عام على تسونامي حماس.... سياسيون يتذكرون الزلزال وتداعياته !!
نشر بتاريخ: 25/01/2007 ( آخر تحديث: 25/01/2007 الساعة: 22:21 )
بيت لحم- معا- تقرير علي عبيدات- في مثل هذا اليوم من العام الماضي، فازت حماس باغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، محدثةً مفاجأة كبيرة، وصلت الى حد وصفها الكثيريون بـ " تسونامي فلسطين".
حماس في الحكم، قرابة العام، تغييرات كبيرة حدثت، سواء على الصعيد الفلسطيني- الفلسطيني، او على الصعيد الفلسطيني - العربي والعالمي، "معا" حاولت استطلاع اراء بعض ذوي الرأي بعد عام على "تسونامي حماس".
عام صعب للغاية
.....................
الدكتور نبيل شعث، القيادي الفتحاوي ووزير الاعلام السابق، أشار الى انه لم يمر عام بعد على حكم حماس، الا انه اكد انه كان عاما صعبا للغاية، ولكنه اضاف ان صعوبته لم تكن بسبب حماس فقط، وانما بسبب الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، الذي وصفه بالحصار الظالم.
واضاف شعث، قائلا " اشياء كثيرة حدثت، حماس جمدت المجلس التشريعي، ولم تستطع ان تحل مشكلة الفلتان بل تعاظمت، ولم يحدث اقتراب نحو وحدة وطنية حقيقية، وتراجعت العلاقة مع المحيطين العربي والدولي".
واعرب شعث عن امله في ان يكون العام الحالي افضل، يوقف فيه التحريض وتحل فيه الازمة، مؤكدا على امكانية تحقيق ذلك.
عام المناكفات والانكفاءات
..............................
بدوره وصف المحلل السياسي علي الجرباوي، العام الماضي بشكل عام، بعام المناكفات والانكفاءات، مشيرا الى ان الشيء الايجابي الوحيد الذي حدث خلال العام الماضي هو الانتخابات الحره والنزيهة التي حصلت.
واضاف الجرباوي، " الفلسطينيون اقحموا انفسهم بمناكفات داخلية مما ادى الى الوصول الى اقتتال في الشوارع، والى حالة بين الاستقطاب الشديد بين الفرقاء السياسيين، مما ادى الى تراجع على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقيمية".
ووصف الجرباوي ما حدث نتيجة لذلك، بانكفاء القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي، ومن ثم المعاناة جراء ذلك على الصعيد الداخلي والخارجي.
وحول العام الحالي، قال الجرباوي " اذا ما بقي وضع المناكفة كما هو عليه، ولم يتم التوصل الى اتفاق سياسي ما بين الاطراف، فالوضع مرشح للتراجع ايضا على الصعيدين الداخلي والخارجي".
عام الصعوبات على مختلف المستويات
....................................................
كايد الغول، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، اكد ان ابرز معالم العام الماضي كانت الحصار لاعتبارات تتصل بطابع الحكومة، لان برنامجها غير مقبول على المستوى الدولي، وما ساعد في اطالة زمن الحصار هو عدم التمكن من تشكيل حكومة وحدة وطنية وانعكاس ذلك على الاوضاع الاقتصادية الداخلية بما تركه من مصاعب اثرت في قدرة الحكومة على معالجتها، على حد تعبيره.
واشار الغول الى ان ذلك نتيجة لعدم استجابة برنامج الحكومة لشروط الاطراف خارجية، التي سعت للاستفادة من فوز حماس لفرض مزيد من التنازلات على الشعب الفلبسطيني مستغلة في ذلك الحصار ونتائجه الداخلية.
واضاف "ان ما زاد الامور تعقيدا انعكاس هذا الحصار على الحالة الفلسطينية وحالة التأزم الداخلي، مما ادى الى حالة شلل لمؤسسة الحكومة وفي المحصلة للمؤسسة الرسمية الفلسطينية ككل".
ومن ابرز معالم العام الماضي التي ابرزها الغول، الاستقطابات الحادة التي نشأت في اعقاب الانتخابات، والصراع على السلطة الذي ادى الى وصول حالة الاحتقان الى الاشتباكات في بعض الاحيان، وادارة التناقضات بشكل غير معهود فلسطينيا.
وللعام الحالي اعرب الغول عن تفاؤله بان يكون العام الحالي افضل حالا من سابقه في ضوء تجربة العام الاول والقناعة التي ترسخت لدى مختلف الاطراف بان الخروج من المأزق سيكون بتشكيل حكومة الوحدة واعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية.
ابو ليلى العام الجديد... اما حكومة الوحدة او انتخابات مبكرة
.................................................................................
اما قيس عبد الكريم "ابوليلى"، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، فقد اشار الى ان الناخب الفلسطيني عول على الانتخابات الماضية ان تنتج نظاما يقوم على قاعدة التعددية وعلى قاعدة المشاركة في السلطة وفي القرار، النتائج التي حصلت عليها حماس وبالرغم من ان هذ الاغلبية تزيد على الوزن الحقيقي الذي كشفته نتائج الانتخابات النسبية نفسها، دفعت مره اخرى الى استبدال احتكار وتفرد باحتكار وتفرد اخر، على حد تعبيره.
واضاف ابوليلى، "بالتالي وقعت المؤسسة الفلسطينية في ازمة جديدة اكثر عمقا من الازمة السابقة بسبب عاملين، الاول ناجم عن برنامج حماس الذي لا يأخذ بعين الاعتبار حقائق الوضع الاقليمي والدولي ما ادى الى عزله واسعة النطاق للسلطة على الصعيد الدولي وساعد امريكا واسرائيل على خلق مناخ دولي لفرض حصار ظالم ضد الشعب الفلسطيني انعكس على مختلف جوانب الحياة باتجاه زيادة المعاناة التي يتكبدها المواطن الى حدود قصوى لم يسبق لها مثيل".
ومن المعالم ايضا، وفق ما ذكره ابوليلى، التناقض ما بين الرئاسة وبين اغلبية التشريعي والحكومة المنبثقة عنها التي ادت الى تفشي ازدواجية سلطة قائمة على الارض و واشاعة مناخ للاقتتال يهدد بالانزلاق نحو حرب اهلية مدمرة.
وحول العام الثاني لحكم حماس، قال ابوليلى "اذا نجح هذ الجهد فسيساعد في حل الازمة على نحو يدرأ خطر الحرب الاهلية ويساعد على التخلص من قيود الحصار ووقف الانهيار الاقتصادي والامني وايجاد وضع فلسطيني قادر على الاستفادة من الفرص التي بدأت تتاح للبحث عن حلول سياسية للصراع".
واضاف "اما اذا اتضح ان هذه الجولة كسابقاتها فنحن مقبلون على شهور صعبة قد لا نجد سبيلا للخروج من هذه الحالة سوى بالعودة الى الشعب الفلسطيني".
عام انتصار حماس... وانتصار الحكومة
................................................
خليل ابوليله، القيادي في حماس، وصف العام الماضي، بعام انتصار الحكومة، ونهج حركة حماس، معززا رأيه بما وصفه بالالتفاف الجماهيري حول الحركة والحكومة.
واضاف " هناك اعداء كثر تجمعوا وحاولوا وضع العراقيل اما الحكومة وحاولوا اسقاطها، كل التوقعات فشلت، واستمرت الحكومة لهذه اللحظة".
واشار ابوليله، الى ان العام الفائت كان عام انتصار حماس وحكومتها، لانها لاقت تأييدا كبيرا، والتفت حولها الغالبية العظمى من ابناء الشعب الفلسطيني.
وللعام الحالي، قال ابوليله " سيستمر تأييد الحكومة، وستتفكك الجهات المحاصرة للحكومة وللشعب الفلسطيني".