الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

اختتام فعاليات المدرسة الصيفية للدراما

نشر بتاريخ: 18/07/2012 ( آخر تحديث: 18/07/2012 الساعة: 13:03 )
عمان- معا- أنهت المدرسة الصيفية/الدراما في سياق تعلمي التي ينظمها مركز القطان للبحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان، أول أمس في مدينة جرش، بالشراكة مع مؤسسة التعاون، ومسرح البلد في الأردن، عامها السادس بمشاركة 95 معلماً ومعلمة من فلسطين وقطاع غزة، وقد توزعوا على المستويات الثلاثة؛ الأولى والثانية والثالثة.

يعبر المعلمون المشاركون في المدرسة الصيفية سنوياً وعلى مدار ثلاث سنوات تجربة معرفية نظرية تعليمية مبنية على "توظيف الدراما في سياق تعلمي"، ويتضمن برنامج المدرسة المحاور التالية: الدراما والتعليم، الدراما والمنهاج، عناصر الدراما، دور المعلم في الدراما التكونية وتخطيطها، المقاربة التعليمية عبر نهج عباءة الخبير ...، وذلك بواقع 96 ساعة تدريبية لكل مساق إضافة إلى برنامج ثقافي إثرائي مسائي. وقد ضم فريق الأساتذة لهذا العام وسيم الكردي، ومالك الريماوي، وسوسن مرعي من فلسطين/ مركز القطان، و"كوستاس أمويروبولس من اليونان، و"ايونا ايفانز" من ويلز/بريطانيا، و"لوك أبووت"، و"ريتشارد كيرن"، و"مايك فلمنج" و"ماغي هيلسون" من بريطانيا.

وقال وسيم الكردي، المدير الأكاديمي للمدرسة الصيفية، مدير مركز القطان: "يشكل هذا العام تحولا نوعيا في طبيعة البرنامج، ويشكل مقدمة لانتقال نوعي في شكله ومحتواه؛ ينبني البرنامج لهذا العام على تنوع في الأساتذة الذين يشتركون في تعليم كل مساق، ويأتي هؤلاء الأساتذة من مواقع ثقافية وتربوية مختلفة، وكذلك من خبرات متنوعة، وهؤلاء الأساتذة ذوي باع طويل في مجال الفنون والتعليم وبالتحديد في مجال الدراما في التعليم".

وانضمت أستاذة جديدة من فلسطين إلى طاقم الأساتذة بعد أن أنهت دراستها للماجستير. وتم تعديل البرنامج هذا في ضوء التجربة كما تم إضافة محاور جديدة تشكلت في ضوء التجربة السابقة. وقد أخذ محور البحث والدراما حيزا مهما في هذا العام، وقد انضمت الحلقة البحثية المشكلة من سبعة أساتذة في فلسطين لهذا البرنامج على مستوى السنة الثالثة.

وأضاف الكردي: "وقد تمكن المعلمون من الحصول على مواد ثرية في مجال توظيف الدراما كانت نتاج اقتراحات عديدة. ولا يقتصر التحول على مستوى المحتوى فقط بل أيضاً على مستوى الأعداد فقد تضاعف عدد المعلمين المشتركين في البرنامج إلى الضعف تقريباً، فإضافة إلى مجموعتين جديدتين أكمل المتطلبات للسنة الثانية والثالثة 50 معلما ومعلمة، وهذا يحدث للمرة الأولى في تاريخ البرنامج. نعمل حالياً على تنظيم برنامج زيارات لمدارس في العام حيث يمكن لمعلمينا أن يمكثوا لفترات معينة يتمكنوا فيها من التعرف على تجارب عالمية في واقعها، ويمكن أن يستلهموها لتطوير تجربتهم الذاتية. كما شرعنا في التفكير في برنامج متقدم عالمي يرتبط بالمدرسة بحيث يضم مجموعة من المعلمين من فلسطين والعالم العربي والعالم بحيث يمروا بتجربة متقدمة تساهم في تطوير عملهم من ناحية ويشكلوا روافد للبرنامج في المستقبل أيضاً.

وقالت روان النتشه، مديرة برنامج التعليم في مؤسسة التعاون: "الشباب الفلسطينيون يبتسمون ويتعلمون في جرش حول الدراما والمعرفة والتجربة، حول التساؤل عما يجري حولنا يوميا عبر فهم الاحتماليات العديدة للرؤية والفعل؛ سنة تتلو أخرى، وتكثيف التجربة الفلسطينية لاستخدام الدراما في التعلم، تتبلور نحو نموذج يُفتخر به، حيث ان رؤية المعلمين وطاقتهم العالية والأساليب التي يبتدعونها للتواصل مع الأطفال واليافعين الفلسطينيين ترفع الثقة في مستقبل المعرفة والتعلم في فلسطين وإمكانية امتلاكها لتجربتها الخاصة في هذا الحقل.

وأضافت: "استطاعت المدرسة الصيفية كسر الحاجز الإسرائيلي والعزلة ، فمن مدن مختلفة كالناصرة والقدس ورام الله وغزة اجتمع المعلمون الفلسطينيون وتناقشوا وتحدثوا وتصادقوا وعملوا سوية وابتدعوا طرقا للعمل رغم تباين المرجعيات والبيئات. وهنا تكمن إحدى نقاط القوة في المدارس الصيفية التي تقيمها مؤسسة عبد المحسن القطان، وهي جمع الفلسطينيين من مختلف المناطق، و"لم شملهم" أحيانا وحسب الإمكانات بأمتدادهم العربي".

ومن جانبه، قال لوك أبوت، أستاذ في المدرسة الصيفية: "تنوع الأساتذة في المدرسة الصيفية وتوزيعهم على عدة مساقات مختلفة داخل المدرسة الصيفية، ساهم في تنويع الفائدة للمعلمين من خلال تعرضهم لتجارب متنوعة وأساليب مختلفة، وقد يساهم ذلك في بلورة أسلوبهم الخاص في التعليم وتصوراتهم في ضوء هذه المقاربات التعليمية المتنوعة".

وأشار كوستاس أمويروبولس، أستاذ في المدرسة الصيفية الى ان "المدرسة الصيفية هذا العام تخاطب المعلمين الذين يعملون مع الاطفال سواء أكان ذلك ضمن النظام التعليم الرسمي أم في سياقات تعليمية خارج المدرسة، برنامج المساقات المدرَس يجعل المعلم يتحدى التفكير من أجل التعلم، عبر إعادة صياغة العلاقة بين المعلم والطالب داخل غرفة الصف".

وقال مالك الريماوي، أستاذ في المدرسة الصيفية: "إن ما يحدث الان هو حالة تشبه (الهبَة) من حيث التنامي الدائم وتعاظم الأثر والمنتج، وتشبه اللوحة أو الجوقة في تناغمها وتناسقها، مجتمع يتكون من المعلمين والمعلمات بالإضافة لطاقم المدرسة، صورة حقيقة عن مجتمعات العمل والمعرفة، مساقات في التعليم في ضوء النظريات الثقافية والتاريخية، وفي الدراما والمسرح والشكل الفني، وفي البحث وإنتاج المعرفة، بالإضافة للبرامج المسائية ذات الطبيعة الثقافية والتفاعلية والاجتماعية.

البرنامج اليوم تجاوز مرحلة الديمومة (حيث أصبحت المدرسة حقيقة قائمة) لقد خُلق رصيد قوي ومتنام، لقد ترسخ البرنامج كحاجة مطلوبة من جمهور المعلمين، ومن خلال تعاظم فريق الاساتذة والمدربين، حيث يتسع باستمرار ويشتمل على مدرسين من فلسطين واليونان والمملكة المتحدة البريطانية، وهناك نمو واتساع في الطاقم الفني من خلال تطوع اعداد من الكفاءات في مجالات الترجمة والتوثيق والتنسيق، أن هذا الترسيخ والإحساس في الديمومة دفع الكل للتفكير والعمل الدائمين من أجل تحويل الديمومة الى صيرورة نمو وتطور، حيث الافكار لخلق اّليات تبادل الخبرة من معلمين دراما في فلسطين وبريطانيا واليونان، بالإضافة الى تطوير المساقات لبناء مساقات متقدمة تتضمن مشاركين دوليين، تبادل الاقامة بين المدارس، ونقل تجارب في التعليم والادارة والتأسيس لتطوير برنامج بحثي يكون جزءا من المدرسة وعابر لها.

وأضاف الريماوي: "واخيراً ثمة لوحة يتمازج فيها الفلسطيني بكل خصوصية مع العالمي عبر هذه التجربة التي تؤكد الريادة الفلسطينية من جهة ومركزيتها عالمياً من جهة ثانية".

وقال ريتشارد كيرن، أستاذ في المدرسة الصيفية: "أغلب المعلمين المشاركين في المدرسة الصيفية لديهم إيماناً بأهمية الفنون في التعليم، وهذا التجمع الكبير من المعلمين والأساتذة المختلفين من عدة جنسيات، جعل من المدرسة الصيفية تحمل رؤية عظيمة في أهمية دور الدراما في التعليم، وهذا ما تعمل عليه مؤسسة عبد المحسن القطان منذ سنوات، وهذا ما كان واضحاً خاصة في برنامج تبادل المعلمين؛ (بين معلمين بريطانيين ومعلمين فلسطينيين).
اراء المعلمين
وقالت علا ذياب، سنة أولى في المدرسة الصيفية من قطاع غزة: "فكرة تدريب المعلمين على توظيف استراتيجيات حديثة جداً، وخاصة أنها تنطلق من التوجيه البنائي في التعليم، القائم على أن الطالب هو متعلم ومعلم لذاته، وهذا بحد ذاته يشكل تحديا كبيراً جداً، فالدراما قريبة جداً من عالم الطفل، واللعب، والخيال، والتوجيه عبر التعليم مقاربة الحياة.

ومن جانبها، قالت هيام ذياب، سنة اولى شعبة (ب) من عكا: "المدرسة الصيفية تجربة جديدة، مع أني درست عالم المسرح في الجامعة، لكن ما نتعلمه من دراما في المدرسة الصيفية مختلف تماماً عن الدراما في الجامعات، هنا طريقة التفكير أعمق، وننقاش تفاصيل التفاصيل في الدراما".

وأشار عصمت زيد، سنة ثانية في المدرسة الصيفية من مدينة قلقيلية الى ان المدرسة الصيفية تتيح للمعلمين المشاركين تبادل الخبرات والمهارات ومناقشة استراتيجيات مختلفة للتعليم، وأقترح زيد أن يكون جانب تطبيقي اثناء تواجد المعلمين في المدرسة الصيفية، بحيث يتم تطبيق بعض الحصص الصفية على مجموعة من المعلمين على مختلف المستويات".

وقالت عايدة سالم، سنة ثالثة في المدرسة الصيفية من القدس: "يختلف مساق سنة ثالثة عن المساقين بالأولى والثانية، حيث يمكن تسميته بالعام الحاوي، حيث تحوي كل مواضيع مساق سنة أولى وثانية وتعمل على ربطها ببعض، عبر إتاحة فرصة للمعلمين بالتأمل والبحث بمدى المعرفة والفائدة والمهارة".

وفي الفترة المسائية، وبعد الانتهاء من المساقات الصيفية، تم عقد عدة فعاليات ولقاءات تدريبية للمعلمين حول التصوير الفوتوغرافي؛ بإشراف كفاح فني على مدار يومين، وورشة عمل بعنوان "نقد وتحليل غرفة الصف" بإشراف رامي سلامة، وأمسية شعرية للشعراء وسيم الكردي ودالية طه، وكفاح فني، وعروض أفلام للمعلمين.

كما شاركت مجموعة الحلقة البحثية في المدرسة الصيفية، كمشاركين وداعمين لمساق سنة ثالثة، عبر تخطيط وتطبيق حصص صفية في الدراما التكونية للمعلمين، يتبعها تقييم وتأمل في الحصص من أجل تطوير المخطط، كما تم اضافة يومين على برنامج مستوى سنة ثالثة حول موضوع البحث عبر الدراما.