الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

رفض فلسطيني لتصريحات رومني: هذا الإنسان بحاجة لتعلم الكثير

نشر بتاريخ: 31/07/2012 ( آخر تحديث: 01/08/2012 الساعة: 09:38 )
رام الله – خاص معا- عبر مسؤولون فلسطينيون عن رفضهم التام لتصريحات المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، ميت رومني، الذي اعتبر فيها أن القدس هي عاصمة إسرائيل، وأن حل الدولتين وحدودهما هو أمر حصري بالفلسطينيين والإسرائيليين، كما اعتبر أن الفجوة بين الاقتصاد الإسرائيلي والفلسطيني نابعة من الثقافة.

تصريحات المرشح الرئاسي أثارت موجة من الرفض والاستنكار في الجانب الفلسطيني، الذي اعتبر أن هذه التصريحات تنهي حلم اقامة الدولتين، وتعقد الأمور ولا تساعد على الحل.

وكان رومني قال خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، أنه يؤيد حل الدولتين على أن يحدد الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي الحدود بينهما، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدعم البلدين لرسم حدود الجانبين، التي يجب أن يتم التفاوض عليها، معتبراً أن الحائط الغربي هو جزء من إسرائيل، وأنه يجب حل الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول البناء الاستيطاني بهدوء وليس في العلن.

عريقات :رومني مارس العنصرية

وفي هذا السياق، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات، أن "رومني مارس العنصرية عندما اعتبر أن "الفجوة بين الاقتصاد الإسرائيلي والفلسطيني نابعة من الثقافة".

وقال د. عريقات: إن هذا الإنسان بحاجة إلى تعلم الكثير، فهو يجهل الحقائق ويجهل حقيقة المنطقة وتاريخها وثقافتها وحضارتها، فأولاً هو انزلق بتصريحات حول القدس، معتبرًا إياها عاصمة لإسرائيل، وهو ما يعني فعليا تدمير عملية السلام.

وأكد د. عريقات أن كل من يتحدث عن حل الدولتين يعرف أنه حل يقوم أساسا على دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما نصت على ذلك كل المواثيق والقرارات الدولية.

وأوضح د. عريقات أن رومني "انزلق بتصريحات عنصرية عندما فسر النمو الاقتصادي الإسرائيلي بأنه جاء بسبب التفوق الثقافي، وهذه عنصرية لأن أي شخص يعرف الاقتصاد في المنطقة يدرك أن الاحتلال الإسرائيلي هو العقبة أمام الاقتصاد الفلسطيني، وأنه لا يمكن للاقتصاد الفلسطيني أن ينمو بالشكل المطلوب من دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

الخطيب: القضية الفلسطينية لا يمكن أن تحل إلا وفق القانون الدولي

من جهته، قال مدير المركز الاعلامي الحكومي، د. غسان الخطيب إنه في كل انتخابات أمريكية تجري المزاودة لصالح إسرائيل، وضد فلسطين من جانب المرشحين الأمريكيين.

وأضاف د. الخطيب: هذا الأمر مؤسف، ولا يساعد في إعطاء الولايات المتحدة إمكانية دور جاد وحقيقي بسبب هذا الانحياز المبالغ به لصالح إسرائيل.

وأكد د. الخطيب غلى أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تحل إلا وفق القانون الدولي، الذي يجب أن تلتزم به الإدارة الأمريكية إذا كانت ترغب فعلا بأن تساعد في الحل .

وأضاف د. الخطيب: القانون الدولي والشرعية الدولية تقتضي انهاء الاحتلال الاسرائيلي بما فيه القدس الشرقية المحتلة وإقامة دولة فلسطين مستقلة على حدود ال 67، اضافة لعودة اللاجئين الفلسطينين الى ديارهم.

واعتبر د. الخطيب كل ما يخرج عن ذلك هو إعاقة للحل السياسي، وهو يساهم في تعزيز مكانة اليمين المتطرف في إسرائيل.

وختم د. الخطيب قائلاً: نحن كفلسطينيين وعرب ومسلمين ومسيحيين يجب أن نعمل بشكل مستمر على مقاومة هذه التوجهات التي تبرز إبان الانتخابات كل أربعة أعوام في الولايات المتحدة، كما يجب أن يكون هناك تكاتف من قبل كل الأطراف الفلسطينية العربية والدولية لتثبيت القدس عاصمة للدولة الفلسطينية كون ذلك شرطاً مسبقاً للحل السلمي القائم على العدل والشرعية الدولية.

ابو ليلى: هذا الرجل لا يفقه شيئاً في أحوال المنطقة

من قبله، أعرب عبر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، قيس عبد الكريم "أبو ليلى"، عن رفضه لتصريحات المرشح الأمريكي، مشيراً إلى أنها تصريحات لا يؤبه بها، وبأنها عديمة القيمة والمغزى.

وأضاف أبو ليلى: هذا الرجل لا يفقه شيئاً في أحوال المنطقة، وتصريحاته تنم عن جهل فائق وعدم معرفة بالعديد من الملفات الدولية، وهو منخرط انخراطاً كاملاً في بورصة المزايدات الانتخابية، ويسعى بالدرجة الرئيسية ليس فقط وراء أصوات اليهود، وإنما أيضاً وراء أموال اللوبي اليهودي.

وأضاف أبو ليلى: هو ينحدر ويتدهور أكثر فأكثر في السياسة الأمريكية إلى مستنقع معزول عن الرأي العام الدولي، وعن المجتمع الدولي والشرعية الدولية.

وأكد أبو ليلى على أن العلاقات الاستراتيجية بين أمريكا وإسرائيل هي العنصر الأهم في السياسة الأمريكية في المنطقة، وبالتالي تعبر الولايات المتحدة عن إنحيازها لإسرائيل، ويصبح من المشكوك بأنها تستطيع أن تقوم بدورها كراع حقيقي للعملية السياسية لحل الصراع العربي الإسرائيلي.

وأشار أبو ليلى إلى ضرورة الضغط على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة باعتباره مطلباً عربياً وإسلامياً، قائلاً: مطلوب إفهام الولايات بكل إداراتها وجميع المرشحين لرئاستها بأن للعرب قوة المال والإمكانيات للضغط على مصالح الدولة الأمريكية، كما للوبي الصهيوني قوة للضغط على المرشحين.

وأضاف أبو ليلى: من مصلحة الولايات المتحدة أن تنظر بإيجابية، وأن تلعب دوراً متوازناً إلى جانب الشرعية الدولية فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، وهذا لا يتأتي من خلال المناشدات، وإنما من خلال الضغط الملموس على مصالحها وهي كثيرة في منطقتنا.

شاهين: موقف رومني يعتبر امتداداً للسياسة الأمريكية التاريخية

من جانبه، اعتبر الكاتب المحلل السياسي خليل شاهين أن رومني في زيارته الانتخابية الى اسرائيل حاول ان يظهر ملكيا اكثر من الملك نفسه، بل أن بعض المراقبين الاسرائيليين قالوا انهم سمعوا صوت رومني يردد كلمات نتنياهو معتقدا بانه كان متطرفاً في عدائه للحقوق الفلسطينية أكثر من المتطرفين الإسرائيليين أنفسهم.

وأضاف شاهين: لا يزال رومني منافساً في الانتخابات، أما أوباما فقد ذهب أبعد من رومني في الإجراءات التي اتخذها وليس فقط فقط التصريحات، لا سيما بعد تشريع الدعم العسكري المقدم لإسرائيل بشكل ملزم لأي رئيس قادم، اضافة إلى تقديم مساعدات واسعة النطاق لإسرائيل فيما يتعلق بالعتاد الذي يعزز يد إسرائيل الطولى في المنطقة.

واعتبر شاهين أن موقف رومني يعتبر امتداداً للسياسة الأمريكية التاريخية المنحازة لصالح إسرائيل، ليس فقط فيما يتعلق بدعم تفوق إسرائيل العسكري في الشرق الأوسط، بل وفي تأييد الاحتلال على الأرض الفلسطينية.