الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

حسن بدر .. تردد في الذهاب إلى عمله قبل أن يسقط شهيداً على مشارف القدس

نشر بتاريخ: 30/07/2012 ( آخر تحديث: 31/07/2012 الساعة: 09:09 )
رام الله- خاص معا- وكأن الشهيد حسن بديع عمر بدر "47 عاما" كان يعلم أن يوم الأحد سيكون موعد استشهاده، فكان متردداً في الذهاب إلى مكان عمله، فعاد من السيارة التي ستقله إلى القدس مرتين، ليودع زوجته وابنيه، قبل أن يغادر المنزل إلى غير رجعة، ليسقط شهيداً برصاص ما يسمى بـ "حرس الحدود" عند مدخل الزعيم المؤدي إلى مدينة القدس.

تردد الشهيد حسن عن الذهاب إلى عمله، جعل زملاءه في العمل يمازحونه بأنه كما لو أنه يودع منزله وعائلته الصغيرة، كما دفع الفضول زوجته لتلحق به، ولكنه كان قد غادر المكان.

زوجة وولدين ترك الشهيد حسن بدر خلفه، كان يبذل قصارى جهده ليوفر لهما حياة كريمة، من خلال عمله في قطاع البناء في مدينة القدس.

|184119|أحلام وآمال كانت لدى الشهيد حسن، فكان يسعى إلى أن يكمل بناء طابقين في منزله لولديه، ليؤمن لهما مكاناً للسكن بعد زواجهما، وكان يحلم أن يرى أبنه علاء قد بات مهندساً مثلما رغب دوماً، كان يأمل أن يحمل وزوجته أحفاده، ولكن الاحتلال يبقى العائق دوماً بين الفلسطيني وأحلامه الطبيعية البسيطة.

على حاجز الزعيم، المؤدي إلى القدس كانت نهاية حياة رجل بذل الجهد والعرق ليوفر المتطلبات لعائلته الصغيرة، ولكنه كان يعلم على ما يبدو أنه سيرتقي شهيداً، فكان حديثه ذو شجون مع عائلته عقب تناوله إفطار الأخير في رمضان، ليغادر منزله الذي شيده بجيده ويديه وعرقه وكده وتعبه إلى غير رجعة.

|184118|وباتت منى بدر أرملة الشهيد تكره يوم الأحد، مثلما كان زوجها يفعل، كونه اليوم الذي يضطر فيه إلى التوجه إلى مكان عمله ، ولكن العائلة لم تكن تعلم أن يوم الأحد، الذي اعتاد الشهيد أن يترك فيه عائلته على أمل العودة، سيكون هو ذات اليوم، الذي لن تكتب له فيه العودة، لتكتوي العائلة بمرارة الفراق.

بكاء أرملة الشهيد وعويلها دفع كل من تواجد في المنزل من قريبات العائلة ومن أهالي القرية إلى مشاركة الأرملة المكلومة النحيب والعويل على فراق زوجها، الذي قضى وهو يبحث عن قوت أبنائه.

وكانت منى قد طالبت زوجها كما كل مرة، أن يحادثها هاتفياً حين يصل إلى مكان عمله، ولكن ابنها الذي علم بما أصاب والده، أخبرها أن والده اتصل وأنه بخير، لتصحو الأرملة صباحاً على نبأ استشهاد زوجها ورفيق عمرها، وقد أعجز الفقدان لسانها طويلاً، وتهدج صوتها بفعل قوة الصدمة.

|184117|خرج الشهيد حسن إلى مكان عمله باحثاً عن إطعام عائلته الصغيرة، ولإتمام بناء منزله ومنزل ولديه، ولكنه لم يكن يعلم أن من يبحث عن قوت أولاده بات معرضاً للقتل برصاص احتلال، يفرغ جنوده مللهم بقتل الشعب الفلسطيني.

الإبن الأصغر للشهيد حسن، علاء، الذي حصل على معدل مرتفع في امتحان الثانوية العامة، وفي لوصية ابيه الشهيد بأن يدرس الهندسة نزولاً عند رغبة الشهيد، ليبدأ الخطوة الأولى بقبوله في كلية الهندسة، ليعد والده الشهيد بأن يجتهد في دراسته حتى يصبح مهندساً، مثلما كانا يتحدثا قبل الخروج الأخير للشهيد.

خال الشهيد حسن، لطفي بدر يؤكد أن الشهيد حسن كان يمتلك تصريحاً خاصاً للعمل في إسرائيل، وأنه لم يكن يذهب إلى عمله بشكل مخالف للقانون.

|184116|ويرفض لطفي، كما باقي أفراد العائلة، ادعاءات جيش الاحتلال التي ادعت بأن السيارة داهمت حاجز الزعيم، كون إفادات شهود العيان للعائلة أكدت أن الجنود أطلقوا النار على السيارة ومن بداخلها وهي متوقفة تماماً.|184115||184114||184113|