كلينتون تبدأ لقاءاتها في إسرائيل وسط تشاؤم فلسطيني حيال مواقف بلادها
نشر بتاريخ: 16/07/2012 ( آخر تحديث: 16/07/2012 الساعة: 15:31 )
بيت لحم- معا- يبحث رئيس الوزراء الفلسطيني د. سلام فياض مع وزير الخارجية الأمركية هيلاري كلينتون عددا من القضايا الفلسطينية الهامة، وذلك خلال لقائه مع الوزيرة الأمريكية في مدينة القدس.
وقال د. غسان الخطيب مدير المركز الإعلامي الحكومي لغرفة التحرير في وكالة "معا" إن اللقاء سيعقد الساعة الثانية ظهر اليوم في الفندق الذي تنزل فيه كلينتون بمدينة القدس.
وأوضح أن اللقاء سيتناول العديد من الملفات الهامة، على رأسها الانتهاكات الإسرائيلية خاصة في مجال البناء الاستيطاني وما تمارسه إسرائيل من سياسيات تعسفية في القدس والمناطق المصنفة "ج"، إلى جانب الوضع السياسي وآفاق استئناف عملية السلام وكذلك الوضع المالي والإقتصادي الصعب للسلطة الفلسطينية.
ويأتي لقاء فياض كلينتون بعد حوالي أسبوع علي لقاء الرئيس محمود عباس مع وزيرة الخارجية الأمريكية في باريس، ويأتي بينما الرئيس عباس يقوم بجولة خارجية.
وقلل واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية ل "م.ت.ف" وأمين عام جبهة التحرير الفلسطينية من جدوى اللقاءات الفلسطينية مع الجانب الأمريكي، وقال: "لا جدوى من اللقاءات مع الإدارة الأمريكية في ظل الانحياز ومواقف النيل من صمود الشعب الفلسطيني وقيادته".
ورأى أبو واصل في حديث لغرف التحرير في وكالة "معا" أن الهجوم الذي شنه الكونجرس الأمريكي على الرئيس محود عباس والاتهامات التي وجه إليه ولابنيه بأنها باطلة وأنها تأتي في إطار الضغط على الرئيس والسلطة من أجل العودة إلى المفاوضات دون التمسك بالمطالب الفلسطينية المتعلقة بوقف الاستيطان وتحديد مرجعية واضحة لعملية السلام.
وقال: "إن الموقف الأمريكي يأتي في سياق هجومي ومنحاز بشكل كلي للحكومة المتطرفة في اسرائيل ويعطيها الضوء الأخضر لفعل ما تشاء ويحميها من خلال الفيتو الأمريكي"، كما أن الحِراك الأمريكي الراهن في ظل الانشغال بالتحضير للانتخابات يأتي بهدف خداع العالم وذر الرماد في العيون لايهام العالم بأن الولايات المتحدة قادرة على متابعة ملف عملية السلام وقادرة على أن تبقى راعية للسلام وأنها حريصة على فتح مسار سياسي رغم عدم وجود امكانية لذلك، وفق أقوال واصل أبو يوسف.
ولخص أبو يوسف الموقف الأمريكي بالقول "موقف الإدارة الأمريكية يغيّب عملية السلام كما غيب الرباعية الدولية ومنعها من اتخاذ قرار يلجم اسرائيل ويوقف ممارساتها الاستيطانية واجراءاتها التعسفية بحق الفلسطينيين، وهي الآن تطلق تهديدات للقيادة الفلسطينية للحؤول دون التوجه إلى الأمم المتحدة من جديد".
واجتمعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون فور وصولها مدينة القدس، اليوم الاثنين، مع وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في مبنى وزارة الخارجية، وقد تظاهر عدد من الاسرائيليين أمام مقر الوزارة- ليس احتجاجا على زيارتها- وانما مطالبين بالافراج عن الجاسوس الامريكي اليهودي جونثان بولارد.
موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" تناول زيارة كلينتون تحت عنوان "بعد الأحذية والطماطم في مصر، كلينتون وبيرس يلتقيان"، في اشارة من الموقع لما تعرض له موكب كلينتون أمس في القاهرة من إلقاء طماطم وأحذية، وكذلك هتافات ضد زيارتها للقاهرة مذكرة بفضيحة زوجها بيل كلينتون اثناء رئاسته عندما صرخوا عليها "مونيكا".
وأشارت مصادر اسرائيلية إلى أن كلينتون بحثت مع ليبرمان في أول اجتماع لها في اسرائيل قضايا مشتركة تهم الجانبين، حيث بدأت بعد ذلك اجتماعا مع رئيس اسرائيل شمعون بيرس ومن ثم ستلتقي قيادات مختلفة في اسرائيل.
العنوان الرئيسي لزيارة كلينتون للمنطقة "دفع عملية السلام في المنطقة ومسعى للعودة للمفاوضات"، وهذا ما بحثته مع الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، وكذلك ستبحثه مع القيادة الاسرائيلية ومن ثم قيادات في السلطة الوطنية، وذلك في زيارتها التي تستمر يومين.
كذلك ستبحث مع الجانب الاسرائيلي الشأن الايراني خاصة في ظل الفشل في المفاوضات بين ايران والدول الست، في ظل تخوفات لدى الادارة الامريكية من إقدام اسرائيل على التحرك العسكري ضد ايران بشكل منفرد، فقد سبق وزار اسرائيل مستشار الامن القومي الامريكي بشكل سري الاسبوع الماضي، والتقى مع رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ونظيره الاسرائيلي وبحث معهما أخر تطورات المشروع النووي الايراني.
وفي هذا الشأن سيصل وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا نهاية هذا الشهر اسرائيل لبحث نفس الموضوع مع القيادة الاسرائيلية، وسيسعى للحفاظ على الوعد الذي قطعه نتنياهو للرئيس الامريكي باراك اوباما بعدم توجيه ضربة عسكرية لايران قبل الانتخابات الامريكية.