رنده المحاريق حاولت النجاة بنفسها أكثر من مرة.. لكن دُفنت مرتين
نشر بتاريخ: 08/08/2012 ( آخر تحديث: 08/08/2012 الساعة: 11:33 )
الخليل- حصري معا - كتب عليها ان تموت وتدفن مرتين، في المرة الأولى بشهادة وفاة طبية دون أن يراها الطبيب، وفي المرة الثانية بعد قرار من النائب العام باستخراج جثتها، وتشريحها من قبل الطبيب الشرعي، ليتبين للطبيب الشرعي بعد فحص الجثة ان سبب الوفاة ناتج عن اصابتها بسبعة كسور في اضلاع القفص الصدري ناتج عن عنف خارجي.
رنده خليل محاريق (34 عاما) من سكان بلدة السموع الى الجنوب من مدينة الخليل، حاولت النجاة من الموت أكثر من مرة، لكن الموت كان لها بالمرصاد، قتلت أول مرة وبحسب المحامية هيام قعقور من مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي، حينما تزوجت من أحد الاشخاص الذي يسكن في منطقة بئر السبع وكان عمرها آنذاك (28 عاما) في حين تجاوز عمر زوجها عن (84 عاما).
زوجها قام بطردها من منزلها في بئر السبع واعادها الى منزل والدها، بعد أن قامت الشرطة الاسرائيلية باعتقاله بتهمة الاعتداء عليها بالضرب، حيث تقدمت هي بشكوى للشرطة الاسرائيلية.|184902|
في أيامها الأخيرة، تعرضت للضرب المبرح من قبل شقيقها ووالدها، فتقدمت بشكوى للشرطة، فقرر قسم حماية الأسرة في الشرطة تحويل ملف القضية للنيابة لخظورة الوضع، فقررت النيابة توقيفهم أربعة أيام على ذمة القضية، وفي اليوم الرابع اي يوم 2012/7/18 قررت المحكمة الافراج عنهما بكفالة، ووفقاً لتحقيقات النيابة العامة كما يقول وكيل نيابة جنوب الخليل محمد غبون:" أفاد شقيقها في إفادته بأنه عاد للمنزل، وكان ثائراً فدخل المخزن الذي كانت تعيش فيه رنده وحيدة أسفل منزلهم، وحدث بينهما مشادة كلامية، وبدأ يصفعها ويلكمها في صدرها حتى أغمي عليها، فتركها على حالتها وغادر الغرفة."
|184909* رندة متضامنة مع الاسيرات| صبيحة يوم 2012/7/21 توجه والد رنده الى أحد الأطباء والذي كتب له شهادة وفاة دون أن يكلف نفسه عناء الكشف عليها سريرياً، فقامت العائلة بدفنها.
عطا جوابرة من قسم حماية الاسرة في شرطة الخليل، وردت له معلومات حول قيام عائلة رنده بدفنها دون أن يكون هناك مظهر من مظاهر الجنائز المتعارف عليها في مجتمعنا، فقام على الفور بابلاغ مدير شرطة الخليل العقيد رمضان عوض، والذي أصدر أوامره بابلاغ النيابة العامة بحيثيات القضية، مع وجود شبهة جريمة قتل.|184900|
النيابة العامة وبعد تحرياتها وتحريات المباحث وقسم حماية الاسرة في الشرطة، طلبت من النائب العام إذناً باستخراج جثة رنده من قبرها لوجود شبهة جنائية.
ويضيف وكيل النيابة غبون :" حصلنا على إذن النائب العام توجهنا للمقبرة بتاريخ 2012،7،23 وتم استخراج الجثة، وتم ارسالها للتشريح لبيان أسباب الوفاة، وجاءنا من الطبيب الشرعي بوجود 7 كسور في أضلاع القفص الصدري بعد تعرضها لعنف خارجي".
وأضاف:" إنهار الطبيب بعد 7 ساعات من التحقيق معه، وبعد اتهامه بجريمة قتل، اعترف بأنه قد كتب شهادة الوفاة خجلاً من والدها، وبناء على علمه المسبق بأنها تعاني من مرض الصرع".
وزاد وكيل النيابة:" ملف القضية ما زال مفتوحاً، ووجهنا للمتهم الأول وهو شقيقها تهمة الضرب المفضي للموت، فيما اعترف الطبيب بخطئه".
تحرياتنا قادتنا الى الهيئة المستقلة لحقوق الانسان، حيث قامت المغدورة رنده بتاريخ 2012/4/2 بتقديم شكوى لدى الهيئة تطالب فيها بتوفير الحماية لها وايداعها في بيت للحماية لحمايتها من أهلها.|184903|
المحامي فريد الأطرش، مدير مكتب الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في جنوب الضفة الغربية، قال لـ " معا " :" قالت في شكواها بأنه قد تقدمت بشكوى ضد والدها وشقيقها في مركز شرطة السموع ومركز شرطة يطا ولدى قسم حماية الاسرة في الشرطة قبل اسبوعين من تقديمها الشكوى لدينا، فقامت الشرطة بتوقيع والدها على تعهد بعدم المساس بها، لكنهم استمروا في الاعتداء عليها، وهذا ما دفعها للقدوم الينا".|184904|
وأضاف الأطرش:" قمنا بالاتصال بشرطة حماية الاسرة من أجل ايداعها في بيت آمن، وأكد قسم حماية الاسرة على أنهم تلقوا وعودات من والدها بعدم المساس بها، وقاموا بتوفير فرصة عمل لها".
وقال الأطرش:" ما حدث مع رنده جريمة نكراء ويجب تشكيل لجنة تحقيق لدراسة الوقائع واستخلاص العبر والنتائج ومحاسبة المقصرين، وتعميم نتائج التحقيق لضمان عدم تكرار ما حدث مع رنده".
المحامية هيام قعقور، اعتبرت بأن هذه جريمة بحق جميع النساء الفلسطينيات، وطالبت بسن تشريعات تحمي المرأة وخاصة اللواتي يتعرضن للعنف، وقالت:" هناك خطأ ما في قضية رنده، قمنا بتقديم المساعدة القانونية لها، حيث قمنا بتطليقها من زوجها الذي هجرها، على مدار أربعة شهور لم يوافق أي شخص من عائلة رنده على الحضور للمحكمة حتى وافق أحد اشقائها على الشهادة".
وبقي أن نشير الى أن رنده تعاني من مرض الصرع منذ صغرها كما قالت والدتها لنا، وقام والدها باجبارها على الزواج، من رجل يكبرها بـ 51 عاماً، ويقوم هذا الرجل بالاعتداء عليها بالضرب والتنكيل بها، فضاقت به ذرعاً وقدمت شكوى للشرطة الاسرائيلية ضده، وبعد أن سجن قام بطردها من منزلها واعادتها لمنزل والدها ومنذ أن عادت وهي تتعرض وبشكل دائم للعنف والاعتداء من قبل اسرتها، حاولت النجاة من الموت لكنها قُتلت ودفنت مرتين.
ومن الجدير ذكره بأن الهيئة المستقلة لحقوق الانسان رصدتْ مقتل 12 إمرأة منذ بداية العام الحالي في ظروف مختلفة.|184905|