الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أمجد النجار .. كلمة حق- بقلم: عبد الناصر فروانة

نشر بتاريخ: 05/08/2012 ( آخر تحديث: 05/08/2012 الساعة: 14:12 )

لم أكن أعرفه من قبل ، ولم يسبق لي أن تعاملت معه ، كما لم ألتقي به خلال مسيرة اعتقالي في السجون الإسرائيلية ، لكن اسمه تردد لمسامعي كثيراً.

وبحكم وجود الاحتلال وحواجزه العسكرية لم تتح لي فرصة الالتقاء به خارج السجون على الرغم أن مدينة الخليل التي يقطنها ( لا ) تبعد جُغرافياً عن مدينة غزة سوى أقل من مائة كيلومتر .
وتبعد زمنياً قرابة الساعة في السيارة .. وواقعيا تحتاج لسنوات ولربما لعقود كي يُسمح لك بالانتقال من غزة إلى الخليل أو العكس ..!!.

وعلى الرغم من الحواجز العسكرية والمعيقات الإسرائيلية وتقييد حرية الحركة والتنقل من والى قطاع غزة ، بدأت علاقتي به عبر الهاتف قبل بضع سنوات حينما استوقفني خبر منشور على " وفا " منسوب له ، فاتصلت به هاتفياً لأعاتبه - وهي المرة الأولى التي أتحدث فيها معه مباشرة - ففاجأني بإجابته الهادئة وأخلاقه الحميدة وذوقه الرفيع ..

هذا الاتصال كان بداية العلاقة معه في إطار التعاون المشترك وتبادل الآراء بما يخدم قضية الأسرى .

وأعتقد انه بادلني الشعور في الرغبة في تطوير تلك العلاقة ، وهذا الشعور المتبادل هو ما دفعنا للحفاظ على العلاقة والتواصل فيما بيننا.

ومطلع العام الماضي إلتقيت به للمرة الأولى في المغرب الشقيق خلال مشاركتنا في مؤتمر دولي لدعم ونصرة الأسرى نظمه " نادي الأسير الفلسطيني " هناك بالتعاون مع بعض المؤسسات المغربية وبحضور شخصيات دولية ...

وبعد لقائي به تولدت لدىّ انطباعات ايجابية أكثر عنه ، انه الصديق أمجد النجار " مدير نادي الأسير " في الخليل .

" أمجد " ... شاب فلسطيني يقطن في مدينة الخليل ، يتسم بشخصية متزنة و عقلية متفتحة ولديه العديد من الأفكار ، وهو أسير محرر ، حيث سبق وأن اعتقل عدة مرات وأمضى أكثر من سبع سنوات في سجون الإحتلال الإسرائيلي .

أمجد .. اسم ارتبط بقضية الأسرى وهمومهم ، ولمع أكثر في السنوات الأخيرة ، وظهر ناطقا باسم نادي الأسير الفلسطيني في أكثر من مناسبة وفعالية ، وبات اسمه يتردد كثيراً في وسائل الإعلام على اختلاف أشكالها وارتباطاتها ، ليس حبا في شخصه الكريم، أو مجاملة لعائلته العريقة، أو للمؤسسة الرائدة التي يعمل بها ويمثلها ويقود فرعها في الخليل ، وإنما لعطائه الدؤوب ، ونشاطه المكثف ، وحضوره الدائم والمتميز .

وبجانب إلمامه بقضايا الأسرى وأخبارهم ، ومتابعة تطورات الأحداث في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، فانه تميز بمتابعته الدقيقة لكل ما يجري في الخليل ومحيطها من اعتقالات ، وما يُصاحبها من تعذيب وانتهاكات بحق المعتقلين وذويهم ، فحفظ الأحداث ووثقها ، وعرف الأسرى فرداً فرداً ، وزار بيوت عائلاتهم بيتاً بيتاً ، وامتلك سجلاً عن أسرى المحافظة وشهاداتهم ربما هو الأدق من بين سجلات محافظات الوطن الأخرى ، واصدر في هذا الصدد مجموعة من التقارير التوثيقية المتميزة.

كما ولوحظ أيضاً بأن الفعاليات والمهرجانات والمسيرات التضامنية والأمسيات الرمضانية التي تنظم في الخليل هي الأخرى تتميز كما ونوعا وهذا بفضل جهوده وجهود الطاقم الذي يعمل معه .

لا شك بأنني ومن خلال متابعتي أعجبت بنشاطاته في الآونة الأخيرة وتجربته والتي – من وجهة نظري المتواضعة - تميز بها عن غيره من زملائه ومدراء المكاتب والفروع في المحافظات الأخرى ، وهذا ما دفعني حقيقة للكتابة عنه ، على أمل بأن يشكل ذلك حافزاً له قبل غيره للمضى قدما على ذات الوتيرة ، ولبذل المزيد من العطاء والجهد للتطوير والارتقاء .

ولعل ذلك يشكل أيضاً نموذجا للآخرين في المحافظات الأخرى للاستفادة منه بما يساعد ويساهم في تطوير الفعل والآداء من أجل أسرانا وقضاياهم العادلة .

والى الأمام سر أيها الصديق .. فالأسرى بحاجة لنا ولمزيد من جهدنا وعملنا وعرقنا وخبراتنا