مركز حق العودة الثقافي يعقد ندوة تتعلق بالمهجرين واللاجئين داخل الوطن المحتل
نشر بتاريخ: 25/01/2007 ( آخر تحديث: 25/01/2007 الساعة: 19:31 )
سلفيت-معا- خلال ندوة عقدها مركز حق العودة الثقافي يسلط الضوء على المهجرين واللاجئين داخل الوطن المحتل عام 1948 ، تحدث الفحماوي وبدأ اللقاء بكلمة ترحيبية لمدير مركز العودة ياسر البدرساوي الباحث في شؤون اللاجئين وحق العودة .
وثمن البدرساوي دور المؤسسات التي تعنى بحق العودة وعلى راسها وزارة شؤون اللاجئين الذي جاء هذا اللقاء بالتعاون معها في محاولة لتسليط اضوء على موضوع لا يعرفه الكثير عن اللاجئين والمهجرين داخل الوطن المحتل عام 48،واعتبر البدرساوي ان هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات والندوات التي يقيمها مركز حق العودة الثقافي، ودعا البدرساوي الى تفعيل قضية اللاجئين والقيام بسلسلة فعاليات لاظهار قضيتهم وابرازها.
وفي كلمته اعتبر المهندس سليمان الفحماوي ان المهجرين من قراهم الاصلية عام 48 ويعيشون داخل الوطن المحتل عام 48 ضيوف على القرى التي يسكنون فيها حتى يعودوا لقراهم المهجرة،وأضاف ان عدد المهجرين في الداخل ما بين 250-260 الف مهجر يسكنون في وطنهم وحرموا من العودة الى بلداتهم الاصلية،وتبلغ نسبتهم حوالي 25% من مجموع السكان العرب في البلاد, او 5% من مجموع اللاجئين الفلسطينيين، ومثال القرى المهجرة الغابسية شمال فلسطين، ويسكن اهلها بالقرب منها ولا يبعدون عنها سوى امتار قليلة، وعندما صدر قرار من محكمة العدل العليا بعودة اهلها اليها عام 1952 عادوا لمدة اسبوع ثم طردوا منها بامر من الحاكم العسكري في المنطقة، واعتبرها منطقة عسكرية مغلقة ممنوع دخول اهلها اليها.
ويضيف الفحماوي انه يبلغ عدد القرى المهجرة 280 قرية فلسطينية، ومثال على المهجرين يوجد في الناصرة 20 الف صفوري اصلهم من بلدة صفوريا التي هجروا منها ومنعوا من العودة اليها. كما اعتبر قسم كبير من الاماكن المقدسة حدائق وطنية تتعرض للهمال ومنع العرب من دخولها مع محاولات دائمة الى اعادة فتحها من قبل بعض الجمعيات العربية.
وتناول الناطق الرسمي لجمعية الدفاع عن حقوق المهجرين داخل( 48) الحديث عن نشأة الجمعية ودوافع قيامها حيث يقول انه في عام 1992 طرحت قضية مهجري 48 واعتبر الاحتلال انهم مواطنون لهم حق المواطنة داخل اسرائيل ولاقضية لهم، فتحرك على اثرها مجموعة من المهجرين لتشكيل اللجنة القطرية للدفاع عن حقوق المهجرين وقد تم اول لقاء لها في طمرة عام 1994،وانطلقت في عملها الاعلامي منذ البداية مطالبة بحق العودة وموضحة قضية المهجرين ونقلها للراي العام، مع انه ووجه الامر في البداية بضعف احتمالية النجاح وصعوبة تحقيق الفكرة لتي تتضمن عودة المهجرين الى ديارهم وبلدانهم التي اخرجوا منها.
ومن اول الاعمال التي قامت بها اللجنة مسيرة العودة الى قرية مهجرة، وكان اول اختيار على قرية صنورية، وتم ذلك في الذكرى ال 50 للنكبة، واقيم مهرجان شعبي كبير وفيه رسالة تحدي، وحاول الاحتلال عرقلة اقامته.
وبعد هذه المسيرة بدأ بوضع خطة عمل على مدار السنة وكانت الفكرة الاساسية العملية التثقيفية والعودة للذاكرة والانتماء الفلسطيني، وقرر اعلان النشاط السنوي في ذكرى اقامة كيان الاحتلال كتحدي له وتذكيرا للعالم بان ما يسمى بدولة اسرائيل قامت على مأساة شعب اخر طرد من ارضه.
بلغ عدد المسيرات كما يقول الفحماوي التي اقامتها اللجنة سبع مسيرات عودة لقرى هجر اهلها، ويتم خلال هذه الزيارات تعريف كبار السن والاباء للاحفاد والابناء معالم قريتهم الاصلية والحديث لهم عن تاريخها وذكرياتهم فيها، ويتفقدوا بيوتهم المهجرة وممتلكات اجبروا ان يتخلوا عنها.
ويصف الناشط في مجال عودة المهجرين كيف تنهال الاتصالات قبل بدء المسيرة باشهر حيث يطلب المتصلون وبرجاء طالبين ان تكون المسيرة القادمة لقراهم المهجرة، و يتسابقون لتكون لقراهم النصيب الاول، ويتمنون ان يروها ولو ليوم واحد.
ويتحدث الفحماوي عن ثمرات عمل اللجنة، فبعد سنوات من عملها اصبح الاهالي يصحون من سباتهم، وازاد وعيوهم بحقوقهم بالعودة لقراهم، واصبح اجماع على العودة لدى المهجرين، واخذت الجمعية الشرعية من الجماهير العربية ولجنة المتابعة.
ولم تخل مسيرة الجمعية من صعوبات فقد ووجه طلب تسجيل الجمعية في الجهات الرسمية رفضا، الا انه تم الموافقة على اعطائها التسجيل بعد ان رفعت طلبا لمحكمة العدل العليا.
ولفترة قريبة لم يكن للجمعية مقر لها، وكانت تتنقل من مكان لاخر الى ان استطاعت ان تقيم مقرا لها في مدينة الناصرة تزاول منه نشاطاتها، وتمتلك الجمعية في الوقت الحالي متحفا للتراث الفلسطيني يضم 550 قطعة اثرية مما كان يستخدمه الاهالي في حياتهم، كما تقوم الجمعية بأرشفة كل ما يتعلق بقضية عودة المهجرين وما يلزم لدعم حقهم بالعودة مثل الخرائط والصور الجوية، وقامت الجمعية بجمع معلومات اولية عن 13 قرية واخذت ل 33 قرية فلسطينية صورا جوية لها قبل هدمها، كما تقوم الجمعية بمشروع جمع كل ما يتعلق بمساحات الاراضي وملكيتها، بالاضافة لمشروع اعادة بناء قرية مهجرة ووقع الاختيار على قرية الغابسية، حيث تم البحث بدقة عن القرية وسكانها ومرافقها والمخططات القديمة لها، وقد انجز جزء كبير من هذا المشروع.
كما تعمل الجمعية على المستوى الجماهيري فلها نشاط دائم بين المواطنين ووصل نشاطها للمدارس الاعدادية والثانوية، وحاولت ان تجعل موضوع المهجرين موضوعا اساسيا للطلبة في ابحاثهم .
وعملت اللجنة ايضا على المستوى السياسي فهي عضو في لجنة المتابعة العربية، وطرحت قضية المهجرين على مستوى اعضاء البرلمان، وعملت اضرابات. وعندما طرحت قضية عودة المهجرين لقراهم في الكنيست في عهد شارون قال انه لا يحق لهم العودة لانه بذلك سيصبح ذلك سابقة خطيرة.
وتطرق الفحماوي للحديث عن كتاب "التطهير العرقي للفلسطينيين" لمؤلفه المؤرخ الاسرائيلي ايلان بابي المحاضر في جامعة حيفا، والذي قال فيه ان الاسرائيلين كان يتخذون بعض القرى الفلسطينيية مسرحا للتدريب وتعلم عادات السكان، ويتخذونها نموذجا لطرد السكان قبل تطبيق ذلك عمليا على بقية القرى.
واوضح النشاط الفحماوي ان للجنته تواصل مع الفلسطينيين في الداخل والخارج وهم عضو في لجان تنسيق العودة العالمي، والذي يهدف للمطالبة بحق العودة وعدم التلاعب به باعتباراه حقا مقدسا بالاضافة الى كونه حقا فرديا، ولكل شخص المطالبة بحق العودة.
وافصح الفحماوي ان الية العمل في الداخل تبقى محدودة واي مسيرة يريدون القيام بها تحتاج لترخيص.
30 قانونا لمصادرة الاراضي
وتطرق المهندس الفحماوي لقانون المصادرة، حيث كثرت لتصل الى 30 قانونا لمصادرة اراضي الاهالي في الداخل، فمن اصل مليون و850 الف دونم للفلسطينيين في الداخل اصبح لهم فقط 650 الف والبقي صودر وحوصر. ويضرب على ذلك بمثال اراضي ام الفحم التي كان مساحة اراضيها 125 الف دونم واصبحت الان 21 الف دونم فقط.
واعتبر الفحماوي ان سياسة الاستيطان يتبعها الاحتلال حتى في الداخل، وتحيط بالقرى والمدن الفلسطينية محذرا من نقل معسكرات الجيش التي يقيمها الاحتلال في الضفة الى الداخل وعلى اراضي لفلسطينيين في الداخل اذا ما نفذت خطة الانطواء احادي الجانب.
واستحضر الفحماوي تجربة نضالية للفلسطينيين في الداخل وهي استعادة اراضي الروحة بعد ان صدر قرار بمصادرتها واقامة معسكرات للجيش عليها، فقد تمكن اهالي الداخل من استعادتها وجاء ذلك بعد نضال استمر 6 سنوات للجنة الشعبية للدفاع عن اراض الروحة، حيث تم الغاء الصبغة العسكرية عن اراض الروحة بصورة كاملة.
وفي ملخص عن هذه التجربة النضالية، يقول الفحماوي وهو رئيس لجنة الدفاع عن أراضي الروحه بعد ان حاولنا استعادة اراضينا من سلطات الاحتلال بمختلف الوسائل التي لاقت الفشل عمدنا الى اقامة خيمة اعتصام امتدت 28 يوما على اراضي الروحة، اصبحت خلالها مزارا وتجمعا، الا انه وبتاريخ 28/9/1998 تم مهاجمة الخيمة ومحاصرتها بما يقرب من 5000 جندي ووقعت اشتباكات كان حصيلتها مئات الاصابات بين المواطنيين والطلبة ودامت على مدار اربعة ايام حتى تدخل في حينها الرئيس الاسرائيلي وطالب بوقف الحرب!!
وبعدها استمرت المفاوضات حتى عام 2000 ولم يتم التنازل بالمطالبة بالعودة للارض، وتم رفض الطروحات التي طرحت عليهم ومن ضمنها تبادل الاراضي او اعطاء اراضي بديلة لوقت محدد بعدها ترجع الاراضي لاصحابها.
وتم التوصل الى الغاء الاوامر العسكرية المصادرة لاراضي الروحة، وازالة معسكرات الجيش، وضمت اراضي الروحة لاراضي السلطات العربية وذلك بتاريخ 30/12/2000.
ومن خلال تجربة نضال اراضي الروحة وجه المهندس سليمان عبرة ونصيحة للفلسطينيين بالمثابرة وعدم الاستسلام والعمل الجماعي، حيث تكونت اللجنة التي قامت بالدفاع عن الاراضي من 38 عضوا من مختلف الجمعيت والاحزاب والاطياف السياسية المختلفة فتوحدت كلمتها وقرارتها، اضافة الى انه تم وضع خطط على اساليب علمية واحضار الوثائق والادلة وكل ما يلزم لاثبات الحقوق.
وطالب الفحماوي الفلسطينيين بالتوحد على هدف واحد وان لا يتيحوا الفرصة للطرف الاخر بان يدق اسفين الخلاف بينهم.
وفي جانب اخر اقر الفحماوي بتأثر قسم كبير من المجتمع العربي بالمجتمع الاسرائيلي المحتل، واشار الى ان هنالك محاولة لوقف الدمج ومن ضمن ذلك محاولة توقيف الخدمة الوطنية التي طرحت بدل التجنيد، ويتم رفض تلك الفكرة وذلك خوفا من الدمج.
واعتبر الفحماوي ان الوزير العربي الذي يراد تعيينه في الحكومة لا يمثل الجماهيير العربية، واعلن ان العرب لا يولون على تعيين وزير عربي في الحكومة الاسرائيلية الكثيير فالحقوق مهضومة وعادة ما يكون مثل هذا المنصب لاهداف شخصية.
وبخصوص اعمال القتل التي تجري في العراق ندد الفحماوي بها وطالب بان يكون لهم وضع خاص وانهم لاجئون لحين عودتهم ولا يجب اعتبارهم نقمة.