غزة في قلب الدراما العربية.. جهل بالواقع رغم الجوانب المشرقة
نشر بتاريخ: 02/08/2012 ( آخر تحديث: 02/08/2012 الساعة: 23:22 )
غزة - تقرير معا - "غزة" تلك المدينة الفلسطينية التي اعتاد العالم معرفة ما يدور فيها من خلال النشرات الإخبارية التي تجعلها ضمن عناوينها الرئيسية، ولكن مكان آخر وضع غزة ضمن أولوياته مؤخراً في مشهد غير مسبوق... إنها الدراما العربية التي جعلت غزة إحدى حكايات مسلسلاتها التلفزيونية.
"فرقة ناجي عطا الله" مسلسل مصري بطله "عادل إمام" قائد الفرقة، حاول تجسيد صورة غزة من خلال مشاهد تمثيلية جذبت الغزيين بالدرجة الأولى لمتابعة أحداثها.
الشاب عبد الله من غزة اوضح ومن خلال محاولة "معا" في غزة استطلاع رأي الشارع الفلسطيني، أنه يتابع أحداث المسلسل منذ بدايته، ويرى أن المسلسل يجسد واقع غزة من خلال إظهار الأنفاق بين مصر وغزة، وكيفية الوصول عبرها، والحديث عن حياة أهل غزة، مبيناً أنه أظهر كرمهم من خلال استضافة الفرقة المصرية في بيوتهم قبل مغادرتها غزة إلى إسرائيل لسرقة بنك إسرائيلي.
اما الشاب حمدي فرأى أن للمسلسل فكرة معينة وهي سرقة البنك الأكبر في إسرائيل انتقاماً لشخص ناجي عطا الله واسترداداً لأمواله التي تم تجميدها في البنك وله هدف وطني وهو إضعاف الاقتصاد الإسرائيلي، مبيناً أن الفكرة تخللها بعض الرسائل السياسية والوطنية الهامة للمعنيين في كل الأطراف.
وأكد أن الجوانب الايجابية بغزة أظهرها المسلسل من خلال وصف "ناجي عطا الله" لحماس عندما تعرف على الابن الحمساوي، وكذلك وصفه لفتح عندما تعرف على الابن الفتحاوي، وبدا ذلك من نظرات الشاب الغزاوي لـ إبراهيم عندما سأله عن وجود "ديسكو" بغزة.
ويرى أن المسلسل أظهر صورة الفتاة الفلسطينية بشكل عام بأبهى صورها في الحاجة فاطمة أولاً، وكذلك عندما كان الحديث عن "فتى أحلام الفتاة الفلسطينية" والذي كان رجل المقاومة.
وقال "يكفي المسلسل نجاحاً بعد ان علّقت عليه الخارجية الإسرائيلية بأنه يغذي ويدعم روح الكراهية لإسرائيل".
المسلسل أظهر أيضاً جهل العالم العربي بما يدور بغزة وجهله بواقعها السياسي، وتمثل ذلك حينما سأل قائد الفرقة "عادل إمام"، افراد فرقته ماذا تعرفون عن فتح وحماس فلم يعطه أي منهم إجابة عن ذلك.
أم فارس سيدة مصرية متزوجة من فلسطيني وتعيش في غزة، عبرت عن إعجابها الشديد بالمسلسل وبفكرته، مبينة أنه لم يخرج كثيراً عن واقع غزة، وأن أخطاء بسيطة ظهرت متعلقة بالمكان الذي تم فيه التصوير، مضيفة" أنا اتابع المسلسل من ضمن كل المسلسلات اللي عرضت برمضان وهو أكثر شي عاجبني".
أما الشابة سهاد كان لها رأي مغاير عن سابقيها فهي ترى أن للمسلسل أخطاء واضحة ومنها أنه أظهر أن أنفاق غزة تهرب الأفارقة إلى إسرائيل ظنا منهم أن هذه الأنفاق توصل الضفة بالقطاع.
وأشارت إلى أنه كان يجب على الكاتب أن يستعين بأحد من غزة ليقدم له الفكرة الواضحة عنها وعن لهجتها وشعبها وطبيعة منازلها، مبينة أن اللهجة التي أظهرها المسلسل مختلفة عن لهجة أهل غزة وأن المكان والشوارع مختلفة عن طبيعة شوارعها.
المخرج الفلسطيني أشرف الهواري بين لـ"معا" أن فكرة عمل المسلسل ليست واقعية وأن تتابع الأحداث كان بسهولة مبيناً أن ذلك لا يتم بسهولة داخل غزة.
وأوضح أنه كان يجب على الكاتب تسليط الضوء أكثر على واقع غزة، مشيرا أن الحيز الذي تناول فيه غزة كان صغيراً، مضيفا" وجود قطاع غزة داخل العمل الدرامي المصري كان مكسب لهم وكان عليهم استغلال ذلك بشكل أفضل ليكون أقرب إلى الواقع".
وأثنى الهواري على أسلوب الإخراج والتصوير، موضحاً أنهما كانا بدرجة جيدة، مبيناً أنه لو تم التعامل مع فنانيين فلسطينيين لكان العمل سيكون يتمتع بواقعية أكثر من ذلك لأن المعلومات ستصلهم بشكل صحيح.
وأوضح أن هناك عمل درامي مشترك كان من المفترض أن يتم بين بمشاركة فنانين من غزة ومصر وسوريا والأردن ولكن تأجل بسبب الثورات العربية، مضيفاً:" غزة جاهزة للقيام بأعمال درامية ولكن تحتاج لتعاون من الدول العربية, لعدم توفر الإمكانيات لديها".