السبت: 09/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاتحاد الاوروبي يطالب أسرائيل بوقف الترحيل القسري للفلسطينيين

نشر بتاريخ: 09/08/2012 ( آخر تحديث: 09/08/2012 الساعة: 12:39 )
الخليل-معا- قام رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، برفقته مجموعة من قادة الاتحاد الاوروبي من البعثة في القدس ورام الله في زيارة لخربتي المفقرة وفخيخيت اللتان تواجهان خطر الهدم والتشريد في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل ضمن ثمانية تجمعات سكانية مهددة.

وكان الهدف من هذه الزيارة الميدانية اليوم، هواللحصول على انطباع مباشر عن التطورات في المنطقة، لإظهار القلق إزاء الآثار الإنسانية المترتبة على أي هدم للمنازل والنقل القسري للسكان، والتعبير عن التزام الاتحاد الأوروبي إلى مستقبل مستدام للشعب الفلسطيني والمجتمعات المحلية في المنطقة (ج)، وأطلعهم رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، خلال كلمة له في خيمة نصبت في خربة المفقرة، على الجهود الفلسطينية في دعم هذه المنطقة والمناطق المهمشة الأخرى في الأراضي الفلسطينية.

واطلع ممثلو الاتحاد الأوروبي والدبلوماسيون المرافقون في الجولة، على الاجراءات الاسرائيلية في محكمة العدل العليا والتي ردت التماساً بوقف ترحيل السكان وعددهم نحو 1500 نسمة عن أراضيهم، لكن المحكمة ردت ذلك الالتماس بعد قرار وزير جيش الاحتلال تحويلها لمنطقة تدريب عسكرية للجيش الاسرائيلي، خلافا لالتزامات إسرائيل كقوة محتلة على الارض، وبالتالي الحد من مزيد من الفرص للمجتمعات الفلسطينية للعيش والعمل في المنطقة والحد من أي إمكانية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين في هذه المنطقة من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

واعتبر رئيس الوزراء أن قرار إسرائيل القاضي بإزالة القرى والخرب الثمانية (مجاز، والتبان، وصفي، والفخيت، والحلاوة، والمركز، وجنبا، وخروبة)، والقرى الأربعة الأخرى التي يهددها القرار، الواقعة جميعها في جنوب الخليل، وطرد وتهجير سكانها ما يزيد عن 1500 نسمة، بهدف السيطرة على المزيد من الأرض وإنشاء شريط عازل على حساب أراضي شعبنا، يأتي في إطار إمعان إسرائيل في السيطرة على مزيد من الأرض الفلسطينية، وتدمير حل الدولتين، وهو يشكل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني.

ودعا فياض المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لإلزام إسرائيل بإلغاء قرراها، وشدد على ضرورة إلزام إسرائيل بالتقيد بقواعد القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة.

وأشاد رئيس الوزراء بالحضور الدولي الهام للوقوف على واقع هذه المناطق المأساوي الناجم عن الممارسات والسياسات الإسرائيلية الممنهجة، والتي لا يمكن أن تفُسر إلا في إطار استهداف الوجود الفلسطيني في هذه الأرض، وقال "إن هذا الحضور الدولي الفاعل هو امتداد لما نلمسه من التعاظم في التعاطف الدولي مع شعبنا وسعيه المشروع في نيل حريته واستقلاله".

وأكد فياض تعاظم الوعي الدولي تجاه أوضاع شعبنا وحقوقه المشروعة، وخاصة في المناطق المسماه (ج)، والتي تتعرض لأقسى وأسوء أشكال المعاناة والهدم والتهجير، وأشار إلى التقارير الصادرة عن أطراف دولية عديدة ومؤثره في المجتمع الدولي، والتي أكدت على أن الممارسات والسياسات الإسرائيلية باتت تعرض بصورة جدية حل الدولتين لخطر حقيقي.

كما أشار إلى تقريرا قناصل الاتحاد الأوروبي حول القدس الشرقية والمناطق المسماة (ج)، حيث أشار التقريران إلى أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن توصف إلا بأنها تنفيذ لسياسة ممنهجة تهدف إلى جعل هذه المناطق طاردة للوجود الفلسطيني فيها، وقال "أعتقد أننا بوقفة واحدة وتدخل دولي فاعل، ومخاطبة المجتمع الإسرائيلي بكافة مكوناته، كي يتحمل مسؤوليته كذلك إزاء الأخطار الحقيقية التي ستترتب على الاستمرار في هذا النهج القائم من قبل الحكومة الإسرائيلية، والذي لا يمكن أن يؤدي إلا إلى تقويض إمكانية قيام دولة فلسطينية، سنتمكن من إلزام إسرائيل بالتوقف عن هذه الممارسات".

وأكد الدبلوماسيين لرئيس الوزراء على الالتزام القوي للاتحاد الأوروبي من أجل رفاهية الشعب الفلسطيني في المنطقة (ج)، وخاصة تلك المجتمعات تحت تهديد الهدم في تلال الخليل الجنوبية.

وأشار ممثلي الاتحاد الأوروبي الى أهمية تطبيق القانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين.

ودعا الممثلين إسرائيل إلى الوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بالظروف المعيشية للسكان الفلسطينيين في المنطقة (ج)، من خلال تحول سياسة تنطوي على موافقة المتسارع لخطط رئيسية للفلسطينيين، ووقف النقل القسري للسكان وهدم المساكن والبنى التحتية الفلسطينية، وتبسيط الإجراءات الإدارية في الحصول على تراخيص بناء، وضمان الحصول على المياه وتلبية الاحتياجات الإنسانية والتطورات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة (ج) ذات أهمية حاسمة من أجل بقاء الدولة الفلسطينية المستقبلية في هذه المناطق الحيوية للدولة.

والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيها تؤكد على مواصلة تقديم المساعدة المالية من أجل التنمية الفلسطينية في المنطقة (ج)، ويتوقع أن تتم حماية هذه الاستثمارات لاستخدامها في المستقبل، وسيواصل الاتحاد الأوروبي التعامل مع حكومة إسرائيل للعمل على تحسين آليات تنفيذ المشاريع الممولة من قبل المانحين لصالح السكان الفلسطينيين في المنطقة ج.

الى ذلك وصف، محمود حمامدة، ممثل السكان في خربة المفقرة، الزيارة بالتاريخية، وبأنها ستضع حداً لسياسة الاحتلال الاسرائيلي الهادفة لتهجيريهم وترحيلهم عن أرضهم، لافتاً الأنظار الى أنه تم ترحيلهم قبل 13 عاما عن أراضيهم، ولن ينصاعوا لقرار تهجيرهم.

من جانبه أكد محافظ الخليل، كامل حميد، على أن السلطة الفلسطينية لن تترك مواطنيها وحدهم لمواجهة الاحتلال وستدعمهم بكل الوسائل لتمكينهم من الصمود فوق أرضهم.

وطالب ممثلو الاتحاد الاوروبي بالضغط على حكومة الاحتلال لوقف سياساتها العنصرية ضد السكان العزل.

وتنتشر في منطقة مسافر يطا عدة مستوطنات اسرائيلية هي ليست ببعيدة عن التجمعات السكانية الثمانية، وقرر وزير الجيش الاسرائيلي طردهم منها.