الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

معبر رفح المغلق يتسبب بالمآسي والمعاناة.. والمتضررون يستغيثون الحكومة والرئاسة للبحث عن حلول جذرية

نشر بتاريخ: 20/01/2007 ( آخر تحديث: 20/01/2007 الساعة: 14:44 )
خان يونس- معا- ابراهيم قنن- يعتبر استمرار إغلاق معبر رفح الحدودي الواصل بين الاراضي الفلسطينية والمصرية، أحد أهم المشكلات والمعوقات التي تواجه الفلسطينيين في قطاع غزة، وتنغص عليهم حياتهم، فإغلاق المعبر بشكل مستمر تتسبب بطرد عدد كبير من الموظفين من أماكن عملهم في دول الخليج، وتأخر عدد كبير من الطلاب عن الالتحاق بمقاعد الدراسة، ووفاة العديد من المواطنين على طرفي المعبر وهم ينتظرون السماح لهم باجتياز المعبر للوصول إلى المستشفيات والعودة بيوتهم.

لقد أصبح معبر رفح يشكل هاجساً وتهديداً حقيقياً للمواطن الفلسطيني، فتوقفت مصالحهم الخاصة والعامة، وأصبح المعبر بالكاد يفتح في الشهر مرة أو مرتين وبعد وساطات وتدخل عربي ودولي، مما تسبب بتحويل قطاع غزة الى سجن كبير وومرتعاً للتشرد والضياع.

أسير المعابر والحدود:
الصحافي تحسين الاسطل، لم يكن يخطر في باله أنه سيكون احد ضحايا المعبر المغلق باستمرار، ولم يكن يتوقع ان تصبح قصتة مادة صحافية تتناقلها وسائل الاعلام، وهو الذي كان دائم الكتابة عن مشاكل وهموم المواطنين، خاصة العالقين على المعبر ليصبح بعد فترة من الزمن أحد ابطال الروايات التي تحكى عن المعبر.

ويقول الاسطل إنه غادر قطاع غزة متجها الى جمهورية مصر، لمتابعة علاج ابنته "جمانا" 4 سنوات، والتي تعاني من مرض تآكل المفاصل، وبعد مراجعة الاطباء واجراء بعض العمليات الجراحية في معهد ناصر، فوجئ باغلاق المعبر حتى إشعار آخر، لتبدأ بعد ذلك فصول مأساته ومأساة طفلته.

وأشار الاسطل الى انه بعد 15 يوماً على إغلاق المعبر وبقائة في الاراضي المصرية يجد صعوبة في رعاية ابنتة "لانها متعلقة بوالدتها واخواتها الموجدات في غزة، بالاضافة الى ان جمانا بحاجة الى رعاية طبية وصحية خاصة يتطلب أن تكون والدتها واسرتها بجوارها، من أجل رعايتها رعاية دقيقة".

ويضيف الاسطل أن المشكلة لا تتوقف عند هذا الحد, فالبقاء القسري في دولة أخرى يكلف المزيد من الجهد والتعب والمال، خاصة في ظل الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وعدم وصول الرواتب الى الموظفين.

وناشد الاسطل الجهات المصرية والفلسطينية والبعثة الاوروبية، للعمل على اعادة فتح المعبر لكي يتمكن من العودة الى قطاع غزة برفقة ابنتة لتكون الى جانب والدتها وأشقائها.

وأضاف قائلاً:" أنا لا أعلم إلى متى ستبقى معاناتنا مستمرة، والى متى سيبقى المواطن الفلسطيني أسير المعابر والحدود والحواجز، التي ترتكب من خلالها أفظع أنواع الانتهاك لحرية الفرد وانتهاكاً واضحاً للكرامة والمواثيق الدولية.

إحتجاز منذ اسابيع:
المواطن (س. ق) الذي فضل عدم ذكر اسمه, ما يزال محتجزاً في مطار العريش الدولي, ومعه عشرات المواطنين الآخرين الذين منعوا من الخروج من المكان المخصص للمسافرين الفلسطينيين المرحلين، تحدث لـ "معا" بصوت خافت بسبب الاعياء الشديد الذي يصيبه, قائلا:" بدأت فصول قصتي بعد قدومي من أحد الدول العربية، وعند وصولنا مطار العريش تفاجأنا بإغلاق المعبر حتى إشعار آخر، ولم يسمح لنا بالتنقل داخل مدينة العريش, واحتجزنا داخل المطار في ظروف غاية في التعقيد خاصة وان هناك العشرات من المواطنين المحتجزين، وان الحالة الصحية للعديد منهم بدت مقلقة بسبب سوء الاحوال الجوية والبرد الشديد".

ويضيف أن هناك استغلالاً للموجودين حيث ان معظم لم يتبق معه نقوداً لشراء حاجياته من الاكل والشرب، وان وجدت فان الاسعار ارتفعت بشكل مضاعف.

ودعا المواطن (س. ق) الحكومتين المصرية والفلسطينية بضروة التحرك لاجبار الحكومة الاسرائيلية على فتح المعبر، وانهاء معاناتهم المستمرة منذ ايام طويلة.

مصدر رزق:

ويوضح التاجر "ابو ماجد" كوارع ( 47 عاما)، والذي يعيل اسرة مكونة من 10 أفراد أنه بات يعيش اوضاعاً مأساوية بسبب اغلاق المعبر بشكل دائم، خاصة وانه يعتمد على التجارة بين الاراضي الفلسطينية والمصرية، كمصدر رزق اساسي لاعالة أسرته، وتوفير احتياجاتهم خاصة وأن جزء منهم من طلاب الجامعات والمدارس.

ويضيف كوارع "لا اعرف كيف سأتدبر أمري, فالمعبر لم يفتح منذ عام سوى أياماً قليلة, وإن فتح فيكون للحالات الخاصة كالمرضى والطلاب والحالات الانسانية, ونحن بحاجة ماساة لفتح المعبر لكي نقوم بنقل البضائع المختلفة الى غزة من اجل توفير احتياجاتنا واحتياجات المواطنين بدلاً من ان نمد أيدينا للتسول والذهاب الى الجمعيات الخيرية".

وطالب كوارع كافة المسؤولين التدخل من أجل اعادة فتح المعبر، لكي تبقى الحياة مستمرة- حسب قوله.

وقد عبر المواطنون في القطاع عن استيائهم الشديد لاستمرار إغلاق المعبر، مطالبين الرئاسة والحكومة بإعادة النظر في الاتفاقيات التي أبرمت بخصوص عمل المعبر، كي يتسنى للمواطن التحرك بسهولة ويسر وتضمن له حرية الحركة والتنقل في أي وقت شاء.