الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس: الحرب القادمة هي حروب المياه

نشر بتاريخ: 02/08/2012 ( آخر تحديث: 02/08/2012 الساعة: 13:16 )
الخليل-معا-تطرق الرئيس محمود عباس، خلال زيارته لمدينة الخليل امس للحديث عن الوضع السياسي الصعب وايجابيات التوجه للامم المتحدة اضافة الى ملف المصالحة وضرورة عودة لجنة الانتخابات للعمل في غزة فضلا عن الحديث عن المشكلات اليومية التي يعانيها المواطنون بسبب الاحتلال لا سيما مشكلة المياه والتي قال ان الحرب القادمة هي حروب المياه.

كما تحدث الرئيس باسهاب عن مدينة الخليل وقال "إن ما يميز الخليل أنها تدعم الصناعة، ففيها أكثر من 3000 مصنع، وهذه المصانع تحقق التنمية أكثر من القطاعات الأخرى، وتشجيعا للصناعة فإن صندوق الاستثمار الفلسطيني خصص مبلغ 60 مليون دولار لقروض صناعية، يجب استثمارها والاستفادة منها مما يفيد ويشجع عملية التنمية في الوطن".

ودعا الرئيس عباس خلال كلمته امام المجلس الاستشاري والتنفيذي لمحافظة الخليل، للابتكار والتميز والابداع، مستشهداً بالعديد من قصص التميز والنجاح التي قدمتها وتقدمها الخليل على المستوى الوطني والعالمي.

وأعرب، عن سعادته بزيارة محافظة الخليل، قائلاً:" لقد رأيت في الخليل الإصرار من قبل أهلها للبناء والتنمية، فتجولت في مرافقها الحيوية، وشاهدت الصالة الرياضية المغلقة التي هي ربما الأروع في الوطن، وأسعدني أكثر أنني رأيت أن أخواتنا وبناتنا يقبلن على التدرب في هذه الصالة أكثر من الرجال، وهذا يدل على تطور وتنوع لمدينة الخليل أكثر."

وأضاف، "لقد سمعت عن مشكلة المياه وسمعتها مرارا، فإن المحافظة تعاني العطش وكذلك المزارع والمواشي لكن علينا أن نفكر كيف نخرج من هذه الأزمة المستمرة، وأن نبحث عن حلول، وشاهدت عقولا جبارة قادرة على صنع المعجزات في عصر لا يوجد فيه معجزات، لكن شعبنا قادر على صناعة المعجزات لتلبية احتياجاتنا ".

وقال الرئيس عباس:" إن أزمة المياه تؤرقنا ونفكر بحلول لها، ففي غزة هناك مشروع لتحلية المياه بالتعاون مع دول البحر الأبيض المتوسط الذين ساعدونا في تحلية المياه، لأن المياه هناك ملوثة بنسبة أكثر من 90%، لذلك سنفكر بحلول لموضوع المياه هنا في الضفة".

وأبدى استعداده للتعاون مع الأردن واسرائيل في سبيل توفير المياه، مشيراً الى أن الحروب القادمة هي "حروب المياه، وكما فكرنا بحل أزمة المياه في غزة علينا أن نفكر في حل أزمة المياه في الضفة". كما قال الرئيس عباس.

وفي الموضوع السياسي، قال الرئيس:" إننا نتعرض لضغوط وتجويع وتعطيش اضافة للحصار لكن شعارنا "إنا هنا باقون"، نحن ثابتون على أرضنا وراسخون ومتجذرون ولن نخرج منها، ولن نعيد تجارب الـ48 و67، ومن يخرج من أرضنا لن يعود وسيحل محله شخص غريب عن أرضنا.".

وزاد الرئيس:" لقد لامست وعشت الكثير من الشكاوى والمضايقات اليومية جراء الاحتلال، ومع ذلك سنبقى صامدين، فعندما أخرج وأعود أحتاج إلى تصريح وهذه مشكلة كبيرة، ولكننا سنصبر ونتحمل ولن نتيح له (الاحتلال) الفرصة ليخرجنا من أرضنا."

وتطرق في كلمته للحديث عن محاولات السلطة للحصول على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، مضيفاً:" إن شاء الله سنحصل على الدولة هذا العام، وإن لم نحصل عليها هذا العام فالعام التالي، والتالي، وإننا في النهاية سنحصل عليها ونحن أهل البلاد، ونريد سلاما قائما على العدل والمساواة، يعطينا ما منحتنا إياه الشرعية الدولية، دولة فلسطينية على حدود عام 1967 كاملة خالية من المنغصات، الأمر الذي يؤيده كل العالم."

وتابع الرئيس، "لدينا أساليب كثيرة لنتحمل ونقاوم، واتفقنا مع جميع الفصائل على تفعيل المقاومة الشعبية برفع صوتنا أمام العالم لنقول لهم إننا نريد حقنا، فهذه المقاومة هي أكثر تأثيرا واستجابة على المجتمع الدولي لذلك علينا استثمارها وألا نترك فرصة لضياعها".

وقال:"ذهبنا للحصول على عضوية فلسطين في مجلس الأمن الدولي إلا أننا لم نستطع الحصول على الأصوات التسعة، لذلك نسعى للحصول على عضوية غير كاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكن حينها سيصبح اسم فلسطين دولة تحت الاحتلال، ولن يستطيع الاحتلال إجراء أي تغيرات على المسمى".

وأضاف، أنه لا بد من الحصول على هذا الحق رغم الصعوبات والضغوطات، خاصة أن هناك 133 دولة تعترف بنا وهناك علاقات معها، وهذه قضية هامة ولن نتراجع عنها، مشيرا إلى أن الحصول على العضوية لا يعني التخلي عن المفاوضات فهناك قضايا مهمة لن نستطيع إنهائها من دون المفاوضات مثل القضايا الست والأسرى، ولن نسمح أن تبقى أرضنا عرضة لنهب الاستيطان.

وفي موضوع المصالحة، قال الرئيس في كلمته:" إن الانتخابات تعتبر أساس المصالحة، والتعددية أساس النظام الفلسطيني، وخير دليل على ذلك عندما فازت حماس في الانتخابات سلمناها الحكم، لذلك لا بد من السماح للجنة الانتخابات المركزية العمل في قطاع غزة، لأنها تحتاج للإعداد، وسكان القطاع لم يسجلوا منذ عام 2007 أي أن هناك أكثر من 200 ألف مواطن غير مسجلين لا بد من تسجيلهم".

وأضاف، إلى الآن لا نعرف لماذا أوقفت حماس عمل لجنة الانتخابات المركزية، والمصالحة تعني الانتخابات وعندما يسمحون للجنة الانتخابات بالعمل المصالحة ستبدأ العمل، وعملها وطني حتى لو كان علينا ملاحظات أو عليهم فلا علاقة للجنة بالملاحظات".

وقال الرئيس:" نتنياهو طلب منا لقاءه وقلنا له يجب الإفراج عن الأسرى الذين تم اعتقالهم قبل أوسلو وعددهم 123 أسيرا، وبعدها نحن مستعدون للقائك فورا، وقال نتنياهو سنخرج 50 أسيرا على 4 دفعات، ونحن نقول "كرمال" عين الأسرى مستعدون للذهاب لأي مكان في العالم، وسنبقى صامدون حتى قيام دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف"

بدوره، رحب محافظ الخليل كامل حميد بزيارة الرئيس للخليل، قائلا إن الرئيس أكد على ضرورة الحفاظ على كرامة المواطن وحفظ كرامته وتقديم الأمن والأمان له، ونقلنا للرئيس هموم المحافظة ومشاكلها.

وثمن حميد دعم الرئيس لمحافظة الخليل عبر إرسال وفود عربية وإسلامية لدعم ومساندة الخليل، حيث تنعم الخليل بالتعددية والديمقراطية فلم ترفض تنظيم مسيرة ولم يغلق باب أمام مواطن، ونحن ندعم سياسة الرئيس.

وسلم حميد، الرئيس التقرير السنوي لمحافظة الخليل الذي يشمل إنجازاتها، وسلة الخليل الغذائية والصناعية التي تعبر عن إنتاجها الصناعي والزراعي في المحافظة وتنوعها.

وكان الرئيس محمود عباس قد تناول وجبة الافطار على مائدة بلدية الخليل بحضور قرابة 150 يتيماً وذوي احتياجات خاصة، بحضور رسمي وشعبي، وتجوال الرئيس بين الحضور مهنأ اياهم بمناسبة حلول شهر رمضان.

وألقى رئيس بلدية الخليل، خالد العسيلي، كلمة، أكد فيها على أن أهالي الخليل تقف خلف رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، مشيداً بدور الرئيس عباس في الحفاظ على أمن وأمان المواطنين الفلسطينيين.

وتحدث العسيلي، عن التناغم والتكاملية ما بين بلدية الخليل ومحافظة الخليل في تحقيق الأمن وسيادة القانون، وتطرق للحديث عن انجازات بلدية الخليل وسعيها الدؤوب لتقديم أفضل الخدمات والمباني التي تلبي احتياجته، وخاصة الشباب منهم.

كان الرئيس عباس قد استهل جولته لمدينة الخليل بافتتاح عدة مباني في جامعة بوليتكتنك فلسطين ومسجد يرافقه الطيب عبد الرحيم امين عام الرئاسة وحسين الاعرج رئيس ديوان الرئاسة، بحضور رئيس مجلس رابطة الجامعيين ورئيس مجلس امناء الجامعة أحمد سعيد التميمي، ورفيق النتشة رئيس هيئة مكافحة الفساد، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي ومحافظ الخليل كامل حميد، وأعضاء مجلس رابطة الجامعيين، ورئيس الجامعة ابراهيم المصري، ونوابه، وحشد كبير من الشخصيات الرسمية والأهلية في المحافظة.

واستهل التميمي اللقاء بكلمة ترحيبية عبر فيها عن سعادته بزيارة الرئيس لمحافظة الخليل بشكل عام وجامعة بوليتكنك فلسطين بشكل خاص، وأشاد بمواقف الرئيس ابو مازن قائلاً " نقدر مواقف الرئيس محمود عباس وثباته وتمسكه بالثوابت الوطنية فهو صاحب المشوار الطويل الذي رافق به الأخ أبو عمار في الثورة الفلسطينية التي وضعت القضية الفلسطينية على طاولة العالم لتكون دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية".

وقال التميمي "اننا كشعب فلسطيني نتفهم الضغوط الملقاة على كاهل فخامة الرئيس وما يواجهه من سلطات الاحتلال الاسرائيلية، وتحدث أيضا عن التحديات التي تواجهها جامعة بوليتكنك فلسطين والمشاريع التي تسعى رابطة الجامعيين لانجازها لاستمرار تطور الرابطة والجامعة والمساهمة في بناء المجتمع.

وذكر التميمي أنّ جامعة بوليتكنك فلسطين بدأت بعدد قليل من الطلبة والتخصصات والآن هي على ابواب منح الدكتوراه، وهي تضم 25 برنامجا هندسيا واداريا في الدبلوم واكثر من 25 برنامجا في البكالوريوس و 4 برامج في الماجستير. فيما نوه عن وجود خمسة كليات.

وشكر ابو مازن التميمي وادارة الجامعة على عطائهم، وحيا الحضور على استقبالهم وشجعهم على اهمية مواصلة التقدم والتطور، وعبر عن سعادته بزيارة الخليل التي شملت صروح علمية كجامعة بوليتكنك فلسطين.

كما وافتتح الرئيس محمود عباس، ميدان الرئيس محمود عباس الكائن في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، والتي تعتبر المدخل الرئيسي للبلدة القديمة والحرم الإبراهيمي الشريف، وذلك بحضور وزير الحكم المحلي د. خالد القواسمي ومحافظ الخليل كامل حميد ورئيس بلدية الخليل خالد العسليي ورئيس لجنة اعمار الخليل الدكتور علي القواسى ومدير عام لجنة اعمار الخليل عماد حمدان، ونائب القنصل السويدي ومديرة البرامح فيها، وشخصيات اعتبارية ودبلوماسية.

وتم تسمية هذه الساحة " ميدان محمود عباس" نظراً للجهود والدعم الذي يقدمه الرئيس للبلدة القديمة من خلال الدعم المتواصل للجنة إعمار الخليل وتحفيزها على إطلاق المزيد من النجاحات والانجازات، حيث قام بإصدار مرسوم لتوسعتها وإعادة تشكيلها بعد ان وضع الرئيس الراحل ياسر عرفات بصمته في مشروع احياء البلدة القديمة واصدار مرسوم رئاسي بتشكيل لجنتها.

ويعكس هذا الميدان مظهرا حضاريا تاريخيا جميلا أمام المتسوقين والزائرين المحلين والأجانب، وساهم في ازدهار الحركة التجارية والاقتصادية في قلب المدينة، حيث تعتبر منطقة باب الزاوية المركز الذي يتوافد إلية كافة المحليين من جميع أرجاء المحافظة، لذا وجهت بلدية الخليل ولجنة إعمار الخليل أنظارهم لهذا المركز المهم وسعت نحو تأهيل البنية التحتية له وتنفيذ أعمال الإنشاءات المعمارية التي نسقت على نحو معماري جمعت فيه بين القديم والحديث، باعتبار ان هذا المكان يخدم فئة كبيرة من المستهدفين التجار والزائرين والمتسوقين ويعتبر المنطقة الوسطية التي تربط بين الخليل الحديثة والخليل القديمة وعنصر الربط الذي يدمج اهالي البلدة القديمة مع المواطنين من كافة ارجاء المدينة ويعزز تواصلهم معهم.

وقدمت لجنة إعمار الخليل عرضا مصورا حول آلية تسلسل العمل في هذا المشروع الذي تم تمويله من قبل الحكومة السويدية.
|184291||184290||184289||184288|