رسالة لمشجعينا مع انطلاق موسمنا الكروي الجديد
نشر بتاريخ: 27/07/2012 ( آخر تحديث: 27/07/2012 الساعة: 16:31 )
بقلم : هيثم عامر
مع انطلاق الموسم الكروي الجديد في محافظات الضفة لا بد من الوقوف على ظاهرة مهمة جداً للخروج بموسم كروي يليق باسم فلسطين وهي ظاهر (شغب الملاعب والتعصب الجماهيري ) لعل ما دعاني لأن أكتب بهذا الموضوع هو ما شاهدت وسمعته قبل أيام قليلة في افتتاح الموسم الكروي عند الأشقاء والجيران الأردنيين والذين لا يختلفون عنا في عقليتهم الكروية ففي لقاء الدربي بين القطبين الوحدات والفيصلي بدأت جماهير كلا الفريقين بالشتم والسب والقذف بعضها لبعض دون سابق إنذار وكأن هذه الجماهير أتت لتسب ولتشتم وليس لمشاهدة المباراة ، وكذلك في لقاء آخر جمع بين الرمثا والصريح شغب كبير في المدرجات تخريب في المدرجات وتكسير وسرق معدات التلفاز الناقل للمباراة والاعتداء على حكم الراية بأداة حادة ...
بالتأكيد أن لطعم الفوز والانتصار نكهة لا يتذوقها إلا من عاشها لحظة ملموسة .. فإن للخسارة كذلك طعم قد يكون بمرارة العلقم عندما تكون البطولة كبيرة .. وقد شاهدنا الكثير من الوقائع التي حصلت في دورينا المحلي عندما خسرت فرق على أرضها وخارج أرضها ..
إن عقلية الفكر المتعصب هي من تسيطر على عقول معظم المشجعين .. فنجد أن جمهور الفريق الخاسر يعتبر تلك العبارات أو الشعارات التي يطلقها جمهور الفريق الفائز بمثابة إهانة يجب الرد عليها بشتى الوسائل ..ويحدث مالا يحمد عقباه ..
إذاً كيف نطور من عقلية مشجعينا لكي يتقبلوا الهزيمة ؟
مثلاً نأتي بأدلة حدثت في ملاعب أوروبا
في الدوري الإسباني عندما تتهاوى نتائج أي فريق نجد جمهور الفريق المعني عقب كل مباراة يلوح بمناديل بيضاء ويكتفي بذلك ويعبر عن عدم رضاه على أداء فريقه ويجب على إدارة النادي الاستغناء عن المدرب وتحسين الأوضاع .. ففي أحد مواسم الدوري الإسباني حصلت حادثة في مباراة الديربي الأشهر في العالم في ملعب سانتياغو برنابيو بين ( برشلونة * وريال مدريد) عندما كان اللاعب البرازيلي "رونالدينيو" يلعب في برشلونة تلك المباراة قدم فيها برشلونة استعراضاً رائعاً بقيادة هذا اللاعب الفذ فما كان من جمهور الريال إلا أن وقف وبدأ يصفق بحرارة لأداء هذا النجم في وسط معقل الريال .. اعترافاً منه بأحقية نتيجة تلك المباراة للفريق الضيف ..
فهنا نجد أن ما سبق ذكره ما هو إلا عقلية ناضجة تنم على فكر رياضي راقي لدى كل مشجع في ذلك الدوري ..
إن تفكير المشجع في عمل أي فعل يؤدي الي الخراب بعد خسارة فريقه فإن هذا المشجع هو العدو الأول و اللدود لناديه قبل النادي الذي خسر منه .. ويجب على الجميع أن يطرده من بين أركان هذا النادي لكي لا يفسد ويشوه هذه القلعة الرياضية ويعود عليها بالقرارات الغير صالحة في مسيرتها على الإطلاق ..
فقد يغرم ناديه مبالغ كبيرة من المال وقد يعمل على نقل بعض المباريات البيتية لفريقه خارج قواعده ولكن هل هذه العقوبة كافة لردع هؤلاء المفسدين؟؟