إعلاميون فلسطينيون يدعون الإعلام المصري لوقف هجومه على غزة
نشر بتاريخ: 08/08/2012 ( آخر تحديث: 08/08/2012 الساعة: 16:28 )
غزة- تقرير خاص "معا" - دعا عدد من الإعلاميين الفلسطينيين وسائل الإعلام المصرية الى تحييد قطاع غزة من الصراع الدائر في سيناء بعد مقتل 17 جنديا مصريا، مؤكدين على ضرورة عدم الدخول في مواجهات إعلامية مع الاعلام المصري والاكتفاء بإظهار الحقيقة والتعبير عن التضامن مع الشعب المصري.
فوسائل الإعلام المصرية لم تنتظر نتائج التحقيقات بشان مقتل الجنود المصريين في سيناء وبدأت بشن هجوم على قطاع غزة وسكانه في حملة لا تعتبر الأولى حيث كان لغزة نصيبها في اتهامها بإحداث أزمة الكهرباء والوقود في مصر وفي مشاركة عناصر منها في هجمات في سيناء وهي اتهامات ثبت بطلانها.
وجاءت تصريحات الاعلام المصري هجومية مثل "المنفذين قد يكونوا من غزة، احد المنفذين له ملامح فلسطينيين، المنفذين عبروا عبر الأنفاق المنتشرة بين غزة ومصر"كل هذه الاتهامات وأكثر زجت بها غزة مؤخرا حتى ان بعض الوسائل تحدثت عن عقابها قبل إدانتها إذا لماذا كل هذا الهجوم الإعلامي المصري على غزة؟؟؟.
وسام عفيفة رئيس تحرير في جريدة الرسالة الصادرة في غزة قال أن الحملة الإعلامية ضد قطاع غزة ليست جديدة، مبينا أن هناك من وصفهم بـ"فلول إعلامية" لا تهاجم غزة فقط بل تهاجم كل ما نتج عن ثورة 25 يناير.
وقال عفيفة:"هذه الحملة تتقاطع في أهدافها مع أطراف سياسية وأمنية لها مواقف مسبقة مع قطاع غزة ومن يدير قطاع غزة وهذه العملية هي فرصة لهؤلاء لشن هجوم حتى قبل ان يكون هناك خلفيات واضحة للحادث".
وبين عفيفة أن الحملة الإعلامية ضد غزة ليست منفصلة عن الحراك السياسي القائم في مصر مذكرا بالحملة الإعلامية التي قالت بان الرئيس محمد مرسي هو رئيس لحركة حماس وليس رئيسا لمصر، مشددا أن هذه الحملات تفتقر لأدنى معايير المهنية وأخلاقياتها واستخفاف بعقول المصريين التي نجحت ووجدت أذان صاغية لدى البسطاء منهم.
وأشار عفيفة إلى أن الإعلام المصري يفتقر إلى وجود الرأي والرأي الآخر الذي غيب عن الشاشة في الوقت الذي وجهت فيه أصابع الاتهام لغزة.
ودعا عفيفة وسائل الإعلام الفلسطينية إلى الحذر في التعاطي مع المعلومات بحيث لا يلقي الانقسام بظلاله على احدث سيناء مضيفا :"فهذا انتقام من الشعب الفلسطيني وليس من حركة حماس التي تدير قطاع غزة" وتابع:"إعلامنا يجب أن يكون حذرا ولا يجب أن نعطي المجال لتصفية الحسابات".
بدوره أوضح المحلل السياسي أكرم عطا الله لـ"معا" أن الرأي العام المصري تعامل بردة فعل غير عقلاني لا يستند للتاريخ تجاه قطاع غزة اثر مقتل الجنود المصريين مشددا أن قطاع غزة يعيش الخسارة كما يعيشها المصريون.
وقال عطا الله:"من غير المعقول أن الدولة تكون مسئولة عن انفلات عنصر فيها إذا ما افترضنا أن لغزة دور في الهجوم واصفا الحملة التي تقودها وسائل الإعلام المصرية بالظالمة والخاطئة.
وأشار عطا الله أن الإعلام المصري مارس حملت خجولة ضد قطاع غزة عندما اتهم سكانها بأنهم اخذوا وقودهم وكربدائهم ولكن الحملة اتسعت لتزيد الطين بلة لسكان قطاع غزة وتكمل ما بدأته.
وحول رد فعل الإعلام الفلسطيني أشار عطا الله إلى أنه غير مجهز للرد على الحملة وليس لديه اختصاص ولم يتوقع أن يكون في دائرة الاتهام من دولة شقيقة مثل مصر، مبينا أن التجربة الإعلامية الفلسطينية موجهة فقط ذد الاحتلال الإسرائيلي والصراع الفلسطيني الفلسطيني.
ودعا الإعلام الفلسطيني إلى تبيان الحقائق وتوضيحها وان يعبر عن التضامن مع الشعب المصري.
بدوره أوضح الصحفي فتحي صباح أن حملة التحريض التي تقوم بها بعض وسائل الإعلام المصرية تصب في خانة توتير العلاقات بين الشعبين الفلسطيني والمصري، مطالبا الإعلام المصري بأن يصب غضبه على من نفذ العملية وليس على كل الشعب الفلسطيني وان كانوا من المنفذين فلسطينيين.
وقال صباح:" المطلوب من الإعلام المصري ومن يشن حملة ضد الشعب الفلسطينيين التوقف عن هذه الحملة والمطلوب من نقابة الصحفيين المصريين أن تلعب دورا في هذا المجال وان تضع حدا لهذه الحملة الغير مسبوقة".
وشدد صباح أن على الإعلام المصري أن يساعد الشعب الفلسطيني للخروج من ازماته والتغلب عليه لا أن يضعه في أزمات جديدة.