الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالة لندن: ورود تحلم بالذهب.. وتعد بتحقيق الأفضل

نشر بتاريخ: 07/08/2012 ( آخر تحديث: 07/08/2012 الساعة: 19:06 )
لندن- معا- الموفد الإعلامي للاولمبياد منتصر ادكيدك- من عصيرة إلى لندن قصة طويلة مليئة بالتحديات والعقبات.. ورود الشابة الفلسطينية المشبعة بالزيت الفلسطيني وبالحياة الفلسطينية البسيطة تتوجه إلى لندن العاصمة الأشهر عالميا متحدية كل من أراد ان يقف امام طموحها وإرادتها لتثبت للكون أجمع بأنها تمتلك قدرة وجدارة فلسطينية أصيلة خاصة" اليست هي من شعب الجبارين" .. فورود عيونها لا تغازل الذهب وتعلم بأنها بعيدة عنه بسبب الإمكانات والفروقات وفترة الإعداد التي حصلت عليها ما قبل المشاركة، إلا أنها تحلم برقم عالمي جديد وتحلم بأن تمثل قصة نجاح فلسطينية جديدة من هنا إلى ريو 2016.

ورود انطلقت رحلتها صوب الاولمبياد قبل عام تقريبا ليس ابعد او اقل من عام.. بينما اللاعبات العربيات جميعا وحسب المتابعات الإعلامية والإخبارية فلقد انطلقت معسكراتهم التدريبية قبل ثلاث أعوام على اقل تقدير، مع التأكيد بأنهم خاضوا العديد من البطولات العالمية والمعسكرات التدريبية في دول العالم المختلفة.. بل هم في معسكر تدريبي دائم ومتواصل منذ أربعة أعوام ومنهم من انطلق معسكره التدريب منذ ثمانية أعوام.

تقول ورود المرة الأولى التي شاركت فيها على مضمار حقيقي للركض في تركيا خلال شهر اذار الماضي في بطولة العالم للصالات، إلا ان زميلاتي العربيات يتدربن على هذا المضمار منذ سنوات طويلة ويعرفن كل ما فيه من تفاصل، مضيفة، تعرفت على الحذاء الخاص بالجري قبل بطولة العالم في تركيا بأيام، وكانت المرة الأولى التي أرتدي بها هذا الحذاء.. ولهذا اود ان اوضح لجميع متابعي الرياضة الفلسطينية بأننا شعب محتل لا يمتلك الإمكانيات الكبيرة المتوفرة لدى الدول العالمية الأخرى، ولا أريدان تكون نتيجتي مفاجئة لكم.. فهذه إمكانياتنا الفلسطينية وهذا ما تدربت عليه من البداية.

وأضافت ورود "لم أتي إلى هنا بالواسطة او المصالح وإنما بجهدي واحتلالي المركز الأول في بطولة الجامعات الفلسطينية المؤهلة للتواجد هنا والتي نظمها الاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى نهاية العام الماضي، وأي فتاه فلسطينية تعتقد بأنها أفضل مني أمل ان تكون مكاني في هذا الموقف الذي لا احسد عليه تماما.

واختتمت ورود حديثها ان الإمكانيات التي قدمتها لنا اللجنة الاولمبية الفلسطينية ممثلة برئيسها اللواء جبريل الرجوب هي إمكانيات كبيرة لم نكن لنحصل عليها لولا وجود اللواء الرجوب في موقع رئاسة اللجنة الاولمبية، ولكن وكما قال لنا في زيارته الأولى لمقر البعثة الفلسطينية بأن مشاركتنا متواضعة وإمكانياتنا الفلسطينية محدودة.
|184853|
وأضافت ورود اللواء الرجوب حدثني يوم امس وحثني على تمثيل فلسطين بالشكل الحضاري المشرف وان أبذل كل جهدي من اجل تحقيق رقم عالمي جديد لفلسطين في سباق 800 م، وتحقيق رقم عالمي لي يمكنني من لمشاركة والتأهل للبطولات العالمية القادمة.

الصين وامريكا تحصدان الأخضر واليابس والماكينات الالمانية تتراجع
بات واضحا للعالم اجمع بأن الصين والولايات المتحدة الأمريكية هي من تنافس على زعامة العالم الرياضي من خلال حصد الميداليات الاولمبية الذهبية والفضية بالعشرات.. بل ان العد اليومي للميداليات لا يتوقف لكلا الدولتين والمنافسة كبيرة فيما بينهما.

وفي الجانب الأخر نلاحظ بان الدولة المنظمة بريطانيا العظمى تحاول ان تلحقهم في حصد الميداليات الاولمبية حيث وصل رقمها الحالي إلى 18 ميدالية ذهبية والعدد قابل للارتفاع بعد لحظات.

ولكن الهدف من هذه الرسالة ان تعلم عزيز القارئ الفلسطيني الحقائق والأرقام الخاصة بالدول الكبيرة التي تمتلك العديد من الإمكانيات المادية واللوجستية والبشرية وليست تحت الاحتلال إلا أنها لم تحقق الكثير والكبير حتى هذه اللحظات في الاولمبياد اللندنية.

وان أردنا ان نأخذ المثال الأول عن الدول العالمية فهذه كندا والتي تشارك في وفد يبلغ عدد أفراده 191 رياضي ورياضية يمثلون بلدهم في مجموعة كبيرة من الألعاب من ضمنها ألعاب القوى، السباحة، الغوص، الدراجات، القوارب، رفع الأثقال، سباقات المياه المفتوحة والعديد من الألعاب الأخرى، إلا إنهم وبكل إمكانياتهم المتوفرة ومتابعتهم والمرافق الرياضية المتوفرة لديهم لم يحققوا سوى ميدالية ذهبية واحدة و3 ميداليات فضية و6 ميداليات برونزية.

أما المقارنة الأخرى فتركتها للجمهورية التركية التي تصل اسيا بأوروبا ويبلغ عدد سكانها حوالي 75 مليون نسمة وشاركت في الألعاب الاولمبية الحالية في وفد رياضي وصل عدده إلى 120 لاعب ولاعبة في مجموعة كبيرة من الألعاب الرياضية، إلا أنهم لم يحققوا حتى هذه اللحظة سوى ميدالية برونزية واحدة وحيدة في لعبة المصارعة.. فهل إمكانياتنا الفلسطينية توازي الإمكانيات التركية.

وفي الجانب الأخر نلاحظ المفاجأة والغرابة بالنتائج الكازاخستانية في هذه الاولمبياد، فعدد سكان هذه الدولة 7 مليون فقط، ولكنها تشارك في جيش من اللاعبين وصل عددهم إلى 115 لاعب.. فالعدد الكازاخستاني نافس التركي بعشر عدد السكان، والمفارقة الكبرى ان الفريق الكازاخستاني حتى هذه اللحظة حصد ستة ميداليات ذهبية وميدالية برونزية.

والمميز ان الكازاخ كانوا مستعدين لهذه النتائج واحضروا معهم شهادات وبوسترات خاصة بالميداليات الذهبية والفضية والبرونزية تعلق على مدخل مقر بعثتها لتعرض للعالم انجازهم.. فلقد حضروا إلى هنا وهم مستعدون للذهب ويعلمون حاصدوه.

وحول هذه الأرقام قال رئيس البعثة الفلسطينية هاني الحلبي ان الإمكانيات الكبيرة التي تتميز بها هذه الدولة تنافس الإمكانيات الفلسطينية بسنوات طويلة من العمل الرياضي الفني واللوجستي، إلا ان الحصول على الألقاب الاولمبية يحتاج الكثير وليس بالسهل وهذه النتائج توضح صعوبة الحصول على الذهب وصعوبة الوصول إلى النتائج الكبيرة ضمن المنافسات الاولمبية النهائية.

وبالتالي اعتبر بأن المشاركة الفلسطينية والوصول إلى الاولمبياد من خلال تأهل احد اللاعبين الفلسطينيين يعتبر انجاز فلسطيني كبير في هذه المرحلة في ظل عدم توفر الامكانيات، ولكنني أدعو إلى وضع خطة إستراتيجية متكاملة إداريا وفنيا وماليا.. ولدى عودتنا إلى ارض الوطن سأقوم بتقديم التوصيات الشاملة والكاملة اللازمة حول هذه المشاركة الفلسطينية إلى رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية اللواء الرجوب.
|184855|

الحصاد العربي " ألمر" ..
في هذه الدورة الاولمبية شاركت ثلاثة دولة عربية بوفود كبيرة او بمعنى اخر ضخمة وهي مصر والمغرب وتونس، حيث شاركت مصر بوفد كبير تكون من 119 لاعب ولاعبة في مختلف الألعاب الرياضية ولم تحقق سوى ميداليتين فضيتين حتى هذه اللحظة، كانت الأولى في المبارزة والثانية في المصارعة.. ولكن علينا ان نتذكر بأن عدد سكان مصر يوازي أضعاف عدد سكان كازاخستان فأين المعضلة؟

وفي الجانب الأخر نرى بان عدد الوفد المغربي قد وصل إلى 71 لاعب ولاعبة إلا انهم لم يحققوا أي ميدالية.. فهل فلسطين تملك إمكانيات المغرب؟؟
وفي النهاية نلاحظ بان عدد افراد الوفد التونسي العربي 90 لاعب ولاعبة ولم يتم تحقيق سوى ميدالية واحدة يتيمة لتونس من خلال السباح العربي المعروف والمميز أسامة الملولي الذي كان متوقعا ان يحصد الميدالية في سباق 1500 متر قبل خوض السباق..

"ليس كل ما يلمع ذهب"
استعرض هذه الأرقام السريعة لكم إخواني الرياضيين ومتابعي الرياضة الفلسطينية ليكون لكم كلمة تقديرية واقعية لطبيعة النتائج الفلسطينية الحالية، فليس كل ما يلمع ذهبا.. وليست النتائج بالتمني.. وعلينا ان نستعد وان نبني مجتمعا رياضيا متكاملا قبل ان نحلم بالذهب.. اعتقد بأن الجميع يجب ان يصلي اليوم للعداءة الفلسطينية ورود صوالحه لتحقيق أفضل النتائج في سباقها الاولمبي.