الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

مجمع سلفيت وحكايات عن معاناة السائقين والمسافرين

نشر بتاريخ: 18/07/2012 ( آخر تحديث: 18/07/2012 الساعة: 12:54 )
سلفيت- معا- عهود الخفش- الشمس تتصدر قلب السماء .. لتنفث أشعتها لهبا حارقة... تتوقف سيارته في مكانها المخصص لها داخل المجمع... يفتح سيارته ببطء شديد يتساند بيده وهو يضع مفتاحها في جيبه مصدرا عند حركته المرهقة صوت اصطدامه بهاتفه يدفع خطاه نحو الحمام ليتخذ مكانا للاختباء به من حرارة الشمس التي تكوي مؤخرة عنقه الأسمر يبدأ بمسح قطرات العرق متمتما "الى متى سنبقى بهذا الوضع" , لتصرخ امرأة قادمة بلهثة التعب وهي تشخر ساخرة "اين احتمي من لسعات هذه الشمس!؟" لتصوب انظارها نحو حمام الرجال.اسمحوا لي بالدخول للاغتسال؟ مع انه لا يجوز ولكن اين المسؤول مما نحن فيه؟؟..

"البهائم لا ترضى بهذا الوضع " بهذه الكلمات بدأ احمد سائق تاكسي عمومي حديثه مع الزميلة عهود الخفش, عن الوضع في المجمع ,ليواصل "بعد غسل وجهه قائلا":أكثر من 50 سائقا يقضون جل نهارهم على هذه البقعة من الأرض, وكأننا نعيش في صحراء,نعاني من الكثير من المشاكل ونقص في الخدمات الأساسية التي يجب على بلدية سلفيت توفيرها لنا وللمجمع المخصص لقرى محافظة سلفيت ،علما ان هذا المجمع يضم كافة تكاسي البلدات والقرى للمحافظة باستثناء تكاسي بلدتي كفر الديك وبرقين والذين يتخذون مقرا لهم بجانب إحدى القهاوي.

يقاطعه يالحديث سائق اخر يتحدث الينا بشفتاه المتشققة, قائلا": كما ترين نختبئ من حر الصيف أمام وداخل الحمامات, مع انها غير مؤهلة وغير نظيفة, وفي كثير من الاحيان نقوم نحن السائقون بتنظيفها,فالوضع بشكل عام مأساوي".

ويواصل حديثه" هناك تقصير من قبل البلدية بحقوقنا, والاسوء من هذا عدم وجود حمامات خاصة بالنساء ,فالحمام المخصص لهن مغلق دون معرفه الأسباب, مما يضطر الكثير من النساء قضاء حاجتهن في الحمام المخصص للرجال, وهذا شيء مخجل بحقنا وحقهن, ونشعربالخجل عندما تأتي امرأة لقضاء حاجتها وتكون امرأة أخرى تنتظرها بالخارج, تحاول منع دخول الرجال الى الداخل,".

صمت ليكمل الحديث معنا "ابو علي" وهو احد سائقي المركبات العمومية في المجمع يقول" لا يوجد مكان للسائقين نجلس فيه, نتجمع ونتناول فطورنا بجانب مبنى الحمام لوجود ظل يحمينا من أشعة الشمس الحارقة,وفي الشتاء نجلس بمركباتنا ننتظر الركاب,علاوة على ذلك لا يوجد مكان لنصلي فيه,وفي المقابل يدفع ما يقارب 56 سائق100 شيقل شهريا مقابل الخدمات التي تقدم لنا ولكن ماذا يقدم لنا؟ فليأخذوا ا ال100 شيقل ولكن نريد حاليا مظلات تقينا حر الشمس وخصوصا ان شهر رمضان على الأبواب"ذهبنا إلى رئيس البلدية عدة مرات ولا من مجيب وضامن المجمع غير مهتم ".

"أم فادي" والتي يبدو عليها الإعياء والتعب أخذت تحدثنا بلهفه "أوصلوا معاناتنا علها تلقي اذانا صاغية, لا يوجد مظلات ولا يوجد حمام خاص بالنساء والحمام الموجود مغلق في كثير من الأحيان وإذا تم وفتحه يكون غير نظيف, ولا يوجد مقعد نجلس عليه,ولا نستطيع الجلوس داخل السيارة لان داخلها حار جدا, والمقاعد جلدية لا تستطيع أجسادنا تحمل حرارتها, وهذا احدى الأسباب في عدم مجيئي إلى مدينه سلفيت إلا عند الضرورة".

تجولنا في ساحة المجمع وقمنا بتصويره والتأكد من اغلاق حمام النساء كما تم اخبارنا , لدرجة اننا حاولنا فتحه ولكنه كان محكم الاغلاق ,وبجانبه توجد عارضتين من الحديد وعليها قطعة من" الزينكو" تتسع لجلوس شخصين, ومقابلها بنفس الشكل , اما خارج المجمع وفي المنطقة المخصصة للباصات يوجد مقعدين مخصصة للمسافرين الذين تقلهم الباصات.

مسؤولية البلدية:
وبعدها التقينا بضامن المجمع والذي اقتصر حيثه معنا قائلا":انا كضامن للمجمع ومساحته 750 م في الموجود ممنوع نطالب بشي اخر . وتنظيف الحمامات من مسؤولية البلدية , وتنظيف ساحة المجمع من مسؤوليتنا, وبحاجة الى اصلاحات وهذا يعود لبلدية سلفيت.

توجهنا الى بلدية سلفيت للوقوف عند المشاكل التي يعاني منها المجمع ,رئيس البلدية "تحسين اسليمية" تحدث الينا قائلا ":موضوع المجمع في طور الخطة للبلدية من اجل تطويره في المستقبل لكن الذي أخر عملية عمل المجمع بشكل أفضل من الموجود حاليا, هو عدم التمويل للمشروع القائم في نفس المنطقة, ونأمل أن يكون هناك افراجات عن الأمور المالية بالنسبة للمشاريع من قبل السلطة الوطنية وبالتالي اذا تم الافراج سيتم عمل وتطوير المجمع بشكل افضل.

وعند توجيه سؤال له عن إغلاق الحمام الخاص بالنساء منذ فترة زمنية طويلة أجابنا قائلا": لأنه بحاجة الى صيانة, و لا يعقل ان نقوم بعمل صيانه كل يومين ثلاثة للحمام, ولا يعقل ان يتم سرقه "الشطاف" من الحمام , ولا يعقل ان يترك الشخص اثار للحمام بدون تنظيف, وهذه كارثة بيئية كبيرة ليست فقط الحمامات العامة الموجودة في المجمع وانما بالاماكن العامة الموجودة في المحافظة "لذلك يجب تغيير ثقافة الناس للمحافظة على نظافة الاماكن العامة "
ويضيف المشكلة ليست بالحمام وانما بثقافة الناس كل يوم يتم تنظيفه وبالرغم من هذا هناك مكره صحية لعدم وجود ثقافة لدى اموطنين وهذه مشكلة وكل اسبوع تعمل صيانه ويتم تكسير البرابيش او اخذ هذه البرابيش.والبلدية باستمرار تجد خروقات من سرقات للادوات الموجودة في الحمام , وعدم نظافة للحمامات بشكل غير معقول".

والتقصير من الضامن لعدم إخبارنا أن حمام النساء مغلق منذ فترة"وأثناء تواجدي معه قام بالاتصال مع ضامن المجمع للاستفسار عن سبب إغلاق الحمام, وعند إغلاق سماعة هاتفه كانت الإجابة "أن السبب في إغلاق حمام النساء يعود إلى أن الرجال يقومون بفتح الحمام أثناء تواجد النساء فيه .." بالرغم من معرفة الجميع ان الحمام معروف ومخصص للنساء.وليست يمعجزة بوضع لافتة تشير الى انه حمام خاص بالنساء " وينهي اسليمية حديثه بمعالجة قضية الحمام"

ويتساءل بعض السائقين والذين يدفعون لمجمع بديا 70 شيقلا مقابل الخدمات عن سر وجود مجمع في بديا كاملا متكامل بينما سلفيت تعتبر مركز المحافظة تفتقد الى تلك الخدمات الهامة للسائقين والمسافرين والمسافرات.