يسكن بين الفلسطينيين: الخبير النووي الاسرائيلي مردخاي فعنونو يتهم امريكا باختطافه وتسليمه الى اسرائيل
نشر بتاريخ: 19/01/2007 ( آخر تحديث: 19/01/2007 الساعة: 22:04 )
بيت لحم- معا- اتهم الخبير النووي الاسرائيلي مردخاي فعنون في مقابلة صحفية مع " كول هزمان " الولايات المتحدة بالوقوف وراء عملية اختطافه وتسليمه الى اسرائيل حيث امضى 18 عاما في سجونها بتهمة تسريب معلومات سرية حول البرنامج النووي الاسرائيلي.
وتناول فعنون تفاصيل حياته خلف جدران المعتقل الاسرائيلي وعلاقته باليهود واليهودية واسباب سكنه في القدس الشرقية وعلاقاته بالفلسطينيين ونظرته للسلام العادل .
وبدأ فعنونو المقابلة الصحفية بتعريف مختصر بشخصه حيث قال انه ولد في مدينة مراكش المغربية في عائلة كان الولد الثاني من حيث الترتيب بين ابناءها وبناتها الاحد عشر وهاجرت عائلته حين بلغ الحادية عشر من العمر وسكنت جنوب اسرائيل وكانوا عائلة يهودية عادية .
س : تلقيت تربية يهودية ؟
ج: نعم ، لكن في سن الشباب بدأت اطرح بعض الاسئلة حول اليهودية وانتقدها ، وعشت حياة اسرائيلية عادية وتجندت الى صفوف الجيش ودرست الفلسفة والجغرافيا في جامعة بن غريون .
س: متى بدأت العمل في مفاعل ديمونا ؟
ج: خلال دراستي الجامعية عملت لمدة تسعة اعوام كفني في مفاعل ديمونا .
س: ما الذي دعاك الى التقاط الصور من داخل المفاعل ؟
ج: خلال عملي في المفاعل بدأت اهتم بالسياسة والصراع مع الفلسطينيين واساسا بالسلام ، كساعي للسلام عارضت بشكل قوي امتلاك اسرائيل السلاح النووي وفي نهاية الامر قررت الاستقالة من العمل لكن هذا الامر لا يكفي اذ رغبت في زلزلت العالم واحداث تغيير لذلك قررت قبل استقالتي ان التقط سرا بعض الصور من داخل النووي وفعلا التقطت 60 صورة من اجل نشرها مستقبلا .
س: لماذا استغرقت كل هذا الوقت الطويل حتى نشرت الصور ؟
ج : غادرت اسرائيل عام 1986 في طريقي الى جنوب شرق اسيا حيث مكثت عدة اشهر بحثا عن طريقة لنشر الصور وبعد فترة قدرت ان درجة الاستجابة لقصتي هناك منخفضة وقررت السفر الى لوس انجلوس والخطة كانت ان اصلها من بانكوك عبر سيدني الاسترالية لكن حين وصلت مدينة سيدني لم ارغب في تركها حيث احببت اهلها هناك واكتشفت الديانة المسيحية وبدأت في الذهاب الى الكنيسة ، وسحرتني المسيحية بشكل كبير وقررت تغير ديانتي .
س: كم بقيت هناك ؟
ج: في استراليا بقيت شهرين فقط رغم انني خططت ان ابقى ستة اشهر .
س: لماذا ؟
قابلت في استراليا شابا قال عن نفسه بانه صحفي " اوسكار ادموندو غررو " ووعدني بمساعدتي على نشر قصتي لكن المشكلة اين ننشرها واقترح علي لندن حيث وجدت نفسي في الطريق اليها .
س: ماذا جرى في لندن ؟
ج : حين وصلت لندن رتب لي الصحفي لقاء مع صحيفة هامة هي " الصن داي تايمز " واخبرتهم بكل المعلومات التي اعرفها وانتظرت ان ينشروا القصة .
س: هل احدثت تغيير حين نشرت القصة ؟
ج: ان قصتي ساعدت في انهاء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ، انا لا استطيع ان اثبت هذا الادعاء لكنني اعتقد ان الولايات المتحدة خافت مما كشفته وسارعت لانهاء الحرب الباردة ، ولو استمريت في عملي لكان التغيير اكبر لكن المعلومات التي كانت بحوزتي واردت نشرها وصلت الى عملاء الموساد الاسرائيلي الذين حاولوا اعتقالي والان انا اعرف ان الامر كان بالتعاون مع امريكا .
س: امريكا ؟
ج : نعم ، الامريكان هم من ارسلوا الي الفتاة " سيندي " التي كانت عميلة امريكية وليست عميلة اسرائيلية وبمساعدتها استطاع الاسرائيليون اختطافي ولم يرغب الامريكيون في فضح القصة لان المفاعل النووي الاسرائيلي يخدم مصالحهم في الشرق الاوسط طالما بقي سريا .
س: كيف اعتقلت ؟
ج : سيندي خدعتني وجعلتني اعشقها حين التقيتها في لندن وبعد ايام قالت لي انها مسافرة الى روما ووافقت على اصحابي معها وحين وصلنا هناك ذهبنا الى شقة تعود الى شقيقتها وحين فتحت الباب هاجمني الاسرائيليون واختطفوني وكانت نهاية الاجازة .
س: هل تذكر مشاعرك في تلك اللحظة ؟
ج : لقد كان الامر مثل الفلم لقد خدروني واخذوني الى السيارة ، لقد استفقت عدة مرات لكنني لم استطع عمل شيئ لانني مخدر وبعد السفرة التي بدت لي غير منتهية وابدية وصلنا الى شاطئ البحر واصعدوني على ظهر سفينة مدنية اسرائيلية وبعد وصولنا الى اسرائيل اعتقلوني والقوا بي في سجن عسقلان لمدة 18 عاما من بينها 12 عاما من العزل والانفراد .
س : ماذا كنت تعمل مدة 18 عاما في السجن ؟
ج : شاهدت التلفاز وسمعت الراديو وقرأت الكتب ولم اتحدث سوى مع المحامي والسجانين الذين لم يتحدثوا الي بشكل حقيقي .
س: لماذا حسب اعتقادك وضعوك في قسم العزل ؟
ج : لقد ارادوني ان افقد عقلي وخضت نضالا يوميا حتى استطعت النجاة بعقلي لقد لجؤوا الى تكتيكات نفسية حتى يسببوا لي الجنون وفي بعض الاحيان كنت استمع الى اصوات خارج الزنزانة تشرح لي كيفية الانتحار ،لكنهم لم يستطعيوا كسر ارادتي لقد كان هدفهم جعلي الاقدام على الانتحار او الحاق الاذى بنفسي المهم ان لايبقى من ذكري شيئا .
س : كيف نجوت من هذا ؟
ج: الامر ليس بسيطا، لقد كان نضالا يوميا حتى تبقى سالما معافى لقد قررت انني اريد ان انجو واخرج سالما ورأسي مرفوع لقد صليت للمسيح ليمنحني القوة وهكذا كان .
س: بعد 12 عاما اخرجوك من قسم العزل ؟
ج : بعد 12 عاما قالوا لي بانني استطيع العيش مع السجناء الاسرائيليين لكنني لم اوافق على السكن مع السجناء اليهود وطلبت ان اسكن فقط مع الفلسطينيين ، وقالوا لي بانني لا املك حق الاختيار ، وحينها بقيت في غرفة لوحدي ، لكن على الاقل في هذه الفترة كنت اخرج الى الساحة لمدة عشر ساعات يوميا والاختلاط مع السجناء ، هذا تغيير جوهري بعد 12 عاما من العزل حيث لم اخرج من زنزانتي سوى ساعتين وكنت وحيدا في الساحة.
س : ماذا خططت لليوم الاول بعد الافراج عنك ؟.
ج : رغبت في جولة حول العالم وحين كنت في السجحن راسلت اناس كثر في العالم ورغب في زيارتهم بعد خروجي وتمنيت ات استطيع مغادرت اسرائيل بعد انتهاء فترة اعتقالي ، لكن الاسرائيليين قالوا لي لا تستطيع القيام بذلك ووضعوني في الاعتقال الاداري مما يعني عدم مغادرتي حدود اسرائيل لقد دمروا حياتي .
هل برروا لك لماذا وضعوك في الاعتقال الاداري ؟
ج: الاسرائيليون لايهتمون بايجاد اسباب مقنعه ويدعون انني املك بعض الاسرار التي لم ابوح بها حتى الان واذا غادرت اسرائيل سأفشي بها وانا قلت لهم بانني لا املك مثل هذه الاسرار وحتى لو امتلكتها فهي قديمة والزمن تغير لكنهم لا يستمعون الي ويجبرونني على البقاء هنا .
س: هل يمكن عقد اتفاق سلام مع حماس حسب رأيك ؟
ج : لقد صوت الفلسطينيون لصالح حماس بسبب عجز فتح عن تحقيق اهداف الدولة الفلسطينية عندها تحولوا الى التطرف لو احترمت اسرائيل حركة فتح وياسر عرفات وتوصلت معه الى السلام لما صوت الفلسطينيون لصالح حركة حماس ، انها ذنب اسرائيل حصرا.
س: وهل البرنامج النووي الايراني ذنب اسرائيل هو الاخر ؟
ج : تجاهلت امريكا ودول اوروبا ما كشفته حول البرنامج النووي الاسرائيلي ولم ترد على السلاح النووي الاسرائيلي لذلك راأت ايران غياب رد الفعل الدولي وتقوم بما قامت به اسرائيل وهم يدركون بانه لن يكون رد فعل دولي عليهم .
س : ماذا تتوقع ان يحدث مستقبلا ؟
ج : ان الحرب النووية بين ايران واسرائيل امرا لامفر منه وستكون كابوسا رهيبا .
س : ماهي المصادر التي تعيش منها خاصة انك تعيش بشكل جيد ؟
ج : على عكس ما يعتقدون لم اتلق اموالا مقابل المعلومات التي نشرتها وانا اعيش على التبرعات التي يرسلها لي بعض الاشخاص لانني لا اعمل .
س: لماذا اخترت ان تعيش تحديدا في مدينة القدس ؟
ج : لقد كنت بحاجة الى مكان كي انام به بعيدا عن اليهود ، صحيح السلطة والمؤسسات المسيطرة هنا يهودية لكن اغلبية السكان فلسطينيين .
س : كيف تصف علاقاتك مع الفلسطينيين في المدينة ؟
ج : الفلسطينيون يدعمونني بشكل كبير ، انهم يعرفونني ، ويعرفون وضعي وقصتي ، لكنهم لا يساعدونني اقتصاديا .
س: هل تصنف نفسك كمسيحي مؤمن ؟
ج : انا اذهب فقط للصلوات ، لقد كنت سنتين في الكنيسة الانجليكانية لكنهم لم يفعلوا كفاية كي يساعدوني على التحرر من هذه الدولة والخروج منها لذلك تركت الكنيسة واردت ان ابحث عن كنيسة اخرى تساعدني اكثر .