معركة سيناء... تضع إخوان مصر بين حماس وأساليب عمل حسني مبارك
نشر بتاريخ: 07/08/2012 ( آخر تحديث: 08/08/2012 الساعة: 16:14 )
بيت لحم- معا- اعلن الرئيس المصري محمد مرسي في خطاب ارتجالي بعد عملية سيناء التزاما قاطعا، حين قال: "سنسيطر على كل شبر في سيناء" لكن خلافات كبيرة بينه وبين وزير دفاعه المشير طنطاوي ظهرت حول طريقة واسلوب فرض هذه السيطرة ففي حين يعتقد محمد مرسي بان حماس ستستخدم تأثيرها على جزء من المنظمات العاملة في سيناء وذلك عبر ممارسة الضغوط على "زبائن" هذه المنظمات في قطاع غزة يعتقد المشير طنطاوي بان حماس جزء من المشكلة وبالتالي يقف طنطاوي بعيدا جدا من احتمالية قبول حماس كشريك ناجع وفعال في المعركة على شبه جزيرة سيناء.
وأضاف محلل الشؤون العربية في صحيفة "هارتس" العبرية "تتسفي بارئيل" في مقالته التحليلية المنشورة اليوم "الثلاثاء"، مقتبسا بعض المصادر المصرية التي أكدت ان المشير طنطاوي قد ثنى ذراع مرسي حين اعلن إغلاق معبر رفح لأجل غير مسمى خاصة وانه لم يمضي اكثر من أسبوعين على إعلان مرسي تمديد ساعات العمل في المعبر ونيته تسهيل إجراءات دخول المواطنين وتحركاتهم في الاتجاهين.
لم تفلح خيمة العزاء التي اقيمت في قطاع غزة ولا كلمات التعزية التي اسر بها خالد مشعل للرئيس المصري في اقناع طنطاوي وخلافا لقناعة اسرائيل يضفي طنطاوي الكثير من الشكوك حول قدرة حماس على فرض ارادتها وسيطرتها على المنظمات العاملة من وفي قطاع غزة وهو مقتنع كما كان مقتنعا فيما مضى بان ترهل وارتخاء حماس ساهم في انشاء واقامة منظمات مسلحة متمردة ومعزولة ومن ثم وجدت حماس نفسها مجبرة على اقامة علاقة تصالحية ومتساهلة مع هذه المنظمات.
ومن المثير ان احد قادة المجموعات الاسلامية المتطرفة في مصر "مجموعة الجهاد" الشيخ نبيل نعيم، يتفق مع تقدير الجيش للموقف حيث قال في مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط، " هناك مصلحة لحماس تقضي بعدم تنفيذ عمليات مباشرة وبنفسها ضد اسرائيل وذلك لتجنب هجوم اسرائيلي على قطاع غزة لذلك تفضل حماس قيام تنظيمات ومجموعات اخرى بالهمة ".
ومقابل هذا يعتقد الاخوان المسلمين في مصر بان السياسة التي بناها حسني مبارك بالتعاون مع طنطاوي ادت الى اقصاء بدو سيناء ومهدت الطريق امام نشوء "جزر الارهاب" التي سمحت بنمو الكثير من التنظيمات فيها ورغم محاولات الرئيس المصري الحالي محمد مرسي تميز نفسه عن سياسة النظام السابق التي يحملها الاخوان مسؤولية نشوء المنظمات واهمال بدو سيناء لكنه يجد نفسه في موقف صعب وغير محتمل وفيما يحاول مرسي التعامل مع سياسة وضغوط الجيش المصري اعلن المرشد الاقتصادي لجماعة الاخوان المسلمين " مجمد بديع " بانه من واجب ويتوجب على الحكومة المصرية طلب تعديل اتفاقيات كامب ديفيد بما يسمح للجيش بنشر قواته في المناطق الحساسة ويمكن مصر من فرض سيطرتها على كامل سيناء.
لكن كيف سيتم هذا التعديل فيما لا زال الرئيس مرسي يحجم عن التنسيق السياسي او الامني مع اسرائيل لذلك امتنع عن تعين وزير خارجية من حركة الاخوان او الحزب الذي ينتمي اليه حسب تعبير المحلل الاسرائيلي.
وحتى الجيش المصري لا يمتلك حلا سحريا ولمشكلة الرئيسية التي تواجهه تتمثل بوضع خارطة تفصل المنظمات المسلحة العاملة في سيناء والاتجاه بوصفها بشكل عام ضمن " الجهاد العالمي " او القاعدة هو اتجاه غير جدي وفارغ ولا يساهم في تمييز وتفصيل هذه المنظمات وفقا لاهدافها وقدراتها ما يضع عقبات جبارة في وجه الحرب المصرية ضد هذه المنظمات فعلى سبيل المثال حركة التكفير والهجرة لا تشبه ولا تتعاون في احيان كثيرة من منظمات جهادية مقاتلة وهناك جزء من المنظمات العاملة في سيناء تجند في صفوفها فلسطينيين.
وكويتيين ويمنيين واخرين فيما تحافظ منظمات اخرى على طهارتها " المصرية " وهناك منظمات تعمل بهدف اللحاق الضرر بالحكومة المصرية وهناك من تحصر قتالها ضد اسرائيل سبب قيامها ونشأتها اصلا وهذه المنظمات تستغل البدو فيعمل بعضهم معها لتامين عيشهم عبر تهريب السلاح فيما انضم بعضهم لهذه المنظمات لقناعات دينية.
وتسعى قيادة حماس لاقناع الرئيس بمرسي بامتلاكها القدرة على التعاون على الاقل في المجال الاستخباري وهذا ما اقترحه اسماعيل هنية وخالد مشعل على الرئيس مرسي وقادة الاخوان المسلمين عارضين لكن طنطاوي وحتى اللحظة لم يبدي اهتماما بعرض حماس التي كانت حتى قبل اشهر قليلة ترضع من صندوق ايران وتعيش على دعمها حسب تعبير المحلل الاسرائيلي.
واختتم تسفي بارئيل تحليله بالقول " ان الخلاف الاستراتيجي القائد بين مرسي وطنطاوي والمتعلق بدور ووظيفة حماس سيترك اثاره على شكل الحرب في سيناء وبدرجة لا تقل عن ذلك على السياسة المصرية نفسها وهذا ما يفسر ارتفاع وتيرة الانتقادات التي توجهها القوى العلمانية المصرية لاداء وتصرفات مرسي.
واخيرا الاعتراف بعدم امتلاك الاخوان المسلمين حلا لمشاكل الامن القومي المصري التي ظهرت في سيناء يختلف عن حلول النظام السابق سيضعف من قوتهم في الانتخابات القادمة لذلك سيجد مرسي نفسه مجبرا على اظهار قوته وتصميمه الامني اكثر من الجيش نفسه محاولا اسقاط وزير الجيش