"المصيدة" تحرم المرضى من الهناء بالشفاء
نشر بتاريخ: 01/08/2012 ( آخر تحديث: 01/08/2012 الساعة: 16:53 )
غزة- خاص معا- قهر وألم لا نهاية له يصيب أهالي المرضى أو المرضى أنفسهم خلال تنقلهم عبر معبر بين حانون "ايريز" شمال قطاع غزة لتلقي العلاج في الشق الآخر من الوطن أو في إسرائيل، حيث بات هذا المعبر "مصيدة" إسرائيل لاعتقال من تريد من الفلسطينيين الذين تدفعهم حاجاتهم الإنسانية للسفر خلاله.
إيهاب أبو الجديان واحد من بين العشرات الذين تم اعتقالهم على معبر بيت حانون بعد أن خضعوا لمراحل طويلة من التحقيقات والإذلال والتعذيب داخل غرف المقابلات، حيث تستدعي إسرائيل المريض أو مرافقه عدة مرات قبل أن تقدم على اعتقاله.
وكانت قوات الاحتلال المتمركزة في معبر بيت حانون (إيرز) قد اعتقلت أبو الجديان (35 عاماً) منذ 5 شهور أثناء ذهابه لمقابلة أمنية لغرض السفر إلى الضفة، بهدف نقل طفليه الكفيفين من مدرسة الشروق الخاصة للمكفوفين في بيت جالا بمحافظة بيت لحم، إلى مكان سكنه في قطاع غزة، ثم طلبت المخابرات الإسرائيلية مقابلته، وبعد ذهابه تم اعتقاله.
|184228|
يقول أحمد احد أبنائه المكفوفين: "كان والدنا يريد القدوم لاصطحابنا من بيت لحم إلى غزة لقضاء العطلة الصيفية لكن الاحتلال اعتقله على المعبر وحرمنا من لقائه، ونحن اليوم نفتقده خاصة في رمضان ونتمنى ان يكون بيننا في العيد.
من جانبه أوضح بهاء أبو الجديان أن شقيقه معتقل منذ 5 شهور دون توجيه أي تهمة له، مشيرا إلى أنه قد يعرض على المحكمة في الشهر المقبل بحسب المعلومات التي جاءت بها زوجته ووالدته اللتان زارتاه أمس الثلاثاء في سجن عسقلان.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية عن الفترة من 1/1/2012 وحتى 30/5/2012, أن سلطات الاحتلال رفضت طلبات (38) مريضاً من بينهم (14) من النساء، كما أجلت الرد على طلبات (199) مريضا من بينهم (89) من النساء، وبلغ عدد المرضى الذين قابلوا المخابرات على معبر بيت حانون (ايرز) 91 مريضا منهم 53 رجلا و38 من النساء.
مركز الميزان لحقوق الإنسان رصد في العام 2012 اعتقال ثلاثة مرضى وأحد المرافقين أثناء توجههم للعلاج في الداخل عبر معبر بيت حانون.
وبين سمير زقوت الباحث الميداني في المركز أن ما يتعرض له المرضى من اعتقالات تمثل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني ليس فقط على صعيد حرية الحركة والتنقل المكفولة للأفراد والحق في أعلى مستوى من الصحة وإنما ينطوي عليها حق الإنسان في الحياة.
|184229|
وقال زقوت: إن "اعتقال المرضى انتهاك مركب لحقوق الإنسان لان معظم هؤلاء المرضى يعانون من أمراض خطيرة وتأخير العلاج قد يهدد حياة الكثيرين منهم".
وأكد زقوت أن "صمت المجتمع الدولي يشجع الاحتلال على مواصلة هذه الانتهاكات وتصاعدها ويحلل إسرائيل من التزاماتها القانونية بموجب قواعد القانون الدولي الإنساني وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة".
وتعتبر ممارسات الاحتلال بحق المرضى الفلسطينيين على المعابر انتهاكا للقانون الدولي الإنساني وخاصة اتفاقية جينيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين أثناء الحرب.