الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: سنواصل رعاية الكفاءات والأندية والمؤسسات الرياضية

نشر بتاريخ: 01/08/2012 ( آخر تحديث: 01/08/2012 الساعة: 13:18 )
رام الله- معا- أفرد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض حديثه الإذاعي الأسبوعي، حول مشاركة فلسطين في الدورة الحالية لأولمبياد لندن 2012، التي انطلقت فعالياتها يوم الجمعة الماضي، حيث يشارك فيها وفد رياضي فلسطيني أولمبي.

وأشار خلال حديثه إلى أن علم فلسطين قد رُفع في هذه الأولمبياد للمرة الخامسة على التوالي، حيث كانت فلسطين قد شاركت في أربع دورات سابقة في "أتلانتا 1996" و"سيدني 2000" و"أثينا 2004" و"بكين 2008".

واعتبر رئيس الوزراء أن المشاركة الفلسطينية هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة، لأن لاعب الجودو ماهر أبو ارميلة سيشارك بجدارة واستحقاق في هذه الأولمبياد، بعد أن حقق الحدّ المطلوب للمشاركة من خلال النقاط التي جمعها خلال مشاركته في بطولات عربية ودولية سابقة، وليس كمنحة شرفية كما جرت العادة في المرات السابقة. كما يشارك السباحان الفلسطينيان بموجب منحة شرفية، بعد أن أمضيا حوالي سنة كاملة في إسبانيا ضمن معسكرٍ تدريبيٍ في أفضل الأكاديميات المتخصصة في السباحة، وكذلك الحال بالنسبة لإيهاب الفرا، وورود صوالحة اللذين أمضيا 3 أشهر في معسكرٍ تدريبي في مصر. وقال "هاهم أبطالنا يشاركون بروح التحدي والإصرار على الحضور الفاعل، وليس لمجرد المشاركة فقط".

وأوضح فياض أن ما يميز هذه الدورة الأولمبية أن الصحافة البريطانية في إطار تغطيتها الإعلامية أبرزت القدس باعتبارها عاصمة دولة فلسطين، الأمر الذي يؤشر بشكل واضح أن الرياضة بمختلف مكوناتها، وفي سياق هكذا مناسبات دولية كالأولمبياد، تشكل واحدة من الوسائل الهامة لإبراز، ليس فقط اسم فلسطين، بل قضية شعبنا الفلسطيني وحقوقه العادلة، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره والعيش بحرية وكرامة في كنف دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، والتأكيد على أن القدس الشرقية هي عاصمة هذه الدولة،

وقال "نعم، إن هذا الحدث يأتي ليبرز مكانة فلسطين، والرياضة الفلسطينية، في أهم المحافل الرياضية الدولية، وفي واحدة من عواصم العالم الهامة. كما يأتي في إطار حضور سياسي دولي بارز، وإعلامي مميز. وهو يأتي أيضاً في سياق التحولات الملموسة على صعيد الرأي العام الدولي لجهة المزيد من الإقرار بحقوقنا الوطنية، وفي مقدمتها حق شعبنا في الحرية والاستقلال، وفي ممارسة دوره الطبيعي في إطار الأسرة الدولية بمختلف مكوناتها وأبعادها الثقافية والتراثية كما حدث في منظمة اليونسكو، وفي المحافل الرياضية، كما يجري في أولمبياد 2012، وفي غيرها من المحافل المؤثرة في صنع وتغيير الرأي العام الدولي".

وأشار رئيس الوزراء إلى أن المشاركة في هذا الحدث الرياضي الدولي الهام، تأتي رغم نقص الموارد والإمكانيات المتاحة، وبالرغم من العراقيل والممارسات الإسرائيلية، والمتمثلة في استمرار الاحتلال بمنع أبطال الرياضة الفلسطينية، والطواقم التدريبية من الانتقال والسفر بحرية، وخاصة بين قطاع غزة والضفة الغربية، بسبب الحصار ونظام التحكم والسيطرة الإسرائيلي المفروض على شعبنا. وذلك بالإضافة إلى إعاقة وصول التبرعات من المواد والمعدات الرياضية، وكذلك الاستمرار في وضع العراقيل أمام تطوير المنشآت الرياضية.

وأكد فياض على أن هذا الحدث، وبمشاركة أبطال فلسطين فيه، إنما يأتي ليعكس انجازات الرياضة الفلسطينية على أرض الواقع، وما حققته خاصة في السنوات الأخيرة من انفتاح وتواصل في كافة المحافل الرياضية العربية والقارية والدولية، والتي بلغت تميزها الواضح في بطولة فلسطين في ذكرى النكبة أواسط أيار من العام الجاري، وقال "نعم، إن هذا الحدث، وبمشاركة أبطال فلسطين فيه، إنما يأتي ليعكس انجازات الرياضة الفلسطينية على أرض الواقع، وما حققته خاصة في السنوات الأخيرة من انفتاح وتواصل في كافة المحافل الرياضية العربية والقارية والدولية، والتي بلغت تميزها الواضح في بطولة فلسطين في ذكرى النكبة أواسط أيار من العام الجاري، حيث استضافت فلسطين فرقاً رياضية من الأردن، واندونيسيا، وباكستان، وأوزباكستان، وفيتنام، وسيرلانكا، وتونس، وموريتانيا، والعراق، لتحمل جميعها للعالم بأسره رسالة شعب فلسطين بأبعادها ومضامينها الإنسانية والحضارية السامية متجسدة في لغة الرياضة وقيمها المؤثرة، حيث أظهرت بصورة واضحة حجم المعاناة الواقعة على الإنسان الفلسطيني والرياضة الفلسطينية، ومظاهر الظلم والقهر التي يعاني منها شعبنا. كما أبرزت، في نفس الوقت، عناصر الإصرار والتحدي للتغلب على هذه المعاناة والمصاعب".

وأكد رئيس الوزراء، خلال حديثه، على أنه السلطة الوطنية قد خصصت، وفي إطار سعيها لتعميق الجاهزية الوطنية لإقامة دولة فلسطين، جزءاً رئيسياً من برنامجها لقطاع الشباب والرياضة الذي يهدف إلى خلق قيادات مجتمعية مؤهلة ومدربة من الطلائع والشباب للمساهمة في بناء الدولة ومؤسساتها، وتوفير البنية التحتية الشبابية والرياضية من منشآت ومرافق قادرة على تلبية احتياجات الشباب والرياضة الفلسطينية، واستضافة المشاركات الشبابية والرياضية على المستوى العربي والإقليمي والدولي، وقال "عكس ذلك قناعتنا التامة بأن قطاع الشباب في فلسطين يمتلك طاقة خلاقة على صعيد قيادة التغيير والبناء والإبداع والتميز، إيمانا من السلطة الوطنية بأن تنمية هذا القطاع وتغيير واقعه نحو الأفضل إنما هو ركيزة أساسية من ركائز الاستقرار المجتمعي والرفاه الاجتماعي"، وأضاف "لقد تمكنت السلطة الوطنية من بناء وإعادة تأهيل وتوسيع نطاق البنية التحتية الرياضية. فبالإضافة إلى الملاعب الدولية التي تمت إقامتها في الرام، ونابلس، والبيرة، والخليل، ودورا، والعديد من الصالات الرياضية المغلقة والأندية المنتشرة في مختلف أنحاء الوطن، فهي تعمل على إنشاء وتهيئة 50 مرفقاً رياضياً جديداً، ضمن المواصفات العالمية لمنظمة الفيفا، و5 مرافق لممارسة الشباب للأنشطة الترويحية، بالإضافة إلى تطوير وتجهيز 60 من النوادي والمراكز الشبابية".

وتابع "كما نعمل على النهوض بعمل الاتحادات الرياضية والفرق الممتازة، ورعاية الكفاءات والأندية والمؤسسات الرياضية المختلفة، لكي نكون جزءاً فاعلاً من الاهتمام الكوني بالرياضة، وقادرين على مواكبة التطور الحاصل في عالم الرياضة".

وتوقف رئيس الوزراء بإجلال أمام شهداء الرياضة الفلسطينية، وكل شهداء شعبنا، وخص بالذكر الشهداء أبطال منتخب فلسطين وجيه مشتهى، و أيمن الكرد، واللذيْن استشهدا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في نهاية عام 2008.

وفي ختام، حديثه حيا رئيس الوزراء الفريق الفلسطيني المشارك في الألعاب الاولمبية. وقال "يسعدني كثيرا بأنني كنت معهم في حفل الافتتاح في لندن، وهم يمثلون فلسطين ويحملون العلم الفلسطيني للمرة الأولى بالتأهل بجدارة". وأكد مجدداً التزام السلطة الوطنية بمواصلة تقديم كل إشكال الدعم للارتقاء بمستوى ومكانة الرياضة الفلسطينية، ولتعزيز روح المنافسة الايجابية فيها، بعيداً عن التجاذبات السياسية، لتكون الرياضة دوماً رسالة محبة وسلام، وأساساً متيناً للوحدة والتضامن بين كل قطاعات شعبنا وفئاته المختلفة، وكذلك جسراً للتواصل مع كل شعوب العالم، وقال "رسالة الرياضة الفلسطينية اليوم هي رسالة شعبنا الذي ما يزال يرزح تحت وطأة الاحتلال وإرهاب مستوطنيه، بأنه آن الأوان لإنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا، من تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة القادرة على رعاية أبنائها وتطوير قدراتهم ومواهبهم وتلبية تطلعاتهم في الإبداع والمعرفة".