الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

طولكرم تفتتح مؤتمرها التنموي بمشاركة رسمية واقتصادية واسعة

نشر بتاريخ: 17/07/2012 ( آخر تحديث: 17/07/2012 الساعة: 22:33 )
طولكرم -معا- افتتح في طولكرم، اليوم الثلاثاء، مؤتمر طولكرم للتنمية، برعاية الرئيس محمود عباس، وبحضور رئيس الوزراء سلام فياض، ومشاركة رسمية واقتصادية واسعة من مختلف محافظات الوطن والخارج.

وأكد رئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج في كلمة الرئيس محمود عباس، اعتزازه بانعقاد هذا المؤتمر الذي يأتي ضمن جهود السلطة الوطنية وسعيها الدائم لإبقاء الموضوع التنموي على رأس الأجندة الوطنية والدولية في فلسطين، وتجسيداً لاهتمامنا الشديد بهذا الموضوع الذي يستهدف كل شرائح المجتمع.

واعتبر في المؤتمر الذي نظمته حافظة طولكرم، بالتعاون مع بلدية طولكرم، والغرفة التجارية وعدد من المؤسسات الخاصة في المحافظة، التنمية من أهم دعامات الصمود، والطريق لتأسيس مجتمع ديمقراطي وبناء، من أجل بناء إنسان حر ملتزم بالمبادئ الوطنية والإنسانية.

وقال الأعرج: تدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، والجهود الصادقة التي نبذلها مع كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمواجهة تحديات بناء الاستقلال، وإعادة بناء ما تحرر من أرضنا وتمكيننا من مواصلة مسيرتنا الوطنية وتحقيق أهداف شعبنا السامية في الحرية والسيادة والاستقلال.|182793|

وأضاف ان انعقاد المؤتمر يحمل رسالة هامة وهي أننا مصممون على حماية مشروعنا الوطني والحفاظ على هويته التحررية الديمقراطية التنموية لإزالة الاحتلال وبناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأوضح الأعرج أن مشروعنا مشروع تحرري إنمائي عادل يهدف إلى بناء دولة ديمقراطية عصرية، ينعم كافة أبنائها بالحرية والعيش الكريم في ظل تنمية مستدامة وتطور وازدهار، ورسالة مهمة أننا مصممون على المضي قدماً على طريق استمرار مسيرة الإصلاح، من خلال ترشيد استخدام الموارد واستغلالها بالشكل الأمثل الذي يحقق أفضل العوائد لشعبنا.

وأشار إلى أن شعبنا الذي ما زال يعاني من ويلات الاحتلال ومن نهب منظم لأرضه وثرواته، بعد أن ترك له الاحتلال القليل من ممتلكاته وحقوقه، إلا أنه يتمتع بقوة وصمود فوق أرضه ويتصدى بعزيمة وإرادة لا تلين لسياسة النهب والاستغلال الإسرائيلية، ضارباً أروع المثل في الصمود والتضحية.

ودعا الأعرج رجال الأعمال الفلسطينيين في الوطن والمهجر، للإسهام بقوة وبكل طاقاتهم لتنمية وتطوير اقتصادنا الوطني وتحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه شعبنا والتلاحم الأخوي والتعاون المثمر البناء، من أجل تعزيز صمود شعبنا على أرض وطنه، ومواصلة معركة اقتصادنا، وتنميته على أسس متينة بعيداً عن التبعية للاحتلال، الذي جعل من شعبنا ووطننا سوقاً استهلاكياً لمنتجاته ومصدراً للأيدي العاملة الفلسطينية الرخيصة.

وتابع: معركة التنمية والإعمار والبناء الاقتصادي هي معركة الفلسطينيين جميعاً، ويواصل شعبنا وسلطته بكل إرادة وتصميم إعادة إعمار البنى التحتية لاقتصادنا الوطني وبناء مرافقه الحيوية ومؤسساته الوطنية التي دمرها الاحتلال تدميراً كاملاً، وتمكن خلال السنوات القليلة الماضية من تحقيق إنجازات أساسية كبيرة في كافة المجالات الحيوية، رغم شح الإمكانيات والموارد المحدودة، ورغم من العقبات التي يضعها الاحتلال، في طريق عملية البناء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
|182794|
وقال: إننا واثقون كل الثقة في قدرتكم على العطاء وبالإسهام بشكل فعال في وضع الخطط والبرامج الكفيلة بمشاركة رأس المال الوطني، واستثماره الفعال في شتى القطاعات الاقتصادية لدفع عملية التنمية وبلورة الخطط والمشاريع العملية للنهوض بالاقتصاد الوطني، وفتح الطريق أمام المبادرات الخاصة وتحقيق أوسع مشاركة لرؤوس الأموال الفلسطينية في بناء وطننا وتطوير الاقتصاد، بما يخدم قضيتنا العادلة، لأن قضيتنا هي قضية سياسية.

وأكد الأعرج أن السلطة الوطنية بدأت عملية البناء والإعمار من الصفر، وقامت بإرساء الأسس السليمة لتشجيع الاستثمار، ووضعت القوانين والتشريعات الاقتصادية والمالية والاجتماعية لحماية وتسهيل رؤوس الأموال، وعملت على دفع الخصخصة بخطوات إلى الأمام من خلال توفير أفضل الأجواء للقطاع الخاص، وتعزيز دوره الريادي في بناء الاقتصاد بعيداً عن أي تدخل في النشاطات الاقتصادية.

وناشد أبناء شعبنا في شتى أماكن تواجده، حشد كل الطاقات والإمكانيات المالية والاقتصادية والإدارية، لأننا نتطلع إلى كفاءة ليس فقط الأموال، نتطلع إلى العنصر البشري المدرب والكفؤ الذي بنى الكثير من المؤسسات في الخارج الاقتصادية والإدارية وحتى السياسية منها.

ولفت إلى أن كل ذلك جاء من أجل مواصلة مسيرتنا التنموية وتعزيز صمود شعبنا ووحدته الوطنية والمضي قدماً نحو ترسيخ دعائم سلطتنا الوطنية على أرض وطننا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، بالرغم من سياسات غطرسة القوة المبرمجة التي يمارسها الاحتلال ضد شعبنا الذي يمتلك المقومات الضرورية لإعادة الإعمار وبناء ما دمره الاحتلال، وإحداث التنمية المطلوبة، وأهم هذه المقومات إرادته القوية وقدرته على العطاء.

وأكد الأعرج أن الاعتماد على الذات هو الأساس المتين للاستقرار والسيادة، وتفعيل الجهود والقدرات الوطنية نحو تحقيق هدفنا المنشود في تنمية وتطوير اقتصادنا، من شأنه الحد من اعتمادنا على المساعدات والمعونات الخارجية، وصولا إلى بناء قاعدة اقتصادية وطنية صلبة ترسي دعائم استقلالنا السياسي، فالدول تبنى بسواعد وإبداعات أبنائها.

وأشار إلى أن شعبنا أثبت مقدرته على البناء والإبداع في وطنه والشتات، لافتاً إلى أن الرئيس محمود عباس أصدر الأسبوع الماضي قراراً بإنشاء المجلس الأعلى للإبداع والتميز لاحتضان جميع المبدعين.

وشدد الأعرج على أن عراقيل الاحتلال لن تثنينا عن مواصلة مسيرة البناء وإنجاز مشروعنا الوطني، فحماية أرضنا ومقدساتنا من خطر الاستيطان والتهويد لأمانة في أعناقنا جميعاً، وأن مواجهة وإفشال هذه المخططات تتطلب العمل الدؤوب ورص الصفوف وشحذ الطاقات الاقتصادية واستنفارها في نفوس أبناء شعبنا ونفوس أمتنا.

بدوره، أكد وزير الاقتصاد الوطني جواد ناجي أن الوزارة مستمرة في جهودها لإعادة صياغة السياسات والبرامج المختلفة في إطار إعادة الهيكلة الاقتصادية، ليكون اقتصادنا منافساً وجاذباً للاستثمار وأكثر قدرة على توليد فرص العمل.

وقال: إن هذا المؤتمر يشكل مظهرا اقتصاديا كبيرا نحن بحاجة إليه، آملاً بأن يخرج عنها مجموعة من التوصيات التي تضع حلول لمشاكل التنمية الاقتصادية خاصة البطالة.

وبين أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي لأهميته بعد التشاور مع الجهات والفعاليات الاقتصادية، خاصة فيما يتعلق بالأزمة المالية التي تمر بها السلطة الوطنية، لافتا إلى أن الفرص الاستثمارية السائدة في محافظة طولكرم تطال كافة القطاعات فيها، ما يشجع على الاستثمار فيها لتوفر الموارد الطبيعية وتوفر عناصر البينة التحتية الأساسية مما يمكن المنُتج والمنتج الفلسطيني من تعزيز قدرته التنافسية.

وأوضح ناجي أن السلطة الوطنية تمكنت على مدار السنوات الماضية من توفير الاستقرار الأمني وتحقيق الأمن والأمان، وتوفير البيئة التشريعية الملائمة والمناسبة للاستثمار خاصة قانون الاستثمار، إضافة إلى العلاقة مع القطاع الخاص الفلسطيني.

وأضاف أن فلسطين وبرغم من الإجراءات التعسفية الإسرائيلية التي تمارس بحق المواطن والاقتصاد الفلسطيني فإن البيئة الاستثمارية الفلسطينية ملائمة ومناسبة ومشجعة على الاستثمار وهناك الكثير من الفرص التي يمكن أن ننجح في تحقيقها.

وشدد ناجي على التزام الوزارة في العمل على قاعدة الشراكة مع القطاع الخاص في تحمل مسؤوليات النهوض بالاقتصاد الوطني على قاعدة الانفتاح والعصرية والاندماج مع النظام التجاري العالمي والوزارة جادة في تسخير كل إمكانياتها لتمكين القطاع الخاص ومؤسساته.

بدوره، أشار مسير أعمال شؤون محافظة طولكرم جمال سعيد، إلى أن فكرة المؤتمر تبلورت منذ أربعة شهور انطلاقاً من أهمية الانطلاق في البناء المتوازي لمشروع الاستقلال وإنهاء الاحتلال، وإدراكاً منا أن عجلة التنمية لا يمكن أن تنهض لولا مشاركة القطاع الخاص، وأن تحقيق الأهداف السياسية لشعبنا لن نصل إليها دون اقتصاد ذاتي.

وقال: إن محافظة طولكرم كغيرها من محافظات الوطن كان لها نصيباً عظيماً في عملية البناء والتطور كما كان لها نصيباً أعظم ودوراً فاعلاً في النضال والتضحية، وساهمت في وضع الخطط التنموية الوطنية والمحلية وتنفيذها على أرض الواقع، وفي مقدمتها البنى التحتية وإقامة دولة المؤسسات.

وأوضح سعيد أن طولكرم تعول كثيراً على المؤتمر كفاتحة وتهيئة للعمل التنموي المستدام، ليس فقط للوصول لنتائج سريعة، وإنما وضع الرجل على الطريق الصحيح في مجال التنمية من خلال تعزيز التواصل مع أهلنا في الخارج ورجال الأعمال والمال الفلسطيني وجذبه للمحافظة وكافة محافظات الوطن، والمشاركة في مرحلة البناء وتعزيز صمود شعبنا على أرضه.

واعتبر أن المحافظة مهيأة لإقامة مشاريع تنموية نظراً لتوفر الأرض والمياه والأيدي العاملة المهرة والمتعلمين، إضافة للمعبر التجاري، والمنطقة الصناعية الحرفية، والأهم هو توفر الأمن والأمان في هذه المحافظة، والذي يعتبر أحد أركان البناء والتنمية الذي أولته السلطة الوطنية بكل اهتمامها.

بدوره، قال رئيس بلدية طولكرم المهندس إياد الجلاد، إن طولكرم واحدة من أسرع المدن الفلسطينية تطوراً وسعياً وراء توفير بيئة سياحية وترفيهية وتجارية ذات طابع أسري ملتزم وبطريقة إبداعية وخلاقة.

وأكد أن بلدية طولكرم تتطلع وعبر تقديم حزمة من المشاريع التنموية تهدف إلى تحقيق التطور والخدمة المنشودة للمواطن الكرمي، مستعرضاً بعض المشاريع الحيوية التي تنفذها البلدية خدمة للمدينة ومواطنيها وفي مقدمتها مشروع وادي الزومر البيئي.

من جهته، بين فتحي أبو عرجة في كلمة جمعية خريجي الفاضلية، أن هذا المؤتمر يحمل بعداً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، حيث تمكنا من العودة إلى بيتنا ووطننا بصفتنا أصحاب حق في تراب فلسطين وفي كل مكوناتها.

وأكد أهمية التنمية الاقتصادية في ظل الاحتلال وحصاره، وضرورة تبنى مشاريع تنموية بالنظر إلى التجربة الكوبية والهندية والباكستانية التي استطاعت حصر البطالة من خلال مشاريع صغيرة، وتوفير البيئة أهم عناصر التنمية المستدامة.

وشدد معتصم العتيلي في كلمة الرئيس التننفيذي للوطنية موبايل، على ضرورة أن تعمل أي شركة تعمل في القطاع الخاص على مساعدة السلطة والمجتمع في النهوض بقدراتنا الذاتية، مشيراً إلى أن وجود الشراكة ساعد في خلق بيئة لجذب المستثمرين.

وأشار إلى أن الشركة استثمرت مبالغ كبيرة ووفرت فرص عمل لمئات الشباب وآلاف الوظائف للموردين والموزعين وأن هدفها الأساسي حاليا هو الوصول لقطاع غزة.

وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي عن مدينة طولكرم، وافتتاح معرض التراث الفلسطيني، وفقرة فنية قدمها الفنان الكرمي علاء الجلاد.