الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

رغم بعده القصري عن منزله منذ 29 عاما- الطوس يملؤه بالحب والأمل

نشر بتاريخ: 04/08/2012 ( آخر تحديث: 04/08/2012 الساعة: 10:51 )
الخليل- معا- الى أقصى الغرب من مدينة مهد المسيح عليه السلام وأقصى الشمال من مدينة أبي الانبياء تجلس قرية الجبعة متربعة بين التلال المسكوة بالاشجار، تقع هذه القرية بمتاخمة خط التماس مع مناطق الـ48، ومحاطة بتجمع مستوطنات "غوش عصيون" من كل حدب وصوب اضافة الى جدار الفصل الذي كاد أن يخنقها ويعزلها عن محيطها، وقف بيت الأسير محمد أحمد الطوس والذي ما زالت سجون الاحتلال تغيبه منذ تسعة وعشرين عاماً، غير آبه بالسرطان الاستيطاني الذي يتمدد في المنطقة.

لجنة أهالي الأسرى في حركة فتح إقليم وسط الخليل، وضمن جولاتها الرمضانية على عائلات الأسرى حلت ضيفة ومضيفة على عائلة الأسير الطوس، لتشاركها افطارها، وفرحتها بالشهر الفضيل، بحضور مدير مديرية وزارة شؤون الاسرى في محافظة الخليل إبراهيم نجاجرة.

يقول محمد العويوي، رئيس لجنة أهالي الأسرى في حركة فتح اقليم وسط الخليل:" على الرغم من حالة التشتت الذهني والاجتماعي التي تعيشها آلاف الأسر الفلسطينية جراء استمرار سلطات الاحتلال الاسرائيلي في اعتقال أرباب أسرها وأبنائها، وهذه الحالة لم تمنعهم من الاستمرار في الحياة على أمل أن يكون الغائبين بينهم ولو بعد حين".

أم شادي الطوس زوجة الأسير، تقول بأن زوجها غائب عن بيتها منذ 1985/ 10 /6 ، ولم يكتب الله له بعد أن يخرج من سجنه على الرغم من ورود اسمه في قائمة عدة صفقات تبادل للأسرى بين دولة الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، فاعتقالهٌ كان قبل توقيع اتفاقية اوسلو بين السلطة الوطنية والحكومة الاسرائيلية.

ما أن اقترب موعد آذان المغرب حتى امتدت الأيادي ودبت الحركة في البيت وأخذ الكل يشارك في تجهيز مائدة الافطار التي دلت على مدى العلاقة الحميمية التي استطاع نسجها الأسير محمد الطوس رغم استمرار غيابه القصيري عن هذا المكان الدافء المليء بالحب والحنان والأمل بعودة الطوس اليه.

ويرى إبراهيم نجاجرة، مدير مديرية وزارة شؤون الأسرى في محافظة الخليل، بأن هذا الافطار يعمل على تعميق أواصر العلاقات بين أهالي الاسرى والمجتمع المحلي وخاصة حركة فتح والفصائل الفلسطينية، ويعبر عن مدى اللحمة الوطنية التي ترتبط بها الأسر الفلسطينية.