أزمة تتكرر لأسباب مختلفة- تأجيل سفر معتمري غزة بعد اغلاق معبر رفح
نشر بتاريخ: 07/08/2012 ( آخر تحديث: 07/08/2012 الساعة: 16:02 )
غزة- معا- "قضيت خمس سنوات من حياتي وأنا أنتظر زيارة بيت الله الحرام ورؤية الكعبة المشرفة حلمي برؤيتها لم يتحقق إلا بالعمرة التي طالما انتظرتها من سنين".. تلك هي كلمات الأربعيني أبو محمد من حي الصبرة التي عبر فيها عن شعوره بالفرحة لأداء مناسك العمرة لهذا العام التي اعتبرها (تصبيرة) له إلى حين ظهور اسمه ضمن قائمة الحجاج.
أبو محمد الذي أبدى جاهزيته للسفر بتلهف شديد لرؤية بيت الله الحرام تفاجأ بعد أن وصل معبر رفح البري بنبأ عدم تمكنه من اجتياز المعبر وتأجيل موعد السفر هذه المرة بسبب إغلاق معبر رفح من الجانب المصري بعد الهجوم الذي استهدف الجنود المصريين في سيناء.
ويقول "طالما حلمت بتلك اللحظات التي سأعيش فيها شعائر العمرة ولكنني تفاجأت بتأجيل السفر الذي قامو بتأجيله لأكثر من مرة متسائلا عن المسؤول في افتعال تلك الأزمة؟".
وخصصت السلطات الفلسطينية معبر رفح أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من هذا الأسبوع لسفر المعتمرين إلا أن مصير ألف معتمر بات في مهب الريح بعد القرار المصري بإغلاق المعبر إضافة الى الخسائر المالية التي يمكن ان تلحق بشركات العمرة والمعتمرين.
العمرة خلال شهر رمضان أزمة موسمية يعاني منها المعتمرون حيث تبلغ الأزمة ذروتها بسبب الإقبال الشديد من المواطنين على أدائها فلم يكد يمر أول أسبوعين من الشهر الكريم إلا وتعرض المعتمرون الغزيون إلى ما كانوا يخشون وقوعه، من تكدس الآلاف من المعتمرين في معبر رفح البري الأمر الذي استدعى إرجاع عدد منهم نظرا للأعداد الهائلة لمعتمرين هذه السنة.
وناشد اصحاب شركات الحج والعمرة السلطات المصرية بفتح المعبر لنجاح الموسم حيث تشكل الرحلات هذا الاسبوع الدفعة الاخيرة من المعتمرين هذا العام.
من جانبه أوضح مدير العلاقات العامة بمكتب طيبة للحج والعمرة أحمد أبو سالم أن هذه الأزمة ناجمة عن عمل معبر رفح لساعات محدودة ونظرا للإعداد الهائلة للمعتمرين خلال هذا العام فمكاتب السفر ليس لها أي علاقة بتأخر سفر المعتمرين.
السيدة أم رائد -35 عاما من حي الصحابة- أدت من جانبها مناسك العمرة في الأسبوع الأول من شهر رمضان وهي أيضا من المسافرين الذين تأزم سفرهم ليتم إرجاعها مرتين حيث قالت " بعد أن تحدد موعد سفري وقمت بالتجهيزات اللازمة للاستعداد للسفر إلا أنه تم إرجاعي من معبر رفح لمرتين على التوالي مبررين تأخرهم بالأعداد الهائلة للمعتمرين هذا العام إلى أن من الله علي بالسفر وأداء شعائر العمرة".
وتتابع "أليس من حقنا نحن كمعتمرين أن نسافر مثل باقي المعتمرين من شتي البلدان في وقت السفر معربة عن استغرابها من افتعال تلك الأزمة".
أما العشريني أحمد كريم فعبر من جهته عن رغبة شريحة كبيرة من الشباب في الحصول على فرصة السفر خارج القطاع, مشيرا إلى أنه هو وعدد من زملائه لجأوا إلى العمرة لهدف تغيير الأجواء الصعبة بغزة وأخذ الأجر والثواب.
ويقول الشاب كريم: "العمرة بالنسبة للشباب هي كمن يضرب عصفورين بحجر واحد"، مبينا أن الحصول على تأشيرات السفر للدول العربية تحتاج إلى وقت ومال كبيرين، ومنبها إلى أن التسجيل للعمرة بات أسهل من أي مكان آخر, "ولا ننسى أن أجرها أعظم .. لكن حال المعتمرين في غزة ليس كأي حال ففي هذا العام شهدنا إرجاع اعداد هائلة من المسافرين لأداء مناسك العمرة لأكثر من مرة قائلا حتي السفر العمرة بالنسبة للمعتمر الغزي بات تهدده معيقات وأزمات متمثلة بتأجيل مواعيد السفر".
وتبقى شعائر العمرة "التصبيرة الوحيدة" لقلوب الغزيين المتلهفة لرؤية بيت الله الحرام وزيارة من بكى شوقا لرؤيته ويزداد إقبال المواطنين من كل عام على أداء مناسك العمرة في الشهر الكريم لما لها من مميزات ليست في غيره، فقد وردت عدة أحاديث نبوية في بيان فضلها وثوابها وأنها تعدل حجة في الأجر والثواب.