المقدسية في المدينة وضخ دم جديد في شرايين الغرفة لكي تصبح مهيأة لتحمل عبء اقتصادي كبير منوط بها . وقال ان المقدسي الذي يدفع شتى الضرائب ويصمد في القدس هو الذي يستحق الدعم والاسناد الحقيقي ليواصل صموده ومقاومة محاولات ترحيله عن ارضه وبيته في القدس.
واشتكى رجل الاعمال محمود زحايكة من ظاهرة مراجعة مؤسسات السلطة المعنية دون الحصول على نتيجة او اجوبة واضحة لقضايا حساسة وحيوية لا تحتمل التأجيل خصوصا في قطاع الاسكان والتراخيص التي قد تفقد مفعولها في القدس التي تعتبر بوابة ومفتاح الصمود الاولى للمقدسيين في مدينتهم . ودعا الى بر امج ومشاريع ذات طبيعة استمرارية للحفاظ على ما تبقى من القدس . واقترح المهندس محمود قنبر انشاء صندوق خاص بالقدس لتمويل مشاريع الاسكان وتقديم تسهيلات واعفاءات وان تكون هناك آلية ممنهجة وعملية ممكنة التحقيق والتنفيذ على الارض وان لا تبقى هذه البرامج حبيسة الادراج او الدراسات النظرية العقيمة. ووصف وضع القدس وكيف تصبح مدينة اشباح في ساعات المساء. ودعا جمال عبد اللطيف الى التفكير بدعم حقيقي للصناعات المقدسية وان لا يكتفى بردات الفعل.
من جانبه اكد الوزير ان الوزارة تبذل جهودا كبيرة لتوفير مزيدا من البرامج التنموية في مدينة القدس لدعم صمود المقدسيين وإنعاش الواقع الاقتصادي في المدينة وبما يعزز من تشجيع الاستثمار هناك.
وقال الوزير في لقائه مع رجال الاعمال المقدسيين " ان تحسين وتطوير الوضع الاقتصادي في مدينة القدس يقع في سلم اولويات عمل الحكومة الفلسطينية وهناك جهود تبذل مع كافة الجهات لدعم خطة عمل الوزارة في هذا الإطار، وبالرغم من ذلك ملتزمون اتجاه ابناءنا وصمود اهلنا لنكون عونناً لهم في ظل ما يتعرضون له من اجراءات الاحتلال الاسرائيلي التعسفية المتواصلة.
وبين د. جواد ناجي خلال الاجتماع ان وزارة الاقتصاد الوطني ليست طرفا منظماً لمؤتمر الاستثمار المراد تنظيمه في المدينة، ولكنها تشجع كل جهد ونشاط من شأنه ان يصب في خدمة القدس واهلها ، مشيراً الى الاهتمام الكبير بان تمثل الغرفة التجارية القطاع الصناعي والتجاري في مدينة القدس وفي هذا الاطار سيتم التعاون مع كافة الاطراف من اجل ذلك.
وعبر د. جواد ناجي عن بالغ سعادته بهذا اللقاء الهام والحيوي للإطلاع على احتياجات مدينة القدس وكيفية العمل على تنشيط الوضع الاقتصادي فيها، والتي تشكل محوراً هاماً في تطلعات الحكومة الفلسطينية وبرامجها بما يساهم في تحسين الاوضاع الاقتصادية للمدينة.
وناقش المجتمعون على مدار ساعتين سبل تشجيع الاستثمار في القدس، والمراكمة على النجاحات التي تحققت في المدينة، كما استمع الوزير الى وجهة نظر رجال الاعمال فيما يتعلق بموضوع الغرفة التجارية في القدس.
وكان رجال الاعمال قد استعرضوا الاجراءات الاسرائيلية التي تحد من النمو الاقتصادي في المدينة وتأثيرها المباشر على الاستثمار، اضافة الى قضية الاسكان وعدم توفر البنية التحية والذي ادى مؤخراً الى عدم استقرار الشباب في المدينة المقدسة، وموضوع السياحة الذي شهد مؤخراً تحسناً ولكن بحاجة الى مزيد من الجهود والتضافر من كافة الاطراف لإبراز الاهمية للمدينة والتصدي للدعاية الاسرائيلية الرامية الى انهاء الطابع التاريخي والحضاري لها .
وأعرب رجال الاعمال عن بالغ شكرهم وتقديرهم للجهود التي تبذلها وزارة الاقتصاد الوطني في دعم وتعزيز صمود المقدسيين، مؤكدين على المضي قدما في الصمود امام الاجراءات الاسرائيلية المتواصلة على مدينة القدس، وهناك الكثير من قصص النجاح التي حققها رجال الاعمال في القدس.
واقترح رجال الاعمال خلال اللقاء امكانية عمل صندوق لدعم صمود المقدسيين ويوفر عليهم بعض الاعباء المالية، خصوصاً في قضية السكن حفاظا على طبيعية المدينة، كي نثبت ونبرهن للجميع بأننا موجودين وسنبقى صامدين فيها.
وشدد د. جواد ناجي على الاهتمام الكبير لتأهيل وتطوير الصناعة الفلسطينية وفي هذا الاطار طلب الوزير من رجال الاعمال وضع تصور حول امكانيات المساعدة والتدخل في حل المشاكل التي تواجه الصناعة في القدس خصوصاً انه بالامكان الاستفادة من مشروع دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الذي ينفذ حالياً، او العمل على وضع برنامج متكامل يخدم ذلك، لافتا الى ان جهود كبيرة تبذل لتوفير تمويل من خلال تسهيلات مالية.
وشدد الوزير على ضرورة تضافر الجهود في الترويج للصناعة السياحية في مدينة القدس، التي تشكل عاملاً مهماً في تنشيط الحركة التجارية بالمدينة وفي هذا الاطار اوضح الوزير الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية في الترويج للمدينة ودعوات سيادة الرئيس للأشقاء العرب والمسلمين مؤخراً لزيارة مدينة القدس. وفي نهاية اللقاء اكد الوزير على الجاهزية الكاملة للتعاون في أي مجال من المجالات وأنة سيتم قريبا تنظيم زيارة لمدينة القدس.