الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل انتقلت إسرائيل سرا إلى اقتصاد الحرب ؟

نشر بتاريخ: 26/07/2012 ( آخر تحديث: 29/07/2012 الساعة: 17:46 )
بيت لحم - معا - من المقرر ان تجتمع حكومة اسرائيل الاثنين القادم 30 تموز لتصادق على الاقتطاعات الواسعة من ميزانيات الوزارات المختلفة بما يدر على خزينتها مليار شيكل او ما يعادل 250 مليون دولار امريكي اضافة الى رفع نسبة الضرائب المتوقع ان تدر على الخزينة العامة 3 مليار شيكل اي ما يعادل 750 مليون دولار.

الخطوات الاقتصادية سابقة الذكر ستُدر بمجموعها على الخزينة العامة ما يقارب مليار دولار امريكي وقدم نتنياهو ووزير ماليته شتاينتس لهذه الخطوات بالتذرع بالوضع الاقتصادي الصعب وضرورة العمل حتى لا تجد اسرائيل نفسها في وضع يشبه وضع المانيا التي حصلت الاسبوع الماضي على تصنيف ائتماني سلبي او اليونان او اسبانيا الدولتان اللتان تواجهان خطر الافلاس، وهناك من يستذكر حتى الوضع الاقتصادي الامريكي السيء للتدليل الى المكان الذي لا ترغب اسرائيل الوصول اليه اقتصاديا.

وحتى قبل التصديق على الخطوات الاقتصادية المذكورة سارعت الحكومة الاسرائيلية الاعلان عن نيتها اتخاذ خطوات اقتصادية اضافية عام 2013 ستدر عليها ما يعادل 20 مليار شيكل "5 مليار دولار".

فقد اجرى رئيس الوزراء نتنياهو طيلة ايام الاسبوع المنصرم مشاورات اقتصادية اشترك فيها اقطاب الاقتصاد الاساسية وعلى رأسها بنك اسرائيل ممثلا بمفوضه ستينلي فيشر، ووصفت هذه المشاورات من قبل بعض الاوساط الحكومية الاسرائيلية كنقاشات طوارئ اقتصادية هدفها الاساسي الحفاظ على نسبة العجز السنوية ضمن حدود 3-4% مؤكدة في كل محفل وتصريح ان هذه الخطوات هي خطوات اولية ستتبعها خطوات اضافية.

ونقل موقع "تيك ديبكا" العبري كما ترجمته "معا" عن مصادره الخاصة قولها بأن نتنياهو ووزير المالية يتذرعان بالوضع الاقتصادي حتى يضعان الاقتصاد الاسرائيلي على سكة اقتصاد الحرب دون ان يثيرا شبهة او ملاحظة احد ودون ان يصرحا بهذا الامر بشكل علني.

وهذا هو السبب الرئيسي وراء امتناع نتنياهو عن التصريح حول مستقبل هذه الخطوات والى اين تتجه ومتى ينتهي العمل بها وذلك لان نتنياهو شأنه شأن أي سياسي آخر يدرك تمام الادراك بأن اسرائيل تقف على ابواب الحرب، لكنه لا يعرف مداها الزمني، وكم ستستمر وهل ستكون حربا قصيرة ام طويلة، كما انه لا يعرف نتائجها والاثار الاقتصادية التي ستترتب عليها، متمنيا ان تكون قصيرة لتمنح الاقتصاد الاسرائيلي آليات النمو وان تتحول الى حرب طويلة تستوجب انفاق مليارات الدولارات ما يعني شدا آخرا واضافيا للحزام.

اعتادت اسرائيل حتى الان وفي كل حرب دخلتها التوجه للولايات المتحدة الامريكية بطلب الحصول على قروض ميسّرة وهذا ما كانت دائما تحصل عليه او وعلى اقل تقدير تعويضها مجانا عن الاسلحة والمعدات التي فقدتها واعادت شحن مخازن ذخائرها دون الحاجة لان تدفع مقابل ذلك لكن اسرائيل تدرك هذه المرة صعوبة الوضع الاقتصادي الامريكي اضافة الى احتمالية ان تلجأ اسرائيل لعمل منفرد ضد ايران ما يعني ضرورة ان تجد مصادر تمويل مستقلة بعيدا عن الولايات المتحدة وهذا ما تهدف اليه الخطوات الاقتصادية الاخيرة وما سيتبعها من خطوات.