الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

تحكمهم المزاجية.. سائقو المركبات الفلسطينية ضحايا عربدة شرطة الاحتلال

نشر بتاريخ: 25/01/2007 ( آخر تحديث: 25/01/2007 الساعة: 16:20 )
قلقيلية- معا- رائد عمر- كانت الساعة قرابة الثالثة والنصف عصراً عندما كنت أنا ومجموعة من الصحفيين والمصورين عائدين أدراجنا من بيت لحم الى شمال الضفة الغربية في إحدى المركبات العمومية.

وعلى الطريق الذي يربط محافظة بيت لحم بمحافظة رام الله وتحديداً بالقرب من مدخل عناتا تفاجأنا بمركبة بيضاء اللون تحمل لوحة تسجيل اسرائيلية تقف الى جانب الطريق, ليترجل منها شخص يحمل بندقيته ويرتدي زي الشرطة الاسرائيلية فطلب منا الوقوف جانبا.

وبعد أن توقفت السيارة أخذ الشرطي يتفحص أوراق السائق ومركبته, ليقول له فيما بعد بأنه تجاوز على خط ابيض, الأمر الذي لم يحدث- وفق مشاهدتي- كوني اجلس في المقعد الامامي المجاور للسائق.

وعندما حاول السائق الذي يدعى "وائل" الدفاع عن موقفه, قاطعه الشرطي ثائلاً بغضب "هل انت تكذبني", وهدده بسحب رخصته, اذا جادله ثانيا, مكتفياً هذه المرة بتحرير مخالفة له قدرها 500 شيكل فقط!.

وبعد أن انتهى الشرطي من تحرير مخالفته "الجائرة" وسلمها للسائق "المغلوب على أمره" عاد الشرطي الى موقعه ليتربص فريسة أخرى, على الاغلب ستكون مركبة فلسطينية, وليست مركبة مستوطن من الذين يسلكون نفس الطريق.

وحسب القانون الاسرائيلي فان مخالفة التجاوز على خط ابيض غالبا ما تكون الف شيكل وتحويل السائق الى محكمة يتم بموجبها سحب رخصة قيادته لمدة 30 يوما على الاقل, والسؤال الذي يطرح نفسه, اذا كان السائق فعلا مذنب وتجاوز خطاً ابيض كما ادعى الشرطي, فلماذا اكتفي بغرامة قدرها 500 شيكل؟.

ربما كل سائق فلسطيني يسير على الشوارع الرئيسية خارج مدن الضفة الغربية يعلم ببساطة ما يجري على تلك الشوارع, فالسائق الفلسطيني مطارد من قبل دوريات الشرطة الاسرائيلية في أغلب الاحيان, ولن تمر وقفته أمام دورية للشرطة دون مخالفة مهما كان نوعها!.