الجمعة: 27/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

قبل إعلان النتائج بيوم واحد ... ذَكِّر إن نفعت الذكرى

نشر بتاريخ: 18/07/2012 ( آخر تحديث: 18/07/2012 الساعة: 19:50 )
بيت لحم-معا- توصّل علماء النفس في جامعة تكساس الأميركيّة إلى أنّ عمليّة الربط التي يقوم بها العقل البشريّ لجمع المعلومات الحديثة مع الوقائع القديمة تساهم في تكوين معرفة جديدة وراسخة تمكّن الشخص من تحقيق استيعابٍ أفضل لمناحي الحياة المختلفة وتقوده لاتّخاذ القرارات المستقبليّة الصائبة أيضاً.

وعلى ذلك بات من الضرورة بمكان أن يصوّب الفرد سلوكه مع مرور الزمن ، وأن ينقل حصاد تجاربه للمستوى الجمعي ، فيتحول الوعي المجرّد إلى قرار جماعي خاضع للتجربة وغير قابل للتشكيك .

وبناءً على ما سبق يتوجب على المواطن الفلسطيني أن يعي عناصر الاحتفال ومكوناته بدءاً من توزيع الحلوى ومروراً بالزغاريد والموسيقى الصاخبة وانتهاءً بكارثة الألعاب النارية وإطلاق الرصاص ابتهاجا بالتفوق . فربط التفوق بإطلاق النار هو سلوك بدائي تدفعه غريزة المفاخرة والتعالي متلازم مع لحظة وقتية للنشوة ، سرعان ما تتلاشى .

في بعض الاحيان يكون تلاشي الفرحة مسالما دون دماء أو أضرار ، وفي أحيان أخرى يترك أثراً نازفاً لا تقوى عليه حتى عمليات التجميل ، وأملاً بأن تكون الذاكرة الفلسطينية مرتبطة بواقعها ، ويجب ذكر ما مرّت به الأراضي الفلسطينية في الصيف الماضي وما سبقه والصيف الحالي .

ففي الثالث والعشرين من تموز لعام 2010 أكد مدير شرطة نابلس في ذلك الحين المقدم عمر البزور أن الشرطة اعتقلت 39 شخصا من المدينة ، وهم جميعاً من المتسببين باحضار المفرقعات او المتاجرة بها أو اطلاقها، مشيراً إلى أن 10 مواطنين اصيبوا بجروح مختلفة وفقد أحدهم أصابعه في قرية بيتا جنوب المحافظة، مضيفاً أن عدد الاصابات ربما اكثر بكثير لا سيما وأن عدداً منهم يتلقون علاجهم بعيداً عن المستشفيات الحكومية.

أحداث نابلس تلك وما رافقها في محافظات أخرى لم تكن كافية لتصل الرسالة، ففي الرابع والعشرين من تموز من العام الماضي كتبت وكالات الأنباء بحسرةٍ بالغة بأن طالبة فلسطينية من أوائل الثانوية العامة على مستوى المنطقة الوسطى بقطاع غزة، لقيت مصرعها جراء إصابتها برصاص اطلق بالخطأ من مسدس شقيقها الذي كان يشاركها الاحتفال بتفوقها الدراسي في امتحان الثانوية العامة، وأضاف مراسل وكالة معاً في غزة آنذاك بأن الفتاة حصلت على معدل 95.2 في الثانوية العامة في الفرع العلمي .

وفي حادث آخر أقرب إلى الذاكرة الزمنية ما جاء في بيان دائرة العلاقات العامة والإعلام للشرطة في الخليل بتاريخ السادس عشر من الشهر المنصرم عن قيام شاب بالعبث في الألعاب النارية أثناء مشاركته بأحد الأفراح ، ما أدى لانفجار إحداها بيده وتسببها في بتر أصابعه .

وربما يكون حادث ترمسعيا قبل أيام معدودة هو الأقرب للذاكرة والأكثر وقعا في القلوب ، فإصابة 28 شخصاً كانوا في ذروة احتفالهم بفعل الألعاب النارية، حتماً ستجعل مسوقي الألعاب النارية يخجلون من أنفسهم قبل إعلان نتائج الثانوية العامّة بيوم واحد، وستطلق شرارة للعقلاء بأن تفكّروا وذكّروا إن نفعت الذكرى .