مؤسسة برامج الطفولة تجري وقفة تقيمية وتطويرية لبرامجها
نشر بتاريخ: 16/07/2012 ( آخر تحديث: 16/07/2012 الساعة: 20:59 )
رام الله - معا- منذ ثلاثة عقود ومؤسسة برامج الطفولة في القدس تعمل وبشكل حثيث ومتواصل على خدمة الأسرة والمجتمع الفلسطيني من خلال برامجها التمكينية، التي تنطلق من ان بناء الانسان بناء سليما هو بناء لمجتمع بأسره، والبناء الصحيح حسب أدبيات ونشرات هذه المؤسسة، يعني مواكبة النظريات العلمية في علمي الاجتماع والنفس وفي العلوم التربوية، انطلاقا من ان التنمية المستدامة عمودها وعقلها واعصابها واطرافها الانسان، فلا تنمية بمعزل عن الانسان وتطويره على الصعد كافة.
وكما أكد مدير عام المؤسسة فريد ابو قطيش ان المؤسسة تراكم خبراتها وتجاربها عاما بعد آخر، لكنها تستفيد بالتأكيد من كل جديد على مستوى العالم في التربية والادارة والعلاقة بالمجتمع.
وأضاف اننا نتعلم ونعلِّم، وهذا تأكيد على اننا مؤسسة حية متفاعلة، صحيح اننا نسافر ونحتك بالعالم الخارجي باستمرار، ونتعاون مع مؤسسات عالمية تعمل في نفس الحقل الذي نعمل فيه، الا اننا نجحنا في نقل تجربتنا، لاسيما في التدريب التمكيني الى بلدان أخرى مثل موريتانيا، التي كان لنا فيها تجربتان تدريبيتان من خلال ايفاد كفاءتين من المؤسسة بالتعاون مع اليونسكو لتدريب وتطوير امكانات وقدرات مجموعات هناك.
واعتبر ابو قطيش ان التقييم الايجابي للتجربة التدريبية في موريتانيا اضافة الى تجربة التدريب التي سبقت ذلك واستهدفت مجموعة من الأكراد اللبنانيين في ألمانيا، شكلت بالنسبة الينا محطة انطلاق وسعّت تجربتنا وجعلتها تنطلق لتتجاوز المحلي، وهذا النجاح ليس لفرد بحد ذاته في المؤسسة، وانما لكل واحد من العاملين فيها دون استثناء، حيث ما كان لهذا النجاح ان يتحقق بمعزل عن الجهد الجماعي التكاملي في المؤسسة، الذي تسوده حالة من التفاعل النشط البناء بين الطاقم والادارة، ويتجلى ذلك في محطات التقييم، حيث اننا بصدد قراءة وتقييم ما انجزناه خلال هذا العام في كل برامجنا وخصوصاً "العنف الأسري" و "العب وتعلم" و "تدريب المربيات"، و"الأم الدليل"، وهذه القراءة الجماعية التقييمية تهدف الى وضع الاصبع بشكل جريء وواضح على الثغرات، بغية العمل على تجاوزها في مرحلة العمل القادمة، وفي المقابل تعزيز وتدعيم الايجابيات.
ومن جانب آخر، انهت المؤسسة اعداد كتابين مهمين سيصدران قريباً، الأول يتناول تجارب نجاح عدد من النساء الفلسطينيات، اللواتي خرجن من التهميش الى ساحة الفعل والعمل والابداع، مستفيدات من برامج المؤسسة ودورها الارشادي والتمكيني. والهدف من تعميم هذه التجارب، بمثابة لفتة تكريمية لكوكبة الناجحات، الى جانب تعميم تجاربهن على المجتمع الفلسطيني والمجتمعات العربية كافة، بهدف التشجيع والتحفيز، انطلاقاً من ان الذي يعمل ويثابر ويصمد في الميدان سيصل في المحصلة النهائية. كما جرى ترجمة هذه القصص الى اللغة الانجليزية، حتى يتسنى لغير العرب الاطلاع على تجارب فلسطينية ناجحة، وتبيان ان في مجتمعنا علامات مضيئة كثيرة.
والمؤسسة ايضاً بصدد الانتهاء من اعداد دليل ارشادي للأمهات، حول كيفية التعاطي مع أطفالهن منذ الولادة وحتى السنة الثالثة، والارشاد هنا يتناول الصحي والنمو الجسدي والمعرفي واللغوي والنفسي والاجتماعي والحركي.. الخ. حيث تم الاستناد في ذلك الى أحدث التجارب والمعارف العلمية العالمية، اضافة الى الاستفادة من التجربة الطويلة الغنية للمؤسسة من خلال برنامجها "الأم الدليل" الذي نسج علاقات واسعة مع أمهات يتم ارشادهن وتدريبهن عن طريق هذا البرنامج.
ورأت ادارة المؤسسة ان النجاح الذي حققه برنامج العنف الأسري، تم التعبير عنه في مؤتمرين عقدا في الشهور الأخيرة، تناولا هذه التجربة من خلال تسليط الضوء على ظاهرة العنف في مجتمعنا، اسبابها، معطياتها، تجلياتها وانعكاساتها، وسبل التعاطي معها وفق معاير نظرية حديثة وبالاستناد الى خصوصية مجتمعنا، فيما حظي برنامج "العب وتعلم" الذي يشرف عليه التربوي خالد خلف بتفاعل نشط هذا العام مع عدد من المدارس، لاسيما وأن البرنامج يهدف الى الأخذ بأيدي الطلبة الذين يعانون من صعوبات في التعلم نتيجة مشكلات ذاتية وموضوعية، وتعليمهم كيف يحبون عملية التعليم من خلال اجتذابهم واستقطابهم اليها عن طريق اللعب. وبهذا الاسلوب يتم تمرير المعارف والمهارات، بعيداً عن الزجر والاكراه والتلقين وبقية الاساليب التقليدية الأخرى.