المجلس الاستشاري لفتح : الخيار الديمقراطي طريقنا لانهاء الانقسام
نشر بتاريخ: 29/07/2012 ( آخر تحديث: 29/07/2012 الساعة: 22:23 )
رام الله -معا- عقد المجلس الاستشاري لحركة فتح دورة اجتماعاته الرابعة, دورة الشهيد القائد هاني الحسن يومي 25,26 تموز 2012 بحضور الرئيس محمود عباس وأعضاء اللجنة المركزية . وافتتح اعمال الدورة امين سر المجلس ابو علاء بكلمة مؤثرة ابن فيها الشهيد القائد هاني الحسن الذي قضى حياته مقاتلا ومناضلا في سبيل قضية وطنه ومستقبل شعبه ,ووقف اعضاء المجلس دقيقة صمت وقرأوا فاتحة الكتاب على روح الشهيد هاني الحسن وارواح شهداء شعبنا في سبيل الحرية والاستقلال الوطني .
وتلا أمين سر المجلس اسماء اعضاء المجلس الاستشاري للتثبت من النصاب والعضوية وقد غاب عن هذه الدورة عدد من الاعضاء بسبب المنع الاسرائيلي. وبعد التحقق من النصاب تم اقرار جدول الاعمال الذي تضمن مختلف القضايا الوطنية والحركية.
وأفتتح الدورة الرئيس أبو مازن الذي استهلها بتأبين القائد هاني الحسن، مؤكدا ان الحسن رائد طليعي من رواد حركة فتح الذين شقوا الطريق امام شعبنا بشجاعتهم وتضحياتهم من اجل تحرير الوطن واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف , وتناول الرئيس ابو مازن في حديثه الشامل مختلف القضايا الوطنية.
واكد ان حكومة اسرائيل تدير ظهرها لكل الاتفاقات والقرارات الدولية وتطلق العنان لهجمة استيطانية غير مسبوقة في القدس وباقي المناطق , واعاد التأكيد مجدداً على الموقف المبدئي والصلب ضد الاحتلال وضد الاستيطان , واكد ان الاستيطان في القدس وفي ارضنا الفلسطينية المحتلة عام 67 هو مرفوض تماماً وغير شرعي، وعلى حكومة اسرائيل ان تدرك ان عليها ان تختار بين السلام وحل الدولتين وبين الاستيطان والتهويد لقدسنا وارضنا , ولن يتحقق الأمن والسلام والاستقرار والتعايش في ظل استمرار الاستيطان والاحتلال , وهذه حقيقة يجب ان تدركها حكومة اسرائيل .
كما اكد الرئيس عباس ان المصالحة الوطنية مرتبطة بتراجع حركة حماس عن واقع الانقسام الذي احدثته بانقلابها ضد الشرعية الوطنية في 14 حزيران 2007 , وتأكيد تمسكها بالديمقراطية وبالخيار الديمقراطي وبمبدأ تداول السلطة عبر صندوق الاتنخابات .
وبعد كلمة الرئيس تحدث عدد من اعضاء اللجنة المركزية حول مختلف القضايا الوطنية والسياسية , وعلى مدى جلستين للنقاش العام يومي 25,26 تموز تحدث عدد كبير من اعضاء المجلس الاستشاري حول التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه حركة فتح في كفاحها التاريخي المديد لاستعادة الارض واقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
وفي ختام أعماله أقر المجلس بالتوصيات التالية :
اولا : التمسك بالثوابت الوطنية وبمدأ حل الدولتين
يؤكد المجلس الاستشاري التزامه وتمسك حركة فتح الدائم والثابت بالحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا في وطنه وقدسه الشريف , ويؤكد ان حركة فتح التي رفعت راية النضال والتحرير الوطني منذ عام 65 ستظل امينة وفية لاهداف شعبنا في التحرير والاستقلال الوطني , وتؤكد حركة فتح لحكومة اسرائيل ولكل من يعنيهم الأمر ان السلام لن يتحقق الا بالانسحاب الاسرائيلي الكامل والشامل من جميع الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 67 والاعتراف بحق شعبنا الفلسطيني باقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم.
ثانيا : الاستيطان الاسرائيلي غير شرعي ويجب ان يزول
في الوقت الذي تعلن فيه حركة فتح والسلطة الوطنية، ويؤكد الرئيس على التمسك بالسلام وبالمفاوضات وبالوسائل السلمية لحل كافة القضايا بين الجانبين, فإن حكومة اسرائيل برئاسة نتنياهو تدير ظهرها وتركب رأسها ضد عملية السلام , ولا تعير ادنى اهمية للاصوات الدولية التي تندد بالاستيطان ولا تكترث بقرارات الشرعية الدولية التي تدين الاستيطان الذي اصبح السياسة الرسمية لاسرائيل في عهد حكومة نتنياهو التي هي بالفعل حكومة استيطان ومستوطنين .
وامام هذا التحدي الخطير لشعبنا الفلسطيني وسرقة ارضنا في وضح النهار , ودون ادنى اعتبار او اكتراث بعملية السلام او بالمواقف والقرارات الدولية , فإن المجلس الاستشاري يؤكد ان السلام لن يتحقق وهناك احتلال واستيطان في ارضنا الفلسطنية المحتلة عام 67 , وان الاساطير والاوهام التي تروجها اسرائيل لتبرير هجمتها الاستطيانية لا تخدع الشعب الفلسطيني ولن تثنيه عن استعداده الدائم لكل تضحية للحفاظ على ارضنا ووطننا وقدسنا الشريف ومستقبل اجيال شعبنا في وطننا ودولتنا , دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ثالثا : تمسك شعبنا بالخيار الديمقراطي لانهاء الانقسام .
مضت خمس سنوات على انقلاب حركة حماس ضد وحدتنا المقدسة وارضنا وشعبنا ومؤسساته الوطنية تقوم على الخيار الديمقراطي ومبدأ تداول السلطات عبر الانتخابات الوطنية الرئاسية والتشريعية والبلدية , ورغم كل الجهود العربية والدولية لانهاء الانقسام ورغم الاتفاقات الموقعة في القاهرة والدوحة تتهرب حماس من انهاء الانقسام والعودة الى الوحدة و الشرعية الديمقراطية .
ان المجلس الاستشاري يؤكد انه آن لحماس ان تعود الى الصف الوطني ووحدة الشعب , بعيدا عن الاوهام والمصالح الفئوية الضيقة او تحسبات إقليمية حالمة .
ان الملجس الاستشاري امام هذا الوضع الشاذ في قطاع غزة القائم على القمع والاكراه، يدعو الى اجراء الانتخابات الوطنية الرئاسية والتشريعية والبلدية دون ادني انتظار لمزيد من المناورات والتهرب من قبل سلطة حماس في غزة, ويؤكد المجلس الاستشاري دعمه الكامل لاجراء الانتخابات البلدية في تشرين اول / اكتوبر القادم .
رابعا : تعزيز الاعتراف بدولة فلسطين على الصعيد الدولي .
ان المجلس الاستشاري يدعم الحملة السياسية والدبلوماسية المستمرة لتعزيز الاعتراف الدولي بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في الامم المتحدة وهيئاتها ومنظماتها المختلفة ولدى مختلف المجموعات الدولية . وقد شهد العام الماضي منذ خطاب الرئيس ابومازن في مجلس الامن في ايلول 2011 اعترافا متزايدا من المجموعات الدولية بدولة فلسطين المستقلة , وقد بلغت هذه الحملة الدبلوماسية والسياسية ذروتها باعتراف منظمة اليونسكو بدولة فلسطين عضو كام العضوية في هذه المنظمة الدولية , وكان من ثمار هذا الاعتراف الذي تحقق لشعبنا في منظمة اليونسكو , ان منظمة اليونسكو اعترفت بمدينة بيت لحم مدينة تاريخية وتراثية يجب الحفاظ عليها بجهود الاسرة الدولية كلها , ويدعم المجلس الاستشاري مواصلة هذا الهجوم الدبلوماسي والسياسي لدى الامم المتحدة في دورتها القادمة لانتزاع مقعد غير عضو لدولة فلسطين بتصويت دول الجمعية العامه بعد الفيتو الامريكي في مجلس الأمن الدولي، مما سيعطينا منطلقا اقوى للدفاع عن ارضنا وشعبنا وحقوقه المشروعه .
خامسا: القدس الشريف العاصمة الابدية لدولة فلسطين المستقلة .
يؤكد المجلس الاستشاري ان القدس الشريف ( الشرقية ) المحتلة عام 67 هي جزء لايتجزأ من الارض الفلسطينية المحتلة وتنطبق عليها قرارات مجلس الامن 242 ,833 كما ان مجلس الأمن الدولي رفض قرارات اسرائيل بضم المدينة في القرارين 252 , 874 , وبالتالي لا يعترف احد في هذا العالم بضم القدس الشريف لاسرائيل, واصدرت محكمة العدل الدولية فتوى صريحة تدين الاستيطان في القدس وكذلك جدار الفصل العنصري , وأكدت ان القدس الشريف جزء لايتجزأ من الارض الفلسطينية المحتلة عام 67 .
ان القدس الشريف الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين , وهي مهد الديانات وقوافل الرسل والأنبياء وارض الاسراء والمعراج , وهي أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين, وامام كل هذه الحقائق التاريخية الراسخة في الوعي الفلسطيني والعربي والاسلامي والمسيحي والعالمي , فلا جدوى من هذه الكتل الاستيطانية وهذه الاساطير المضللة التي لن يكون من شأنها إلا اطالة امد الحروب والصراع والصدامات , فالشعب الفلسطني طال الامر ام قصر لن يتخلى عن ارضه وفي الاساس لن يتخلى عن القدس الشريف .
وامام هذه التحديات الخطيرة المحيطة بالقدس الشريف وباهلنا الصامدين فإن المجلس الاستشاري يدعو الى توحيد كافة المرجعيات العاملة من اجل القدس وتحديد مهامها وتوفير الدعم وكافة التسهيلات اللازمة لها , والغاء عملية التضارب في الصلاحيات , ويوصي المجلس الاستشاري بإنشاء " صندوق القدس" الوطني وامتداده عربيا واسلاميا ودوليا ,ويؤكد المجلس الاستشاري ان القدس ستبقى دائما وابدا القضية المركزية الاولى في كفاحنا من اجل الحرية والاستقلال الوطني وهي في كافة الانشطة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية وفي المفاوضات "القدس أولاً".
سادسا : الحرية لاسرانا البواسل .
يؤكد المجلس الاستشاري ان اسرانا البواسل في سجون الاحتلال ومعتقلاته هم الابطال الذين شقوا الطريق امام شعبنا من اجل حريته واستقلاله, وان معركة الامعاء الخاوية التي خاضها اسرانا وتكللت بالنجاح، إنما تؤكد على الارادة الجبارة لابنائنا الابطال في سجون الاحتلال ومعتقلاتهم , وان المجلس الاستشاري يدعم بكل قوة الاصرار على اطلاق جميع الاسرى والمعتقلين وخاصة الاسرى قبل توقيع اتفاق اوسلو وفي الوقت الذي نشد فيه على ايدي هؤلاء الرجال أسرانا الابطال فإننا نقول لهم صبرا فان فجر الحرية آت لا محاله , فهذا الربيع العربي وهذه الملاحم التي يسجلها ابناء امتنا العربية لاسقاط انظمة الاستبداد وقلاعه في المغرب والمشرق العربي
انما تؤكد ان عهد الديمقراطية والحرية واستقلال الارادة العربية لابد ان يؤدي الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس , والى اطلاق سراح اسرانا البواسل من سجون الاحتلال ومعتقلاته .
سابعا : دعم المقاومة الشعبية ضد الاستيطان والاحتلال، وتأكيد أن الاستيطان على أرضنا المحتلة جميعه عدوان غير شرعي وغير قانوني وهو مرفوض .
يخوض شعبنا الفلسطيني الصامد في ارضه ووطنه معركة المقاومة الشعبية ضد قطعان المستوطنين وضد جيش المستوطنين الذين يحرقون الزيتون ويقتلعون الاشجار ويسرقون قعطان المواشي ويحرقون المساجد والكنائس وهم يتمتعون بحماية كاملة من جيش المستوطنين ومن حكومة المستوطنين برئاسة نتنياهو , وفي ظل هذه الظروف الصعبة , فإن المقاومة الشعبية هي الشكل النضالي الواقعي لمواجهة المستوطنين ورد كيدهم الى نحورهم , ويتطلب هذا الدفاع الذاتي عن الارض الطيبة وخيراتها ومزروعاتها تأطير كل اهلنا في القرى المهدده في عمل منظم يكون على اهبة الاستعداد لمواجهة المستوطنين بالوسائل السلمية المتاحة وفي هذه الظروف ومن الواضح ان المقاومة الشعبية السلمية قد جذبت قطاعات واسعة عالمية واسرائيلية للوقوف الى جانب شعبنا في نضاله .
ويوصي المجلس الاستشاري بوضع خطة مركزية لدعم اهلنا في القرى والمناطق المهدده بما يمكنهم من الصمود في وجه قطعان المستوطنين وحماية ارضهم ومزروعاتهم وخيرات ارضنا الطيبة . مع التأكيد على أن الاستيطان الاحتلالي الاستعماري على أرضنا جميعه عدوان غير شرعي وغير قانوني وهو مرفوض ويجب إزالته.
ثامنا : عقد المؤتمرات الحركية دون تأخير لتصليب البناء التنظيمي والاطر القيادية .
يؤكد المجلس الاستشاري امام هذه التحديات المتزايدة على تجديد وتفعيل جميع الاطر الحركية والأطر القيادية وضخ دماء جديدة في التنظيم عبر المؤتمرات الحركية والديمقراطية باعتباره الطريق السليم لمواجهة هذه التحديات .
ان المجلس الاستشاري يوصي بتشكيل لجنة تحضيرية مشتركة من اللجنة المركزية وكل من المجلس الثوري والمجلس الاستشاري، للتحضير لعقد المؤتمر العام لحركة فتح لعقده في مدة اقصاها نهاية العام الجاري , واي تأخير في عقد المؤتمر انما يعود بالضرر على مستقبل مشروعنا الوطني .
تاسعا : زيادة اعضاء المجلس الاستشاري .
يوصي المجلس الاستشاري اللجنة المركزية لحركة فتح بزيادة عدد اعضاء المجلس لضمان المزيد من المشاركة في تقدير شؤون الحركة ومهماتها ودورها على الصعيد الوطني, كما يؤكد المجلس على عقد اجتماعاته بشكل دوري ودون تأخير، مع التأكيد على الاجتماعات الشهرية والدورية للمتواجدين من أعضائه .
عاشرا : المجلس الاستشاري يحيي شعوب الربيع العربي ويستنكر الاعتداء على المخيمات الفلسطينية في سوريا ويدعم حملة الاغاثة لاهلنا في سوريا.
يحيي المجلس الاستشاري جماهير الربيع العربي التي تصنع اليوم بتضحياتها وشجاعاتها المنقطعة النظير المستقبل العربي الديمقراطي بعيدا عن الاستبداد والطغيان والفساد, ويؤكد المجلس الاستشاري ان شعبنا الفلسطيني يقف دون تردد الى جانب شعوب الامة العربية في سبيل الديمقراطية والحرية وينظر المجلس الاستشاري بقلق كبير إلى معاناة الشعب السوري البطل وما يتعرض له يومياً من قتل ودمار لا يجوز أن يستمر ويحذر من مخاطر الاستمرار في عمليات القتل والبطش التي يتعرض لها الشعب السوري، كما يحذر من تداعيات ذلك على كل دول الجوار بل على المنطقة كلها.
ويدين المجلس الاعتداءات المتكررة على اهلنا في المخيمات في سوريا ويدعو الى وقف هذه الاعتداءات التي تستهدف اللاجئين الفلسطينين في مخيم اليرموك وغيره من المخيمات , ويدعو الى دعم الحملة الوطنية لاغاثة اهلنا اللاجئين وشعبنا السوري امام ما يتعرض له من حرب وحشية ومجازر يومية بشعة.