محلل امريكي: صراع سوريا سيستمر طويلا
نشر بتاريخ: 25/07/2012 ( آخر تحديث: 26/07/2012 الساعة: 09:15 )
بيت لحم-معا- يتوقع المحلل الأميركي توماس فريدمان أن يستمر الصراع المسلح في سوريا فترة طويلة لأن سوريا لا يمكنها، كما يعتقد، الخروج من هذا الصراع دون تدخل خارجي -مستحيل حاليا- بنفس الحجم والفعالية التي تم بها التدخل في العراق.
ويوضح فريدمان في مقال له نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اليوم أنه -وكذلك الجمهور الأميركي- ضد أي تدخل على الأرض في سوريا، لذلك يتمنى أن يكون رأيه حول سوريا غير صائب وأن تدهشه المعارضة السورية بالعثور على طريقها الخاص الذي لا يحتاج لأكثر من تقديم الأسلحة والمساعدات الدبلوماسية.
سوريا هي العراق
وأضاف بأن سوريا تماثل العراق "بل هي توأم العراق، تعدد طائفي مع ديكتاتورية من قبل أقلية حاكمة وقابضة على السلطة بيد من حديد في ظل أيديولوجية البعث". وبالتالي يقول إن درس العراق مهم في الحالة السورية.
والعراق، كما يقول فريدمان، تجربة مريرة لأميركا "لا نفضل الحديث عنها مرة ثانية. لكن تجربة العراق ملائمة هنا في سوريا". فالسبب الوحيد لأن تكون للعراق الفرصة ليكون مثلما هو الآن هو التدخل الأميركي المباشر بعشرات آلاف الجنود والذي يخافه ويثق به الجميع.
وهذا التدخل المباشر، يقول الكاتب، غير محتمل -إن لم يكن مستحيلا- في الحالة السورية. ولم يقل الكاتب لماذا يكون هذا التدخل مستحيلا، واكتفى بالقول إن الذين ينتقدون الرئيس باراك أوباما بسبب عدم قيادته تدخلا مباشرا وقويا في سوريا لا يعرفون متطلبات ذلك وكلفته.
وقال إن البديل للتدخل الخارجي أن يقوم المعارضون داخل سوريا بذلك بأنفسهم، "وبما أن سوريا مجتمع منقسم فإن ذلك لن يكون سهلا" إلا إذا حدثت مفاجأة.
الحل الأمثل
ويوضح فريدمان أن المفاجأة التي يراها ممكنة أن تتحد قوى المعارضة في كيان سياسي واحد -ربما بمساعدة الاستخبارات الأميركية والتركية والسعودية على الأرض- ويتفق هذا الكيان مع العلويين المعتدلين والمسيحيين ليقيموا معا نظاما جديدا يحمي حقوق الأكثرية والأقلية.
ويعود الكاتب مرة أخرى ليقول إن الـ20% من السوريين الموالين للأسد سيتملكهم الخوف من الأغلبية السنية مع وجود إخوان مسلمين بين هذه الأغلبية، وإن الأغلبية السنية كانت قد تعرضت لأعمال قمع وحشية من هذا النظام، الأمر الذي يجعل من الصعب التوصل لمصالحة، خاصة مع مرور أيام من نزيف الدم.
ويختتم بتكرار قوله إنه دون تدخل خارجي قوي أو مانديلا سوري، فإن نيران الصراع ستظل مشتعلة لفترة طويلة.