الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اختام مهرجان "مدينة نخول"وصيف البحرين

نشر بتاريخ: 18/07/2012 ( آخر تحديث: 18/07/2012 الساعة: 21:35 )
المنامة-معا- في تظاهرة فنية شعبية مميزة وليالٍ فلسطينية حاشدة تمكنت خلالها فرقة أطفال الكوفية لإحياء التراث الشعبي الفلسطيني القادمة من المخيمات الفلسطينية في لبنان والحكواتية الفلسطينية المعروفة دنيس أسعد القادمة من مدينة حيفا، من لم شمل الداخل والشتات على ارض مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات في عمل فني مشترك التأم بشكل رائع قبل يوم واحد فقط من العروض، احتضنته الأيام الثلاثة الختامية لـ"مدينة نخول" ومهرجان صيف البحرين2012، وكأن إدارة المهرجان أرادت أن تسعد الجمهور والزوار من الكبار والأطفال بمسك الختام.

المهرجان الذي انطلق تحت رعاية وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، اختتم في الخامس عشر من الشهر الحالي، وتواصلت فعالياته يومياً على مدار شهر كامل، واشتمل على الكثير من العروض الفنية والفعاليات والأنشطة الترفيهية والتعليمية المختلفة نظمته وزارة الثقافة البحرينية في نسخته الرابعة على التوالي وبدعوة كريمه منها أفردت إدارته بالتنسيق مع سفارة فلسطين لدى مملكة البحرين مساحة واسعة للمشاركة الفلسطينية خلال فعالياته، اشتملت على جناح يومي للتراث والفنون الشعبية والإبداعية، وعلى مشاركة فرقة أطفال الكوفية، بقيادة حورية الفار، والحكواتية دنيس أسعد، وذلك في لفته محبة واضحة من قبل وزارة الثقافة وبرعاية كريمة من الوزيرة الشيخة مي، بهدف المساعدة على نشر الثقافة والفلكلور الشعبي الفلسطيني، وإطلاع جمهور المهرجان من مواطنين بحرينيين ومقيمين عرب وأجانب وسائحين على جماليات وإبداعات التراث الفلسطيني الغني بالكثير من العوامل فنياً وحضارياً.

في السابق لم يكن بين الكوفية والحكواتية أسعد أي تواصل أو معرفه مسبقة، وإن كانا على معرفة وتواصل فرضاً فلم تكن الظروف تشأ أن يلتقيا ويجتمعا في عمل مشترك، تمتزج فيه لوحات الدبكة والفلكلور مع الرواية والحكاية الشعبية بشكل متقن وتكاملي، وكانت خصوصية تفاصيل الواقع الفلسطيني المعقد تحول دوماً دون ذلك بين الجهتين وبين الكثير من الفنانين والأعمال والفرق الفلسطينية، حتى أتيحت الفرصة وتمت دعوتهما من قبل إدارة المهرجان بالتنسيق مع السفارة على أمل تقديم عملين منفصلين لكل منهما في أوقات مختلفة على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة للمهرجان وفور وصلهما لأرض البحرين قبل يوم واحد من بداية عروضهما وفور استقبالهم من قبل طاقم السفارة إلى جانب ممثلي وزارة الثقافة في صالة الشرف في مطار البحرين الدولي، تم اصطحابهم لزيارة المهرجان للتعرف عليه وعلى المكان وجدول المشاركة وعلى إدارته وطواقم العمل الذين استقبلوا الضيوف بترحاب كبير وكانت المحبة الغامرة متبادلة فيما بينهم وكأنه حب من أول نظرة أساسه المحبة البحرينية الفلسطينية المتبادلة والعلاقات المتينة، وبعد هذا الترحاب ولمعرفته المسبقة بطبيعة أداء الكوفية والحكواتية أسعد، حيث نظمت السفارة لهما دعوات للمشاركة في فعاليات سابقة كل على حده في البحرين، ارتأى السفير الفلسطيني خالد عارف بالتنسيق مع إدارة المهرجان والضيوف، أن يكون العرض الفلسطيني بشكل مشترك تمتزج به الدبكة واللوحات التراثية مع الحكاية الشعبية في عمل فني موحد يجمعهما معاً ويكون أطول زمنياً، كما اقترح أن تؤدي الفرقة إلى جانب اللوحات الفلسطينية التي يتقنها الأطفال بشكل مسبق لوحات فلكلورية بحرينية وهذا لون جديد على الأطفال أعضاء الفرقة لم يسبق لهم تأديته كونهم متخصصين في الفلكلور الفلسطيني.

وبعد ترحيب الجميع بهذا الاقتراح كان التحدي حيث لم يتبق على العرض الأول أمام الجمهور سوى ساعات قليلة من اليوم الذي يسبقه وبدأت مدربة ومديرة الكوفية تجمع الأطفال على المسرح وتعطيهم التوجيهات والإرشادات والحركات لتنسيق اللوحات فيما بدأت الحكواتية اسعد تستحضر حكاياتها الشعبية التي تعزز العروض وتتكامل معها فنياً موضوعاً وهدفاً، فيما تمت التمارين والبروفة على أغنيتين بحرينيتين وطنيتين تم اختيارهما بالتنسق مع إدارة المهرجان وانتهت أول بروفة بنجاح غير متوقع وفي يوم العرض الأول 13/07 حضر الجميع مبكرا بثلاث ساعات قبل موعد العرض وتمت البروفة الثانية بتنسيق اكبر وأداء أفضل.

وبحضور مدير مركز إعلام الأمم المتحدة لبلدان الخليج نجيب فريجي والمستشار الثقافي في السفارة الأردنية أمين الشديفات، والدبلوماسية في السفارة المصرية نازلي الفيومي، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي والشخصيات الاعتبارية والثقافية كان في استقبالهم السفير عارف وعقيلته رحاب عبد القادر، وعن الجانب البحريني ممثل وزارة الثقافة عبد الله بدر، ومديرة مدينة نخول زكية زادة، ابتدأ العرض بلوحات وين ع رام الله، وعلى الكوفية، والحرية، وهلا يا البحرين، وبان الصبح، وسط حضور حاشد من الأهالي وأطفالهم وتفاعل الجميع معه بالتصفيق والتلويح، والإعجاب وترديد أجزاء من قصص دنيس أسعد، وتسابق الأطفال والأهالي والحضور لالتقاط الصور التذكارية مع الضيوف الفلسطينيين، طوال أمسيات أيام العروض الثلاثة التي كانت ثلاثية اختتام المهرجان.

واشتملت المشاركة الفلسطينية التي توزعت على جدول المهرجان المتواصل لمدة شهر، على العديد من النشاطات الخاصة بالأطفال منها: المرسم الفني، والتطريز الفلسطيني، والرسم على الوجه، ولوحات فلكلورية من الدبكة الشعبية، إضافة إلى مشاركة الكوفية واسعد.

وشكر السفير الفلسطيني خالد عارف وزارة الثقافة وعلى رأسها الوزير الشيخة مي، على الاهتمام البالغ بأن يكون للثقافة والمشاركة الفلسطينية حضوراً مميزاً ضمن الفعاليات والنشاطات الثقافية، وعلى الاهتمام والرعاية الخاصة وكرم الضيافة لهذه الفعاليات والمشاركين فيها.

ووجه السفير عارف التحية لوزارة الثقافة ولإدارة المهرجان، وللملحقية الثقافية والإعلامية بالسفارة على هذا الإنجاز بنجاح التنسيق والمتابعة لدمج الفعاليات الفلسطينية لتكون حاضرة ضمن الأنشطة الكثيرة والمتنوعة التي تضمنها المهرجان المتواصل لمدة شهر.

وقال: آمل أن نكون وفقنا في تعزيز الحضور الثقافي الفلسطيني في مملكة البحرين المتعطشة دوماً بمحبة غامرة لثقافتنا، والمتذوقة لجمالياته، والمحبة والمتضامنة معنا في كل شيء، كما آمل أن نكون قد نجحنا في إتاحة الفرصة المناسبة لفنانينا وفرقنا الفنية كي يعبروا عن فنهم ويبرزوا تراثنا وفلكلورنا بالشكل الذي يليق به، في وقت يتعرض فيه هذا التراث والفلكلور للسرقة والطمس من قبل الاحتلال الذي يحاول طمس هويتنا والوطنية وسرقة هويتنا الثقافية.

ووجه السفير الدعوة للفرق المشاركة لزيارة فلسطين لإقامة نشاطات ثقافية من خلال وزارة الثقافة الفلسطينية.

كما شكر كل من: وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" لتغطيتها الإعلامية الرائعة والمتواصلة للمشاركة الفلسطينية، وجميع وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية وخص بالذكر وسائل الإعلام البحرينية خاصة تلفزيون البحرين الذي كان يبث كل يوم رسالة خاصة عن المهرجان ابرز خلالها المشاركة الفلسطينية، وصحيفة الأيام التي نشرت إعلانات متواصلة وتقارير عن نشاطاتنا، وصحف: البلاد، والوطن، والوسط، لإفرادهم مساحات واسعة على صدر صفحات صحفهم عن الفعاليات الفلسطينية، وعلى تواصلهم وتنسيقهم الدائم مع الملحقية الإعلامية والثقافية في السفارة.

وكانت الوزيرة الشيخة مي افتتحت المهرجان و'مدينة نخول' يصاحبها السفير عارف، وعقيلته، ورئيس اللجنة التنفيذية لفنادق الخمس نجوم، عضو المجلس الأعلى للسياحة، عبد النبي الديلمي، ورئيسة الأنشطة والفعاليات في 'مدينة نخول' رئيسة البرامج التعليمية في وزارة الثقافة، زكية زادة، ومستشارة العلاقات العامة في الوزارة هدى العلوي، وطاقم السفارة، وعدد من الشخصيات الثقافية والاعتبارية، كما زارت الوزيرة بصحبة السفير والوفد المصاحب الجناح الفلسطيني وأبدوا إعجابهم بما يقدمه من نشاطات فنية وتراثية وتعليمية للأطفال والزوار خاصة نشاط لون علم فلسطين والبحرين والرسم على الوجه والزي التراثي الشعبي الفلسطيني، مشيدة بدور السفارة النشط في الحضور الدائم في جميع الفعاليات الثقافية في مملكة البحرين لنشر الثقافة الفلسطينية والتعريف بها.

الفنانة التشكيلية البحرينية نوف الرفاعي كانت إحدى المشاركات في المهرجان قالت عن رأيها عن المشاركة الفلسطينية: "لقد كانت فعاليات الركن الفلسطيني ضمن فعاليات مدينة نخول2012 حيث النشاطات والفعاليات التي قدمتها كانت غنية بالتراث الفلسطيني حيث تعرفنا على كيفيه التطريز وعمل الغرزة الفلسطينية التي تستخدم في حياكة الملابس التقليدية حيث فتحت عيوننا على حب اقتناء احد هذه الأعمال الفنية الموجودة في الثوب الفلسطيني".

وأضافت "انه من أجمل الفقرات وحب الناس لهذه الفقرة بشده وهي فقرة الحكواتية دنيس اسعد التي أسرت قلوب جميع البحرينيين صغارا وكبارا بحكاياتها الطريفة والجميلة والمفيدة لترسم ابتسامة على وجه كل من يقابلها ويسمع حكاياتها، ولا أنسى الملائكة الذين قابلناهم ضمن فقرات مدينة نخول وهما فرقة "أشبال الكوفية" فلقد تعرفنا على الرقص والدبكة الفلسطينية الأصيلة، وبعد انتهاء هذه الفعالية لا زالت تتردد في ذهني الأغاني والموسيقى الفلسطينية التي أدى عليها الأطفال لوحاتهم الفنية، مثل "وين ع رام الله" و"على الكوفية".

وتمنت الفنانة الرفاعي أن يتم استضافة الكوفية واسعد مرة أخرى في كل الفعاليات التي تتضمن التراث الأصيل، كمهرجان التراث ومدينة نخول أيضا في السنة القادمة.

واستمتع الزوار في 'مدينة نخول' ببرنامج تسلية وترفيه حافل، رافقهم خلالها شخصية المهرجان 'نخول'، التي تضمنت ألعابا إلكترونية وورش عمل فنية للتلوين والرسم ومعسكر صور للمحترفين ومعسكر الدمى، وستكون 'مدينة نخول' مفتوحة لاستقبال الزوار يوميا طوال أيام المهرجان من الساعة الثانية وحتى السابعة مساء.

وزخر المهرجان الذي نظمته وزارة الثقافة تحت شعار'المنامة، مدينة الفرح' بعروض فنية وثقافية وترفيهية راقية قدمها فنانون عالميون تناسب الكبار والصغار على حد سواء، وهو حدث سنوي يهدف إلى تقديم الترفيه والثقافة المتنوعة للمواطنين والسياح على حد سواء، ولبي الأذواق المختلفة للعائلات من خلال تقديم عروض موسيقية وفعاليات تعليمية وثقافية وفنية مختلفة، كما قامت وزارة الثقافة بالتنسيق مع العديد من الفنادق الكبرى في البحرين لتقديم عروض ترويجية متنوعة بالتزامن مع هذه الفعاليات.

كما يستقطب مهرجان صيف البحرين سنويا الكثير من الرواد من البحرين والخارج، وتضمنت فعالياته لهذا العام أيضا عرض 'سلافا الثلجي' الذي مثل باكورة العروض والفعاليات الشيقة التي ستقام خلال المهرجان. ويعتبر عرض سلافا الثلجي،عملاً ساحراً شاهدة أكثر من 3 ملايين مشاهد في أنحاء العالم، وتمتزج فيه فنون الكوميديا المسرحية التقليدية والمعاصرة والتهريج ضمن مشهد مرئي فني متقن، كما اشتملت الفعاليات على عرض السيرك الخشبي 'كاروماتو'، وحفلا للمغني التركي 'عمر فاروق تكبيلك' وآخر لفنان الراب السعودي 'قصي' بعنوان أسطورة الدون كاميليون وبمشاركة دي جي Outlaw وFlipprachi، بالإضافة إلى أمسية غنائية للطفلة البحرينية الموهوبة حلا الترك والدراما الغنائية المسرحية الشهيرة 'صوت الموسيقى' القادمة مباشرة من منطقة ويست إند الشهيرة بلندن، إضافة إلى حكايات الحكواتية الفلسطينية دنيس أسعد، وفرقة أشبال الكوفية الفلسطينية القادمة من لبنان.

ويتمثل المهرجان في تميمته 'نخول'، وهي شخصية ترمز إلى تاريخ البحرين القديم التي تشتهر بانتشار أشجار النخيل، وأهمية البيئة في التقاليد البحرينية. ويستضيف نخول مدينة تحمل اسمه وتقدم فيها مجموعة مختلفة من الفعاليات الثقافية والترفيهية والتعليمية بحرينية وعربية وعالمية كل يوم طيلة أيام المهرجان الذي يتناغم برنامجه مع البرنامج المنوع والمبتكر الذي أعدته وزارة الثقافة للعام بأكمله للاحتفال بإعلان المنامة عاصمة للثقافة العربية لعام 2012.