السبت: 09/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: قطاع غزة يكتسب يوماً بعد يوم سمات كيان قائم بذاته

نشر بتاريخ: 08/08/2012 ( آخر تحديث: 08/08/2012 الساعة: 17:20 )
رام الله-معا- عبد الرؤوف ارناؤوط- اقترح د.سلام فياض رئيس الوزراء إجراء الانتخابات التشريعية على النظام النسبي الكامل ترشيحا في قطاع غزة وانتخابا وترشيحا في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية بعد تمنع (حماس) عن إجراء الانتخابات في قطاع غزة وتأجيل الانتخابات الرئاسية باعتبار أن ليس من اللائق أن يكون الرئيس منتخبا من جزء واحد من الأرض الفلسطينية ، معتبرا أن من شأن ذلك خلق ديناميكية جديدة لإعادة الوحدة للأراضي الفلسطينية.

من جهة ثانية فقد حذر فياض من انه " بعد انقضاء ما يزيد عن 5 سنوات على الانفصال السياسي ، فان كل يوم يمر بدون خطوات عملية باتجاه إعادة الوحدة إلى الوطن ومؤسسات الشعب الفلسطيني ، يتشكل واقع يرسخ بشكل اكبر أن غزة يوما بعد يوم تكتسب سمات كيان قائم بذاته ..ليست دولة كما يحب البعض أن يشير لها ولا عندها سيادة كما يدعي البعض أيضا ولكن كيان قائم بذاته".

وشدد فياض على انه لا يوجد فلسطيني يقبل بما هو اقل من دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 وقال" إذا ما كان الإسرائيليون ينتظرون قيادة تقبل بما هو اقل من ذلك فسينتظرون فترة طويلة من الزمن.وبمعنى أخر فان هذا لن يحدث".

على صعيد أخر فقد أشار فياض إلى أن "كل ما رشح من كل اللقاءات هو محاولات محمومة من القوى المؤثرة في الساحة الدولية لإعادة العملية السياسية بمفهوم إعادة إطلاق العملية التفاوضية دون وقف الاستيطان ولكن مع إجراءات يقوم بها الجانب الإسرائيلي بما يجعل العودة إلى المفاوضات أمرا أكثر يسرا على الساحة الفلسطينية وكان مطروح بشكل محدد موضوع الأسرى وهذا هو المتداول وما كان معروضا من الجانب الإسرائيلي لم يرقى إلى المستوى المطلوب كأساس لإعادة الحراك السياسي أساسا في غياب وقف الاستيطان لأن الإسرائيليين في موضوع الأسرى على سبيل المثال فان كل ما رشح عن اتصالات مباشرة وغير مباشرة حاولوا أن يجزؤا الأسرى ما قبل أوسلو عوضا عن التعامل مع الموضوع ككل متكامل".

وكان فياض يتحدث الى الصحافيين في مكتبه في رام الله.

وحذر فياض من انه " بعد انقضاء ما يزيد عن 5 سنوات على الانفصال السياسي ، فان كل يوم يمر بدون خطوات عملية باتجاه إعادة الوحدة إلى الوطن ومؤسسات الشعب الفلسطيني ، يتشكل واقع يرسخ بشكل اكبر أن غزة يوما بعد يوم تكتسب سمات كيان قائم بذاته ..ليست دولة كما يحب البعض أن يشير لها ولا عندها سيادة كما يدعي البعض أيضا ولكن كيان قائم بذاته".

وردا على سؤال بشأن تأزم الوضع وسبل الخروج من المأزق قال رئيس الوزراء"إذا بقي الوضع على ما هو عليه ..إذا تكرس هذا الواقع بأن يكون قطاع غزة كيان قائم بذاته وبما يستثني مليون و700 ألف مواطن فلسطيني من الحسابات الديمغرافية فان حجة المنادين بحل الدولتين ، كحل لمشكلة إسرائيل وفقا لمفهومهم، تضعف كثيرا".

وأكد على أن الدولة الفلسطينية بدون قطاع غزة مستحيلة مشيرا إلى أن من ينادي بحل الدولتين في الجانب الإسرائيلي إنما يقوم بذلك مم منطلق الحسبة الديمغرافية.

واعتبر د.فياض أن" عملية المصالحة أصبحت مثل عملية السلام فالأمور ليس فقط تراوح مكانها وإنما هناك تراجع وبالتالي فان عملية السلام فقدت مصداقيتها وفي ذات الوقت فان الناس ملت الحديث عن المصالحة واعتقد أن الناس محقة في ذلك"وقال"اعتقد أن هذا ليس مدعاة لليأس وإنما دعوة لتغيير لنهج والأسلوب والطريقة التي من الممكن أن تعيد الوحدة إلى الوطن".

وأشار إلى انه من المفترض أن تؤدي عملية المصالحة إلى الاحتكام للشعب بالعودة إلى الشعب من خلال الانتخابات وقال" إعلان الدوحة واتفاق القاهرة الأخير يتحدثان عن حكومة تسير الأعمال لفترة انتقالية ومن ثم تجري الانتخابات وهذا ما نص عليه إعلان الدوحة ونص عليه اتفاق القاهرة بزيارة كلمة أن أمكن ..بمعنى أن تجري الانتخابات أن أمكن ذلك وبتقديري فان ذلك هو السبب الذي دفع حماس في غزة إلى معارضة إعلان الدوحة وقبول اتفاق القاهرة".

وأضاف" الاتفاق يقول حكومة تسير الأمور وان لم نتمكن من إجراء الانتخابات لأسباب خارجة عن الإرادة يصار إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية..إن الذي يتحدث عن الانتخابات بهذه اللغة هو بصراحة لا ينوي إجراء انتخابات، فالانتخابات لا يتم الحديث عنها في إطار أنها ستجري أن أمكن ذلك أو أن يقال نجري الانتخابات إذا سمحت لنا إسرائيل ".

وفيما رفض لغة الانهزام فان فياض قال" نقر بواقعية أن الوضع صعب وهذا يقودنا إلى مراجعة الطريقة والكيفية التي تمت فيها العملية حتى اليوم وقبل أن نصل إلى استنتاج بأن لا إمكانية لإعادة الوحدة دعونا نصل إلى الاستنتاج الأقرب الوصول إليه وهو انه بالطريقة التي تم التعامل فيها مع الموضوع لا يمكن الوصول إلى صيغة كفيلة بأن تضعنا على السكة فيما يتعلق بإعادة الوحدة إلى الوطن بخطوات تراكمية تقود إلى ما تقود إليه وصولا إلى المصالحة".

وشدد على انه" بما أن قيام دولة فلسطينية كملة السيادة على الأرض المحتلة عام 1967 هو هدف أساسي لنا فلا يمكن إلا وان نكون وحدويين على هذا الأساس ولكن البدء بتحقيق ذلك يتم عبر بوابة الانتخابات وبمعنى أخر أن تبدأ بعملية إعادة بناء للنظام السياسي الفلسطيني على أساس ديمقراطي من بوابة الانتخابات وان تبدأ بذلك ".

وقال" لا طريقة للتعامل مع الموضوع إلا من خلال أن نكون مبادرين ، كنظام سياسي مسؤوليته وان يحمي المشروع الوطني الفلسطيني في المقام الأول وان يبادر بمبادرات سياسية واقتصادية واجتماعية تهدف للاستجابة لرغبة الناس وهموم واحتياجات الناس وتعكس تطلعاتهم وتطرح بقوة وبموقف فإما أن يقبل بها من الجميع وهذا ما نريد ، أن كنا نتحدث عن الانتخابات أو أن الطرف الذي يرفض يتحاسب عليها سياسيا ويدفع ثمنها ثمن سياسي ".

وأعرب عن الأمل بأن تمهد الانتخابات المحلية في العشرين من شهر كانون الأول القادم لانتخابات تشريعية وقال"المطروح هو الدعوة لانتخابات عامة بمفهوم انتخابات رئاسية وتشريعية على أساس أن تتم في كل أنحاء الوطن ولكن إذا استمرت حركة حماس بالتمنع وعدم السماح بإجراء الانتخابات في قطاع غزة فان السؤال المطروح ، والذي يتطلب قرارا قويا من قبل النظام السياسي، هو هل سنواصل رهن كل المشروع لأهواء وأراء وفتاوى فيما يتصل بإمكانية تحقيق المصالحة من عدمها والتي في الكثير منها تطرح قضايا تعجيزية ..لا يجوز وقد آن الأوان أن نكسر حاجز الخوف".

وشدد على وجوب تجاوز مقولة أن إجراء الانتخابات في جزء من الوطن هو تكريس للانقسام وقال" أنا أقول لا ، أنا أتفهم التفكير الأولي بهذه الطريقة ، ولكن بعد 5 سنوات لم تتحقق المصالحة والناس تقول أنها لن تحدث أبدا ، وأمام هذه التجربة فقد آن الأوان أن نعيد النظر في الموقف وان نوقف خوفنا من هذا الموضوع وان نكون أسرى لهذا الخوف وهو ما يعطل انتقالنا إلى الخطوة التالية في عملية ضرورية باتجاه إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أساس ديمقراطي".

وأضاف" إذا حماس لا تسمح بإجراء الانتخابات في قطاع غزة فعندها تجري الانتخابات التشريعية حيثما أمكن في الضفة الغربية ، الأساس يكون الطرح انتخابات رئاسية وتشريعية في كافة أنحاء الوطن وإذا وصلنا إلى نقطة رفضت فيها حماس أن تغير موقفها فيما يتعلق بإجراء الانتخابات في قطاع غزة فشخصيا اعتقد أن هناك منطق بان نجري انتخابات تشريعية ونرجيء موضوع الانتخابات الرئاسية إلى فترة لاحقة".

وتابع" في ظل مواقف حماس فان ليس بامكان المواطنين في غزة أن يشاركوا بالانتخابات تصويتا ولكن بإمكانهم أن يترشحوا في ظل النظام النسبي الكامل وبالتالي في حالة من هذا القبيل تصبح الانتخابات ترشيحا وانتخابا للمحافظات الشمالية وفي المحافظات الجنوبية ترشيحا ..الوضع لن يكون مثالي تماما ولكن على الأقل يكون لدينا مجلس تمثيلي منتخب جديد وفيها تمثيل من الضفة، بما فيها القدس، وقطاع غزة".

وأعرب عن اعتقاده بأن " الانتخابات الرئاسية لا تكون ممكنة في انتخابات من هذا النوع فالرئيس يكون منتخب فقط في جزء من الوطن وأنا أقول أنها ليست ظريفة وبالتالي ففي حالة من هذا النوع فعلى الأقل نجري انتخابات تشريعية" وقال" اعتقد أن هذا المجلس الجديد يزود النظام السياسي الفلسطيني في إطار التشريع واتخاذ القرار والمحاسبة والمساءلة بما يمكننا من التعامل مع مسؤولياتنا بطريقة أفضل بكثير مما هو قائم حاليا فمخطئ من يظن أن الحكم بدون مجلس تشريعي أسهل من الحكم بمجلس تشريعي فمن واقع تجربة 5 سنوات أنا قول لكم أن هذا غير صحيح فهو أفضل بكثير وأسهل بكثير في حال وجود مجلس تشريعي".

وشدد فياض على أن " ما اطرحه يضع بداية تحرك يضع ديناميكية جديدة" وقال" الأولوية تبقى لإجراء الانتخابات في كل الوطن ولكن حماس تمنع إجراء الانتخابات في غزة فلا يجوز أن تبقى الأمور على ما هي عليه".

وشدد فياض على أن موقفه الشخصي من الانتخابات لم يتغير في إشارة إلى ما نشر عن مقابلة أجرتها معه صحيفة الواشنطن بوست وقال"الحديث في تلك المقابلة كان عن الانتخابات التشريعية وكل ما قيل بعد ذلك هو تأويل سببه ما كتبته صحيفة هآرتس عن مقابلتي مع صحيفة الواشنطن بوست وليس ما نشرته الواشنطن بوست فتبقى الأولوية أن تجري الانتخابات فإذا ما جرت الانتخابات في إطار تستمر فيه حماس بالتمنع ومنع الانتخابات في غزة فإننا نكتفي فقط بانتخابات تشريعية لأنه عندها انتخاب رئيس لن يتم من كل الوطن وبإمكانها أن تنتظر ولكن على الأقل لنحدث تقدم".

وأكد على انه يرفض تماما أن يكون متشائما رغم الواقعية التي تحدث فيها بتصريحاته الأخيرة وقال" واجب علينا أن نبعث التفاؤل ولكن هذا لا يعني أن يكون الشخص عدميا وإنما منطلقا من معطيات فإذا في أي تحليل لم ننطلق من المعطيات كما هي بشكل موضوعي فاعتقد لا نكون نوصف الوضع كما هو فعندما تكون هناك حالة تهميش فيجب أن نتعامل معها ولا أقول أننا السبب في ذلك ولكن هذا هو الواقع".

وأشار إلى أن " هناك أسباب موضوعية للتهميش بداية بالربيع العربي الذي شغل المنطقة وشغل العالم بالمنطقة في إطار الربيع العربي وتزامن هذا مع الانتخابات الأمريكية ومع المشاكل في منطقة اليورو في أوروبا فالاهتمام أصبح للمناطق التي فيها ربيع عربي على حساب القضية وأنا أقول انه بالمقارنة مع الوضع الصعب الذي نواجهه على الساحة الدولية والساحة الإقليمية فانا انظر بخطورة اكبر للضرر الناجم لجهة التهميش على الساحة الإقليمية منه على الساحة الدولية ..أنا غير واثق أن تعود القضية إلى مركز الاهتمام الإقليمي بهذه السهولة فهذا أمر بحاجة إلى عمل ومتابعة فإذا ما كنا نفكر بعملية سياسية فان العدو الأكبر لنا أن نكون معزولين وهذا يتطلب تقييم الخيارات".

من جهة ثانية وبشأن ما عرضته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قال" كل ما رشح من كل اللقاءات هو محاولات محمومة من القوى المؤثرة في الساحة الدولية لإعادة العملية السياسية بمفهوم إعادة إطلاق العملية التفاوضية دون وقف الاستيطان ولكن مع إجراءات يقوم بها الجانب الإسرائيلي بما يجعل العودة إلى المفاوضات أمرا أكثر يسرا على الساحة الفلسطينية وكان مطروح بشكل محدد موضوع الأسرى وهذا هو المتداول وما كان معروضا من الجانب الإسرائيلي لم يرقى إلى المستوى المطلوب كأساس لإعادة الحراك السياسي أساسا في غياب وقف الاستيطان لأن الإسرائيليين في موضوع الأسرى على سبيل المثال فان كل ما رشح عن اتصالات مباشرة وغير مباشرة حاولوا أن يجزؤا الأسرى ما قبل أوسلو عوضا عن التعامل مع الموضوع ككل متكامل".

وأشار إلى أن هناك موقف معروف تتبناه الإدارة الأمريكية وقال" منذ 2009 بعد أن تبددت آمال الإدارة الأمريكية في إمكانية إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان ، ففي البدايات وإذا ما راجعتم تصريحات المسؤولين الأمريكيين فانه كانت هناك حدة في موضوع الاستيطان وبعد انقضاء عامين من إصرار الإدارة الأمريكية ضمن الرباعية وثنائيا وأيضا الموقف الأوروبي الذي لحق بالموقف الأمريكي فان الدعوة هي لاستئناف المفاوضات سواء بوجود استيطان أو عدم وجوده ونسوا أن مسؤولين كبار قبل تبدد الآمال بوقف الاستيطان كانوا يقولون أنهم لا يريدون الاستماع إلى أي كلام عن توسع استيطاني سواء نمو طبيعي أو غيره وقد نسوا اللغة الحاسمة التي تحدثوا بها وتغيرت المفاهيم".

وتساءل " هل هناك بيان للرباعية يتحدث عن حدود 1967 ؟ علما بأن جورج بوش نفسه في كلمة رسمية مكتوبة في حديقة البيت الأبيض في استقبال الرئيس محمود عباس أشار إلى خطوط الهدنة عام 1948 كأساس للحل ولكن الآن فان الإشارة إلى حدود 1967 أصبحت مستحيلة في إطار اللجنة الرباعية وبالتالي فان هناك حالة تآكل وانسداد أفق وإصرار من الإسرائيليين على تعميق الواقع الاحتلالي".

من جهة ثانية فقد أكد على المنطقة (ج) والاهتمام الدولي المتصاعد فيها منوها إلى المشاريع التي تنفذ فيها وإثارة العديد من العديد بشأنها بما فيها مدينة روابي التي أصبحت الأكثر شهرة في العالم والطريق المؤدي إليها في المنطقة (ج) والذي أصبح الشارع الأكثر شهرة في العالم وقال" في ذلك تأكيد من الشعب الفلسطيني على حقه بالحياة".

وشدد على أن "الاهتمام بالمنطقة(ج) أصبح كبيرا مقارنة مع السابق وهناك العديد من البيانات التي أبرزت هذا الأمر ومنها بيان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وبيان اللجنة الرباعية الأخير ".

كما وأدان المخططات لإزالة عدد من التجمعات السكانية الفلسطينية في جنوب الخليل بالإضافة إلى سوسيا وقال" هذا الأمر بمنتهى الخطورة ونحن نتابع هذا الأمر بشكل حثيث وحدثت اتصالات كثيرة ونحن ضد كل أشكال الهدم حتى لو تناول بركس واحد فهي مناطق موجودة منذ زمن ومثبتة على الخرائط وهي تستهدف لا لشيء إلا لأن سكانها فلسطينيين وبالتالي فان هناك اهتمام دولي نأمل أن يوازيه اهتمام محلي وسأذهب إلى هناك يوم الأربعاء".

عن "الأيام"