الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

سياسيون: الانقسام دمر النسيج الاجتماعي والمطلوب تحقيق المصالحة

نشر بتاريخ: 03/08/2012 ( آخر تحديث: 03/08/2012 الساعة: 04:01 )
غزة- معا - أكد سياسيون على ضرورة إتمام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام لإعادة النسيج الاجتماعي الفلسطيني الداخلي لقوته، وإنهاء كافة المظاهر التي تعكر صفو الوحدة الوطنية الفلسطينية الداخلية، وضرورة إشاعة ثقافة التسامح وتعزيز ثقافة تقبل الأخر داخل المجتمع الفلسطيني ونبذ ثقافة العنف والإقصاء وتعزيز مفهوم الشراكة السياسية.

وحذر المشاركون من استمرار حالة الانقسام لأنها تساهم بشكل كبير في تدمير النسيج الاجتماعي والعلاقات الأسرية كما حذروا من مغبة إفشال الجهود المبذولة لإنجاح المصالحة، كما طالبوا حركتي حماس وفتح بتهيئة الأجواء والتحلي بروح المسئولية وتغليب المصالح الوطنية على المصالح الحزبية والفئوية الضيقة والبدء بتنفيذ بنود المصالحة فورا عدم التأخير

جاء ذلك خلال لقاء سياسي نظمه تحالف السلام الفلسطيني في غزة يوم أمس ضمن المشروع الدنمركي بعنوان" المصالحة الفلسطينية وأثرها في حفظ النسيج الاجتماعي الفلسطيني " بحضور العشرات من قيادات الفصائل الوطنية و الإسلامية والشخصيات الرسمية والإعلاميين والصحفيين والمهتمين تخلله إفطار جماعي في مطعم السلام أبو حصيرة.

وفي كلمة له أكد جمال عبيد عضو اللجنة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة، أن الانقسام الفلسطيني الداخلي أدى إلى العديد من الإشكاليات والانعكاسات الخطيرة على النسيج الاجتماعي الفلسطيني الداخلي والتي لا بد من تداركها من خلال إتمام المصالحة الفلسطينية.

وقال عبيد :" بات معلوماً لدى الجميع أن شعبنا بطبيعته ينتمي إلى مجموعة من العائلات والعشائر والقبائل وبالتالي تغلغلت التنظيمات الفلسطينية في هذه العائلات وفي كل بيت فلسطيني، بحيث تجد في كل بيت أكثر من تنظيم من حيث انتماء إفراد الأسرة، وهو ما أثر على نسيج الاجتماعي من أكثر من زاوية، موضحاً أن هناك قطيعة اجتماعية ناتجة عن تداعيات الانقسام، لافتاً إلى أن هناك إشكاليات واضحة لقضايا الشهداء وضحايا الأحداث الداخلية التي باتت مشكلة لابد من الاتفاق على آليات لبحثها بشكل جذري تتضمن نجاح المصالحة الفلسطينية من خلال وضع حلول منطقية وواقعية لمجموعة الإشكاليات التي نتجت عن الانقسام.

وقال:" ما هو مطلوب الآن هو تطبيق حديث الرئيس محمود عباس "أبو مازن" الذي كان واضحا عندما قال :" نحن لا نريد العودة للمربعات الأولى لأننا تجاوزنا الكثير، وبالتالي المطلوب الآن في غزة هو فتح مراكز لجنة الانتخابات لتحديث سجل الناخبين للتحضير للانتخابات ولكي نكون بالفعل جاهزين وصادقين في توجهاتنا لانجاز موضوع المصالحة الفلسطينية، موضحاً أن إحدى مهمات حكومة الوحدة الوطنية هي انجاز الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني.

وعن موضوع المصالحة والمعيقات التي تواجهها، قال جمال عبيد :"في هذا الوقت المصالحة تراوح مكانها، وأنه جرى الاتفاق في القاهرة وفي الدوحة تم الإعلان مرة أخرى عن الاتفاق وكان هناك بداية للمصالحة بعودة عمل لجنة الانتخابات لتحديث سجل الناخبين، لإجراء الانتخابات ولكن منعها من العمل مرة أخرى على الأرض هو أكثر ما يعيق التوصل للمصالحة.

وبدوره قال أحمد يوسف القيادي في حركة حماس :" لا شك أن هذا الانقسام الذي للأسف تجاوز ستة سنوات خلق إشكاليات اجتماعية كثيرة جداً، ويكرس ظاهرة سلبية جداً تتمثل في ظاهرة الاستقطاب الداخلي للمجتمع الفلسطيني وظاهرة واصطفاف خلف الفصائل.

وأضاف، نحن ضيعنا ليس فقط علاقاتنا الاجتماعية والوطنية بل ضيعنا قضيتنا ومستقبلها، معرباً عن تمنياته أن تكون مثل هذه اللقاءات و الافطارات الرمضانية التي يجتمع بها الجميع أن يكون لها دوراً طيباً وكبيراً في ترطيب الأجواء مهما اختلفنا سياسياً بحيث تعيد الإحساس والشعور الوطني للناس لأننا كلنا أبناء شعب واحد تجمعنا مائدة واحدة. وتؤكد على أننا جميعاً ضحايا عدوان "إسرائيلي" غاشم شردنا وقتلنا وسلب أراضينا ونعيش لاجئين، وأن مثل هذه المشاعر لعلها تعيد بعضنا للبعض الأخر وتجعلنا نفكر ونتخطى بعض حسابات بعض السياسيين والناس المنتفعين في كل فصائل العمل الوطني والإسلامي للأسف والتي لا تدرك أن هذا الانقسام يعطي للاحتلال إنهاء أي فرصة لمستقبل دولة فلسطينية وان كل أحلامنا وآمالنا في التحرر والتحرير والعود تطول على أنفسنا ونباعد بيننا وبين هذا الوطن الذي نحلم فيه للأجيال الفلسطينية القادمة.

وفي السياق ذاته، أعرب يوسف عن أسفه لأن طرفي الانقسام يحملان بعضهما البعض أسباب تعطل المصالحة، موضحاً أن الحقيقة هي أن الطرفين يتحملان مسؤولية هذا التأجيل والتعطيل.

وقال أن هناك جهات خارجية تحاول تكريس حالة القطيعة داخل الوطن الواحد، وأن إسرائيل هي المستفيدة من هذا الوضع وكل يوم تضع حقائق على الأرض وتسعى بجهد كبير جدا تهويد القدس، فيما قطاع غزة هو عبارة عن حالة من المعاناة الشديدة للناس بسبب الحصار.

كما حمل مسؤولية استمرار هذا الحال من القطيعة لقيادة العمل الوطني والإسلامي، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني يدرك أن طرفي الانقسام هم المسئولين عن استمرار هذا الوضع.

وفي نفس السياق، قال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني:" ما من شك أن الانقسام الفلسطيني ترك أثرا بالغا على مجمل القضية الفلسطينية ومثل جرحا في نسيج المجتمع الفلسطيني حيث شهد المجتمع الفلسطيني تمزقا لم يعرفه من قبل وقد اشتدت وتيرة هذا التأثير سلبا نظرا للعنف الذي رافق هذا الانقسام.

وأضاف الأمر الذي يجعل من ضرورة إنهاء الانقسام وإتمام المصلحة أمر ليس فق سياسي بل واجب مجتمعي يؤمن الحفاظ على المجتمع الفلسطيني ولملمة أشلاءه ومن هنا فان ملف المصالحة المجتمعية يجب أن يحظى على أكبر اهتمام.

وطالب العوض بضرورة تضافر جهود الجميع قوى سياسية ومؤسسات مجتمعية ووجهاء وفعاليات مجتمعية تعمل على معالجة ما أصاب المجتمع الفلسطيني من تمزق وهذا أمر يرتبط بمجمل مسيرة المصالحة

وأكد العوض على ضرورة إزالة كافة العقبات وتذليلها وفتح الطريق أمام المصالحة المجتمعية باعتبارها ركنا مهما من أركان المصالحة ولا يمكن للمصالحة أن تتحقق وتدوم دون إتمام هذا الركن منها.

ومن جانبه قال حسن عبدو القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن الانقسام هو انتحار سياسي وأكبر ضربة وجهت للنسيج الاجتماعي الوطني.

وأضاف قائلاً :"لا شك أن تبعات الانقسام الاجتماعية تحتاج كثير من الوقت لردم الجروح العميقة التي نجمت عن هذا الانقسام البغيض.

وأوضح عبدو يمكن إعادة لحمة النسيج الاجتماعي من خلال المصالحة الوطنية وبذل الجهود من الجميع من القوى الوطنية والخيرين والمؤسسات المختصة يمكن من خلال أن نتغلب على ما يسمى الانقسام.