صبيح يطالب بحماية اللاجئين الفلسطينيين بالعراق
نشر بتاريخ: 22/01/2007 ( آخر تحديث: 22/01/2007 الساعة: 20:43 )
غزة-معا- طالب السفير محمد صبيح الامين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين بحماية اللاجئين الفلسطينيين فى العراق والذين يتعرضون للقتل والتعذيب والترويع دون سبب أو ذنب وليس لهم حول ولاقوة مؤكدا على ضرورة توفير المساعدات والحماية وتوفير الامن لهم ولاطفالهم .
وقال صبيح "أن مايتعرضون له ليس من تقاليد هذه الامة ولا من أخلاقها ولامن دينها فهم أمانة لدى الشعب العراقى الشقيق الذى عرف بحماية وإكرام الضعيف ".. مناشدا كافة القوى السياسية فى العراق حماية اللاجئين الفلسطينيين فى العراق .
ونبه صبيح فى كلمة أمام الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة والسبعين لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين فى الدول العربية المضيفة الذى بدأ أعماله اليوم الاثنين بمقر الجامعة العربية " الى أن الوضع الخطير والمأساوى الذى تشهده الاراضى الفلسطينية المحتلة جراء العدوان العسكرى لقوات الاحتلال الاسرائيلى
المتواصل ومايلحقه من تدمير وقتل وحصار وتخريب قد خلق اوضاعا انسانية مأساوية بالغة الخطوة للشعب الفلسطينى وتسبب فى تدهور اقتصادى واجتماعى وأمنى لاسابق له للاوضاع المعيشية للشعب الفلسطينى هناك .
واشار الى أن عدد الشهداء بلغ منذ بداية انتفاضة الاقصى وحتى شهر ديسمبر 2006 نحو 509 شهيدا منهم 405 طلاب كما ادى استمرار اسرائيل فى سياسة الاغلاق وفرض الحصار وممارسة العقوبات اللاانسانية ضد الشعب الفلسطينى الى صعوبات فى الوصول الى الخدمات مما انعكس سلبا على الحياة هناك بكافة نواحيها وازدياد الانهياء وسوء الخدمات نتيجة فرض العقوبات الدولية مقارنة مع عام 2005 واصبحت نسبة 56 فى المائة من السكان تحت خط الفر ووصلت نسبة البطالة الى 40 فى المائة .
وقال السفير محمد صبيح انه كان من أهم تداعيات هذا العدوان الاسرائيلى والضغوط السياسية والاقتصادية المترتبة عليه ان اندلعت بعض اشتباكات بين بعض الفصائل الفلسطينية مما هدد باقتتال داخلى عيف غير ان جهود رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيس الوزراء والمساعى الحميدة التى قامت بها بعض الدول العربية
والامين العام للجامعة عمرو موسى قد أدت الى تطويق هذه الاحداث المؤسفة ممايتيح الفرصة امام تشكيل حكومة وحدة وطنية .
وطالب السفير محمد صبيح بضرورة التحرك العربى للضغط على المجتمع الدولى لتبنى آليات فعالة لايقاف الهجمة الاسرائيلية وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطينى فى الاراضى الفلسطينية المحتلة ورفع الحصار الاقتصادى وايجاد آليات دائمة لدعم الاقتصادى الفلسطينى المنهار واعادة بناء البنية التحتية ممايسمح بأن تكون التهدئة الحالية فرصة لاستئناف المفاوضات السياسية لتطبيق قرارات الشرعية الدولية .
ونوه صبيح باستمرار اسرائل فى انتهاكها الصارخ لحقوق الانسان فى الاراضى الفلسطينية المحتلة وبناء جدار الفصل العنصرى غير آبهة بالاضرار التى تلحقها هذه الاعمال بآلاف المدنيين الفلسطينيين ومصالحهم وتضرب عرض الحائط بجميع قرارات الشرعية الدولية بما تمارسه فى مدينة القدس من انتهاكات خطيرة والاستيلاء على
المدنية بخطوات استيطانية متسارعة ستفرض واقعا جديدا على الارض يستهدف حسم مصير المدنية المقدسة عموما والمسجد الاقصى االمبارك على وجه الخصوص ويضمن لاسرائيل سياسة ثابتة لها ومن ضمنها المساحة الاكبر من البلدة القديمة .
وحذر السفير محمد صبيح من استمرار استهداف اسرائيل للمسجد الاقصى وماتقوم به من حفريات تحته وبجانب جداره بشكل افقى عند الوصول الى اسفل الاساسات ممايعرض المسجد لخطر كبير اضافة الى قيام اسرائيل ببناء كنيس يهودى فى النفق الغربى ويصل طول النفق الكلى الى 530 مترا وهو أخطر الحفريات بسبب موقعه تحت الاقصى واتصاله بحائط البراق.
ودان صبيح بشدة سياسة اسرائيل فى المس بالامكان المقدسة المسيحية والاسلامية ومايجرى فى مقبرة مأمن الله التاريخية وغيرها من المقابر والمساحد والمزارات وقال انها انتهاكات غير مقبولة نحذر منها ومن عواقبها الخطيرة .
كما دان السفير محمد صبيح القوانين الاسرائيلية العنصرية التى ترمى الى تمزيق الاسر الفلسطينية بسبب حمل احد الزوجين لجنسية اخرى غير الاسرائيلية مما ادى الى الاضرار بآلاف الاسر وخاصة فى مدينة القدس .
واكد صبيح على ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية فلسطينية تأمن رفع الحصار عن الشعب الفلسطينى وتلتزم بمبادرة السلام العربية وقال انه من غير المفهوم أو المقبول هذا الصدام الذى يحدث على أرض الفلسطينيين فى ظل اجتياحات اسرائيلية واستيطان مستمر وتهويد القدس واستمرار بناء الجدار وخطف المواطنين واعتقالهم حتى بلغ عددهم فى السجون الاسرائيلية يربو على 11 الف بين طفل وأمرأة ومريض ومسن ووزير ورئيس مجلس تشريعى .
وأكد السفير محمد صبيح على موقف جامعة الدول العربية بأهمية تأمين حماية دولية للشعب الفلسطينى الذى يتعرض للمذابح واخرها مذبحة جنين واجتياح مدينة رام الله وحصار كامل للشعب الفلسطينى وخاصة فى قطاع غزة بينما قوات حفظ السلام تذهب الى الكثير من الامكان فى لمح البصر .
كما أكد على المطالبة بعقد مؤتمر دولى للسلام تحضره جميع الاطراف ذات الصلة وهو ما دعا اليه الامين العام للجامعة العربية بجلاء فى مجلس الامن الدولى وفى مؤتمر مدريد الذى عقد مؤخرا بمناسبة مرور 15 عاما على مؤتمر مدريد الاول وذلك لمواجهة حالة الجمود الراهنة فى عملية السلام وعملية المماطلة والتسويف التى يقوم بها الجانب الاسرائيلى .
وشدد صبيح على أهمية استمرار عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا" وعدم المساس باستقلاليتها باعتبارها عنوانا بارزا لالتزام دولى تجاه قضية اللاجئين وذلك فى ظل المحاولات المتكررة لانهاء الانروا ودمج عملها فى اطار عمل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين .
ومن جانبه ناشد زكريا الأغا رئيس دائرة شؤون اللاجئين فى منظمة التحرير الفلسطينية المؤتمر أن يخلص إلى حل سريع لوضع اللاجئين الفلسطينيين فى العراق الذين زادت معاناتهم فى العام الأخير وباتت حياتهم وممتلكاتهم مستهدفة بشكل مباشر لم يسبق له مثيل بحيث تضطلع الدول العربية وخاصة المضيفة منها للاجئين الفلسطينيين بدورها التاريخى المعهود من خلال توفير ملاذ أمن لهم يحقن دماءهم ويصون كرامتهم ويحفظ حقهم الطبيعى فى الحياة .. موضحا أن هناك مذكرة تفصيلية مرفقة حول أوضاعهم .
واعتبر الاغا أن عقد هذا المؤتمر تأكيد على مركزية القضية الفلسطينية فى الصراع أو بالأحرى الصراعات الشرق أوسطية ، ومحورية قضية اللاجئين الذين يمثلون ثلثى الشعب الفلسطينى ، كما أنه تجديد للإلتزام العربى الأصيل الذين يمثلون بتلك المحورية وتلك المركزية .
وأكد الاغا ، الذى يرأس المؤتمر ، على الدعم غير المحدود لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا وأنشطتها فى كافة مناطق عملياتها ... لافتا الانتباه إلى المحاولات الدؤوبة للنيل من أداء الأونروا ووجودها وهى المحاولات التى تقودها إسرائيل بشتى الأشكال والأدوات بدءا من الاعتداء على مرافقها وإعاقة عملها وتقييد حركة العاملين فيها ، وصولا إلى التحريض عليها وتجنيد الأنصار فى مراكز صنع القرار الدولى ضدها .
وناشد الدول المانحة زيادة دعمها للأونروا كتى تتمكن من مواجهة الأعباء المتزايدة عليها كما حثها على استخدام نفوذها كى توقف السلطات الإسرائيلية استهداف مرافق الأونروا والعاملين لديها .
وأشار إلى أن المؤتمر يعقد بعد أن شهد العام المنصرم تصاعدا واشتدادا للهجماتت العدائية المختلفة على امتداد ساحة الوطن العربى فعلى الصعيد الفلسطينى واصل الاحتلال الإسرائيلى تصعيده ضد الشعب الفلسطينى ، كما تواصل بناء الجدار الفاصل والمستوطنات وتهويد القدس غير أبه القرارات الدولية .
وقال إن مما زاد الواقع الفلسطينى تعقيدا تواصل الحصار المالى والاقتصادى على الشعب الفلسطينى عقابا له على بعد الانتخابات الأخيرة الأمر الذى أوصل الشعب الفلسطينى إلى مستويات خطيرة من الفقر والحاجة .
ومن جانبها ناشدت رئيسة وفد مصر الوزير مفوض راندا لبيب مدير ادارة شؤون فلسطين بوزارة الخارجية كافة القوى الفلسطينية صون الدم الفلسطينى والوحدة الوطنية الفلسطينية للعمل يدا واحدة على إزالة الاحتلال الإسرائيلى .
وأعربت عن اعتقادها بأن التطورات والأحداث التى تشهدها الساحة الفلسطينية فى الوقت الحالى هى الأخطر فى تاريخ الشعب الفلسطينى مشيرة إلى أن الأزمة الحالية انتهك فيها حرمة الدم الفلسطينى .. داعية إلى ضرورة العمل على عدم استفحال هذه الأزمة وبذل كل الجهود لتشكيل حكومة وطنية فلسطينية تمكن الشعب الفلسطينى من التعامل الخطر الحقيقى وهو المساعى الإسرائيلية لمصادرة الأراضى الفلسطينية والاستيطان وتهويد القدس وهى أمور تجهل الهدف الفلسطينى بتأسيس دولة مستحيلا .
وأشارت إلى الجهود التى تبذلها مصر فى لمنع اقتتال فلسطينى فلسطينى ومشاركة الوفد الأمنى المصرى فى غزة فى كافة مفاوضات وقف إطلاق النار بين الفصائل .. لافتة إلى مناشدة الرئيس حسنى مبارك ووزير الخارجية السيد أحمد أبو الغيط الفصائل الفلسطينية وقف الاقتتال والتعالى على الخلافات التى تسىء إلى الشعب الفلسطينى .
وأوضحت أن مصر تواصل جهودها لرفع الحصار عن الشعب الفلسطينى الذى فرض عليه لأنه مارس حقه فى إجراء انتخابات ديمقراطية شهد العالم بشفافيتها كما تتواصل الجهود مع القوى الدولية فى هذا الشأن وخاصة الإتحاد الأوروبى .
وقالت إن جهود مصر لمساعدة الشعب الفلسطينى تشمل إدخال مئات الأطنان من المواد إلى الأراضى الفلسطينى ، والربط الكهربائى لقطاع غزة مع مصر ، والعمل على الربط الدائم للقطاع مع شبكة الربط الكهربائ العربى ، والعمل على إحياء عملية السلام وإجراء مفاوضات جادة فى إطار جدول زمنى محدد .
ويناقش المؤتمر على مدى أربعة أيام بمشاركة وفود من فلسطين ومصر والاردن وسوريا ولبنان والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامى التطورات السياسية الخطيرة الجارية فى الاراضى الفلسطينية والاعتداءات المتواصلة لجيش الاحتلال الاسرائيلى وجهود تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية .
كما يناقش المؤتمر ايضا عدة قضايا هامة وعلى رأسها قضية القدس وماتتعرض له من هجمة اسرائيلية شرسة ومحاولات مستمرة لتهويدها وطمس الهوية العربية والاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية .. وقضية جدار الفصل العنصرى واستمرار اسرائيل فى قيامها ببناء الجدار وابتلاع الاراضى الفلسطينية والاضرار الناتجة عنه الى جانب متابعة تطورات الانتفاضة ودعمها وتحركات الامانة العامة للجامعة العربية فى اطار دعم الانتفاضة والتحركات التى تقوم بها على المستوى الدولى لتحريك ودفع عملية السلام . فضلا عن مناقشة قضية "" اللاجئين الفلسطينيين " وأخر تطورات أوضاعهم فى الدول العربية المضيفة وماتقدمه الدول العربية المضيفة من خدمات للاجئين الفلسطينيين الى جانب اوضاع اللاجئين الفلسطينيين فى العراق ومايتعرضون له من مخاطر والجهود المبذولة من قبل الامانة العامة للجامعة العربية لمواجهة هذه الاوضاع الخطيرة.
وبين القضايا التى سيناقشها المؤتمر نشاط وكالة الاونروا وأوضاعها المالية ومتابعة الخدمات التى تقدمها الوكالة للاجئين الفلسطينيين وسبل دعم وكالة الاونروا للقيام بمهامها خاصة جهود الامين العام للجامعة العربية فى هذا المجال كما تتطرق المناقشات ايضا الى الاستعمار الاستيطانى والهجرة اليهودية وأخر التطورات الخاصة بالنشاط الاستيطانى الاسرائيلى والهادف الى ابتلاع الاراضى الفلسطينية وأخر الخطوات الاسرائيلية الخاصة بطرد السكان العرب من النقب وتوطين اليهود مكانهم الى جانب قضية التنمية فى الاراضى الفلسطينية وجهود توفير الدعم المالى لموازنة السلطة الوطنية الفلسطينية وتقديم المساعدات للشعب الفلسطينى والدور الهام الذى تقوم به جامعة الدول العربية والدول العربية فى هذا الشأن .