الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قيادي سلفي لـ"معا": العلماء مدعوون لكشف الفكر المغذي للتطرف

نشر بتاريخ: 07/08/2012 ( آخر تحديث: 07/08/2012 الساعة: 21:14 )
غزة- خاص "معا"- استنكر أحد علماء الدعوة السلفية في فلسطين الهجوم الذي استهدف ثكنة عسكرية للجيش المصري في مدينة رفح المصرية على الحدود مع فلسطين والذي ادى الى مقتل 16 جنديا مصريا.

وقال الشيخ إياد الشامي في اتصال بـ "معا": "السلفيون ليس لهم علاقة بالهجوم الذي استهدف الجنود المصريين وندعو الجهات الأمنية لكشف عن الجهات المشبوهة التي قامت بالهجوم ومعاقبتهم"، مشددا أن الهدف من الهجوم هو زعزعة الأمن المصري وبث روح الكراهية بين الشعبين المصري والفلسطيني وثني الرئيس المصري عن فك حصار غزة.

ودعا الشيخ الشامي العلماء للبحث عن الفكر المغذي لمنفذي الهجوم، مبينا أن أيديهم مفتوحة للمساعدة في محاربة ما وصفه بـ "الإرهاب" بتقديم النصح والتوعية للشباب.

وطالب الشيخ الشامي بالتريث في إصدار الاتهامات إلا بعد العمل الأمني الجاد وعدم نسب هذه الأعمال للسلفية، داعيا الجهات الأمنية لوضع خطط توقع من وصفهم الخارجين عن الدين.

وأكد الشيخ الشامي أنه لا علاقة بين السلفية في غزة والأخرى في سيناء، مبينا أن السلفية في غزة تقوم على الجهاد والدعوة وليس لهم علاقة لا بسيناء ولا غيرها فهم يقاتلون اليهود فقط.

وأضاف:"من فعل هذا العمل ليسوا من السلفيين وإنما جماعات مشبوهة لها علاقات باليهود يسعون لمنع التواصل بين مصر وفلسطين".
|184842|
وحول التطرف الذي يكتنف بعض المنتمين للسلفية بين الشامي أن السلفية منهج وسط لم تقم على التكفير والقتل ولكن بعض الناس ممن لم يتتلمذ على أيدي العلماء استورد أفكار إرهابية منحرفة استحلوا دماء المسلمين وأموالهم هم ليسوا سلفيين.

وتنقسم الجماعات السلفية في الأراضي الفلسطينية إلى "دعوية"، وهذه تنتشر في الضفة والقطاع، و"جهادية"، وتلك تقتصر على القطاع، وأبرزها، جماعة التوحيد والجهاد، وجماعة أنصار السنة، وجيش الأمة، وجماعة جند أنصار الله والتي تخضع لرقابة مشددة من قبل الحكومة المقالة والتي خاضت مواجهة عسكرية مع بعض اطرافها.

وبرزت الجماعات السلفية في فلسطين بعد منتصف الثمانينات عبر طلاب تلقوا تعليمهم في الخليج، وعادوا لنشر الدعوة، التي وصفوها بأنها تمثل الإسلام الصحيح.

غير أن دعوتهم ظلت حبيسة المساجد، ولم تنتشر أو تكتسب شعبية كبيرة، حتى اختار غالبية رواد المساجد الانضمام إلى حماس والجهاد الإسلامي.

ويمكن القول إن السلفية "الدعوية" ظلت محاصرة وضعيفة، حتى بدأت تتحول إلى سلفية "جهادية"، وساعد على ذلك، أن تنظيم القاعدة الذي أعلن حربا على "الكفار" مع بداية الألفية الثانية، أخذ يشد البعض، في الوقت الذي كانت فيه حماس تتحول، من وجهة نظرهم، من حركة مقاومة دينية إلى ما يشبه الحزب السياسي. ومع ضعف السلطة الفلسطينية، ودخولها في مواجهة مسلحة مع حماس في أواسط 2006، راحت جماعات لا تؤمن بنهج حماس تتحول إلى السلفية الجهادية مستغلة حالة المواجهة بين حماس والسلطة.
|184846|
وشيئا فشيئا، صار هؤلاء، يملكون جماعات مسلحة تبنت عمليات ضد إسرائيل وتفجير مقاه ومحال للإنترنت، وصالونات السيدات، ومؤسسات مسيحية في غزة. كان هذا يمر مرور الكرام أثناء الاقتتال الداخلي بين حماس وفتح، لكن الحال تغير بعد سيطرة حماس، فتنبهت الحركة الإسلامية إلى خطرهم، متهمة إياهم بالمنحرفين فكريا.

وواجهت حماس هذه الجماعات، بالقوة، واشتبكت معهم أكثر من مرة، كان أعنفها عندما قضت على أول "إمارة إسلامية" تعلنها السلفية في مدينة رفح جنوب القطاع، وقتلت أميرها الذي أعلن الإمارة، عبد اللطيف موسى "أبو النور المقدسي"، ورفاقه، وهو ما قاد إلى "حرب مفتوحة" مع السلفيين.