فياض: أولويتنا الوطنية تعزيز صمود شعبنا في القدس الشرقية والمناطق (ج)
نشر بتاريخ: 17/07/2012 ( آخر تحديث: 18/07/2012 الساعة: 00:00 )
طولكرم -معا- شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أهمية الاستمرار في تنفيذ المزيد من المبادرات وإقامة مشاريع التنمية والبناء في كافة المناطق، وخاصة في القدس الشرقية والمناطق المسماه (ج) ولأغوار، وذلك لتعزيز صمود شعبنا في هذه المناطق.
وقال " أولويتنا الوطنية تتمثل في تعزيز صمود شعبنا في كافة المناطق، وخاصة في القدس الشرقية والمناطق المسماه (ج) والأغوار"، وأضاف "نحن بحاجة إلى تنفيذ المزيد المبادرات وإقامة مشاريع التنمية والصمود، وإن إنشاء العديد من هذه المشاريع والمبادرات، مثل مشروع المنطقة الصناعية، ومشروع الكهرباء بالطاقة الشمسية، هي خطوات ستكون عناصر جذب للاستثمار لاحقاً".
ودعا فياض القطاع الخاص إلى تنفيذ المزيد من مشاريع التنمية والاستثمار في هذه المناطق، وقال "هذا يتطلب الترويج لكافة مناطق الوطن كمقصد استثماري لهؤلاء المستثمرين، وتعزيز دورهم في عملية دعم الاقتصاد المحلي كدور مكمل لدور السلطة الوطنية للنهوض بواقع الاقتصاد الوطني"
جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء في الجلسة الافتتاحية الأولى في مؤتمر طولكرم للتنمية، والذي نظمته محافظة طولكرم، بالتعاون مع بلدية طولكرم، والغرفة التجارية وعدد من المؤسسات الخاصة في المحافظة، وذلك بمشاركة رسمية واسعة، وبحضور أكثر من 400 رجل أعمال، وعدد من ممثلي المؤسسات الأهلية والمجتمع المدني.
وشدد رئيس الوزراء، خلال كلمته، على تصميم شعبنا على تعميق الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة، واستكمال بناء المؤسسات القوية والقادرة على تقديم الخدمات لأبناء شعبنا في مختلف أماكن تواجده، وخاصة في مجالات البنية التحتية في الأماكن الريفية والمهشمة، والتي تضررت بفعل الاستيطان الإسرائيلي والجدار، والممارسات الإسرائيلية القمعية، واعتبر أن تحقيق هذه الجاهزية كان له دور أساسي وهام في تعزيز قدرة شعبنا على الصمود والاستمرار في الثبات على أرض وطنه، وأشار إلى الدور الهام الذي قام به القطاع الخاص، وعلى مدار عقود طويلة من المعاناة، ومساهمته رغم الاحتلال الإسرائيلي، وإرهاب مستوطنيه وفرض نظام التحكم والسيطرة التعسفي، على تعزيز قدرة شعبنا على الصمود والبقاء على أرضه، والتمسك بحقوقه الوطنية كافة، كما أكد على أهمية هذا الحدث حيث سيمكن قطاع الأعمال من تطوير أعماله وتعظيم قدرته على استحداث فرص للعمل، وسيمكن من لعب دور أكبر في تعزيز صمود وشعبنا وبقائه على أرض وطنه.
وأشاد رئيس الوزراء بالدور الهام والحيوي الذي يلعبه القطاع المصرفي لتوفير ما هو مطلوب لتمكين قطاع الأعمال من إحداث نقلة نوعية في الاستثمار في فلسطين، واعتبر أن المؤتمر يشكل حافزا لقطاع الأعمال لتنفيذ المزيد من الاستثمارات، وتكوين قواعد الاقتصاد السليم، والذي يستند بشكل أساسي على دور فاعل وريادي للقطاع الخاص الفلسطيني، وأشار إلى إصرار القطاع الخاص على أداء دوره وممارسة مهامه بتميز وكفاءة على الرغم من ممارسات الاحتلال، وحرمان شعبنا وسلطته الوطنية من ممارسة الأنشطة التنموية في جزء كبير من الأراضي المسماه "ج"، وقال" العمل في المجال الاقتصادي يُشكّل ركناً أساسياً في دعم صمود شعبنا، وهذه التصنيفات والمسميات لن تضعف عزيمة شعبنا، وذلك من منطلق الإصرار والتحدي وتمسكنا بأرضنا، وحقنا في الحياة عليها، وصولاً إلى تحقيق أهداف مشروعنا الوطني، وفي المقدمة تمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة في كنف دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف."
وأشار فياض، خلال كلمته، إلى الدور الهام الذي لعبه المغتربون الفلسطينيون، في دعم صمود أبناء شعبنا، وأشار إلى الإسهام في عملية التطوير والبناء، وقال "لقد كان للمغتربين لمساتهم الواضحة على الاقتصاد الوطني والاستثمار بشكل خاص، ودعم صمود أهاليهم في الداخل، وذلك من خلال الاستثمار المباشر في الإعمار ومنشآت السكن، والتحويلات المالية التي ساعدت على توفير الدخل الإضافي"، كما أشار إلى الدور البنّاء الذي لعبوه في بناء مؤسسات الدول التي يقيمون بها، وقال "بالتأكيد نحن قادرون على بناء وتنمية مؤسساتنا الوطنية، كما ساهمنا في بناء مؤسسات الدول الأخرى".
وتطرق رئيس الوزراء إلى الممارسات والإجراءات لإسرائيلية التي تهدف إلى جعل المناطق الفلسطينية بيئة طاردة للوجود الفلسطيني فيها، وما تلحقه هذه الممارسات والسياسات من أثر تدميري على الاقتصاد الوطني وبنيته، وقال" إن كل هذه الإجراءات والممارسات الإسرائيلية ترفع من كلفة الإنتاج والتوزيع، وتحط من القدرة على رفع الاقتصاد الوطني، والقدرة التنافسية له من جهة، وتحد من حركة المواطنين وتدفق السلع وانعكاساتها السلبية المباشرة على التكلفة والقدرة الإنتاجية من جهة أخرى". كما أشار إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وواقع الانقسام، والذي يحد من القدرة على النهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي في القطاع، وقال "ما يساهم أيضاً في صعوبة رفع القدرة الاقتصادية، هو الاستمرار في حالة الانقسام، والذي لا بد له من أن ينتهي حتى نتمكن من استكمال عناصر الجاهزية الوطنية وإقامة دولة فلسطين المستقلة".
وشدد فياض على أن البوابة الأساسية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة هي العودة للشعب، وإجراء الانتخابات المحلية، والتي تم تحديد موعدها في 20 من شهر تشرين الأول/أكتوبر، وقال "كلنا أمل في أن تشارك جميع الفصائل في هذا النشاط الديمقراطي الهام، وإعطاء المواطنين فرصة للمشاركة في العملية الديمقراطية الصحيحة، والتمتع بحقوق المواطنة دون أي انتقاص فيها، لأن الانتخابات هي استحقاق وطني بامتياز"، وأضاف "نأمل أن تراجع حركة حماس فرارها بشأن وقف عمل لجنة الانتخابات".
وعن أهمية انعقاد مؤتمر طولكرم للتنمية قال فياض "ما نحن بصدده اليوم هو الترويج لمحافظة طولكرم لتكون مقصد استثماري للجميع، وخاصة لرجال الأعمال في الداخل والخارج"، وأضاف" قد يتحقق جزءاً مهما في عملية التنمية، ليس فقط في خلال المبادرات الكبيرة، وإنما بمجرد توفير جزء من الدعم لضمان استمرار الاستثمار في بعض الصناعات الصغيرة والحرفيات وغير ذلك". وأشار إلى أهمية أن يعود المؤتمر بالنفع على مواطني محافظة طولكرم بشكل عام، بالإضافة إلى أنه يتيح الفرصة للمغتربين في الخارج للاستثمار في فلسطين.