بعد رحلة استمرت شهورا ببرلين- مفتاح العودة يشق طريقه نحو الوطن

بيت لحم- معا- بعد رحلة استمرت عدة اشهر الى مدينة برلين الالمانية والمشاركة بمهرجان فني دولي يشق مفتاح العودة وهو اكبر مفتاح يعكس تمسك اللاجئين الفلسطينين بحقهم في العودة لقراهم الاصلية التي هجرهم منها الاحتلال يشق طريق عودته الى ارض فلسطين.

وبحسب بيان صحفي عن مركز شباب عايدة الاجتماعي في مخيم عايدة ببيت لحم فان المفتاح غادر برلين قبل عدة ايام ليشق طريقه متجها نحو فلسطين عبر ميناء القلاع "اسدود" ليخترق قرى جنوب فلسطين المحتلة عام 1948 زكريا وعلار ودير ابان وعرب والمسمية الكبيرة والصغيرة وتل الترمس والفالوجة وعراق المنشية وخربة عطالله وبيت جبرين وبيت عطاب وبيت نتيف ليعاد على عرينه على مدخل المخيم ليكون شاهدا على حق العودة بعد ان شاهده مئات الالاف من البشر الذين شاركوا بالمعرض الفني الدولي حيث استطاع نقل الرسالة الفلسطينية المؤكدة على حق العودة.

وداع للمفتاح بالمانيا
وكان المئات من اللاجئين الفلسطينيين المغتربين بالمانيا الى جانب اصدقاء الشعب الفلسطيني هناك قد ودعوا في أجواء مليئة بالمشاعر الإنسانية والحنين الى الوطن يوم الاثنين الماضي الساعة الثامنة والنصف صباحا مفتاح العودة الفلسطيني ليعاد نصبه على بوابة العودة على مدخل مخيم عايدة ببيت لحم.
|185361|
ويعاد الفتاح الى بيت لحم ومخيم عايدة بعد اشراكه من قبل القائمين في معرض مهرجان بينالي السابع في برلين في الفترة الواقعة بين 27 نيسان/ ابريل الى الاول من تموز الجاري حيث ام المعرض ما يقارب ثلاثمائة الف زائر.

من جهتها اعتبرت فرنسيسكا تسال مديرة المعرض والمنسقة العامة، بان مفتاح العودة كان العمل الاكثر اثارة وجلبا للزائرين في المعرض.
وقالت في وداع المفتاح بأنها تشعر وكأنها تودع عزيزا عليها، موضحة أن جلب المفتاح للمشاركة في هذا المعرض لم يكن عملا يسيرا خصوصا في ظل الحملة الصحفية التي شنت من أطراف يهودية أو من مؤيدة لها تتهم المنظمين والممولين لهذا المشروع بالانحيازية وبأنهم يتبنون عملا يهدد وجود "اسرائيل".

وأردفت تقول: وبعد أن رأينا ما أثاره هذا المفتاح في قلوب الفلسطينيين المشردين من بيوتهم وقراهم في فلسطين من فرحة وحنين نقول بأنه كان يستحق ما بذل من اجله من جهد ووقت.

الجالية تودع المفتاح بنوع من الحنين للوطن
وأثار قدوم مفتاح العودة إلى برلين موجة من الحنين في نفوس اللاجئين الفلسطينيين في المانيا وبرلين خاصة الذين قاموا بتنظيم زيارات جماعية للاهالي ولطلبة المدارس العرب لشرح ما يحمله المفتاح من معاني جليلة في التراجيديا الفلسطينية المعاصرة.

وعلى هامش المعرض جرت عدة نشاطات وفعاليت ذات صلة بموضوع التأريخ الفلسطيني مثل الندوة التي أقيمت في المتحف للجمهور الالماني تحت عنوان " النكبة الفلسطينية وكيفية معالجتها في المجتمع الالماني" وكذلك ورشات العمل بين الشباب الالماني والفلسطيني المقيم في المانيا.

وكانت الجالية الفلسطينية في برلين قدمت الدعما اللازم لإنجاح هذا المعرض، إدراكا منها للأهمية البالغة لمثل هذا العمل وأثناء حديثه للصوت العربي في المانيا ولبعض الصحفيين المتواجدين في احتفالية التوديع.

و قال رئيس الجالية الفلسطينية في المانيا لافي خليل بان معرض مفتاح العودة يعد وبحق أفضل عمل منظم وأكثره ايجابية شاركت به جاليات الخارج في ذكرى النكبة لهذا العام.

وشكر خليل كل القائمين على هذا المعرض والمساهمين به ومنهم كثير من الجند المجهول من أبناء الجالية الفلسطينية الذين كان يعملون بصمت وروية خلف الكواليس.

مركز شباب عايدة يشكر المنظمين والجالية الفلسطينية بالمانيا
وكانت الجالية الفلسطينية في برلين قد استضافت منذر عميرة رئيس مركز شباب عايدة الاجتماعي الجهة التي قامت ببناء المفتاح وبوابة العودة لتكون شاهدا على تمسك اللاجئين بحقهم المفتاح في برلين منذر عميرة ووفد من المركز خلال انعقاد فعاليات المعرض الفني في برلين.

واكد عميرة على ان رسالة المفتاح الاساسية هي سياسية ووطنية وان اشراكه في هذا المعرض هي بمثابة دعوة للمجتمع الدولي للعمل على انهاء معاناة اللاجئين المستمرة منذ اكثر من اربع وستون عاما والعمل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بفلسطين وعلى رأسها القرار 194.

واكد عميرة ان الاستعدادات تجري على قدم وساق من اجل التحضير لاستقبال المفتاح والذي من المتوقع ان يصل الى فلسطين يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري وان لجنة المفتاح بدأت سلسلة من الاجتماعات مع الفعاليات الشعبية والرسمية في الوطن للمشاركة بفعالية في عودة المفتاح.

واكد عميرة ان فعالية اعادة المفتاح ستشتمل ايضا على اقامة معرض العودة الذي سيحوي مجموعة من الصور الفتوغرافية لرحلة المفتاح وافلام وثائقية للرحلة وبعد رسومات الاطفال الفلسطينين المهجرين الى المانيا الذين شاركوا في ورشات عمل حول المفتاح.

وشكر عميرة كافة الفعاليات والمؤسسات التي شاركة في عملية نقل المفتاح الى برلين وعلى رئسها الاكاديمية الدولية للفنون ومعهد غوتا في رام الله لما ساهما فيه من ترشيح للمشاركة والمتابعة الدائمة لرحلة المفتاح بالاضافة الى لجنة مفتاح العودة في فلسطين والتي اخذت على عاتقها القرار الصعب بسفر الفتاح الى برلين مؤكدا ان هذا القرار جاء بعد مخاض ونقاشات كبيرة شاركت به لجنة المفتاح التي تم تشكيلها من مركز شباب عايدة الاجتماعي بالاضافة الى مجموعة من الناشطين العاملين في المؤسسات الوطنية في بيت لحم.