نشر بتاريخ: 09/08/2012 ( آخر تحديث: 09/08/2012 الساعة: 17:37 )
بقلم : هيثم عامر
هل حقا أننا وصلنا إلى الاحتراف المعمول به لدى الدول التي دخلته من أوسع الأبواب ؟ ونحن نرى ما يحدث داخل ملاعبنا من فوضى عارمة ومحزنة بكل ما يتعلق من شتائم وتصرفات الجماهير ورميها لعبوات الماء إلى أرضية الملاعب في مرات متكررة ، وما يحدث بالسوق السوداء التي تبدو أنها ظاهرة جديدة عندنا وكذلك عزوف الجماهير في غالبية المباريات، وإفراغ بطولتنا من نجوم الدوري الى الدول الأخرى لعدم وجود لوائح ونظام وقوانين مدروسة بتنظيم الاحتراف في بطولتنا.
كل ما يمكن أن أقوله هو أن ما يعمل به الآن اتحاد كرة القدم الفلسطيني هي اجتهادات وتصرفات شخصية وإدارية لا غير الانتقال أو الاحتراف بحرية تامة وفق القوانين العالمية من قبل «الفيفا» لا يكون بتلك الطريقة التي يسير عليها إتحادنا ، فبعد أن صارت الرياضة تجارة وأصبحت المادة هي الغاية والهدف الذي تنشده من أجل دخولها الاحتراف بدون وضع ضوابط وقوانين تخول لها دخول الاحتراف الحقيقي،دون أن ننكر بأن المال جزء مهم من أجل مسايرة الاحتراف.
ومن هنا حرص الاتحاد الدولي «الفيفا» على سن القوانين واللوائح الخاصة بالاحتراف، وكم يهمنا كثيراً أن يكون نفس الحرص والاهتمام لدى اتحادنا الفلسطيني للعبة حتى يتماشى مع كافة قوانين ولوائح الفيفا وبما أن اتحادنا الموقر يقع تحت سلطة الفيفا ، لذلك يجب عليه مواكبة ما يجري ويدور حولنا في عالم الاحتراف الكامل والمنظم، وليس كما يحدث ويخطط له اتحادنا مند البداية من تخبطات وفوضى في الاحتراف قد تجعل من احترافنا انحرافا يقوض كرتنا لذا على الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم التقيد بكل قوانين وضوابط الاحتراف حتى لاتقع كرتنا في الفشل، من أجل المساهمة في تطوير مستوى كرتنا الفلسطينية.
ومع مرور الأيام والتجربة سينكشف لنا أن الاحتراف ببلادنا قضية فاشلة، وعلى اتحاد الكرة ولجنة المسابقات بالاتحاد والجهات الممولة ماديا التوقف قبل فوات الآوان، لإعادة النظر في الاحتراف الحقيقي من أجل إصلاح الخلل والثغرات والانطلاق من حيث سنبدأ بخطوات سليمة، وبقوانين حازمة كفيلة بأن تجعل كرتنا تنطلق منذ بدايتها بالاحتراف الكامل، وليس حبرا على ورق، إذا أردنا حقا الدخول الفعلي أو التقدم والتطور الحقيقي للكرة الفلسطينية .
نحن في فلسطين طبقنا الاحتراف على اللاعبين فقط حيث أسميناهم محترفين ووقعنا معهم عقوداً ليتفرغوا للتدريب ومع ذلك نجد الكثير منهم غير متفرغين وإن طلب المدرب إجراء تدريب صباحي نجد الكثير منهم يتغيب عن التدريب ، وفي ظل واقعنا الحالي نجد أنه من الصعوبة أن يلبي أي فريق فلسطيني متطلبات الاحتراف التي اعتمدها الاتحاد اللآسيوي لكرة القدم .
وإذا نظرنا لواقعنا الحالي نجد أن أبسط أمور الاحتراف المعمول بها غير متوفرة عندنا ومنها على سبيل المثال : ضرورة أن يتوفر لكل نادي ملعب خاص به ولكن للأسف الملاعب الصالحة للعب في بلادنا لا تتعدى أربعة ملاعب فقط ، وكذلك عدم الالتزام بالموعد المحدد للمباريات وكأن الوقت ليس له أهمية عند الاتحاد ، ومن النقاط الهامة والمخزية أن الاتحاد يرى ويشاهد التجاوزات التي تحدث من الجماهير واللاعبين والإداريين داخل الملعب دون أن يوقع أي عقوبة عليهم ولعل ذلك كان واضحاً في بطولة كأس الشهيد أبو عمار الجماهير تشتم وترمي العبوات داخل الملعب ولاعب يوجه حركات قذرة للجماهير ... والمعروف في معظم الدول أن أي تجاوزات تحدث في مباراة من دوريات العالم يتم عقد اجتماع لاتحاد تلك الدولة في فترة لا تتجاوز أسبوع يتم من خلالها فرض العقوبات على الأندية.
وأخيراً أتمنى التوفيق للاتحاد في قادم البطولات وكذلك الإسراع في فرض العقوبات على الأندية التي تستحق العقوبة حتى تكون تلك الأندية عبرة لغيرها ، وكذلك ضرورة الالتزام بالموعد الموعد المحدد للمباريات فإذا كانت المباراة الساعة 10.00 تلعب الساعة 10.00 وليس 10.14 وما شبه ذلك .
[email protected]