الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الواقع ليس كالأمنيات..

نشر بتاريخ: 12/08/2012 ( آخر تحديث: 12/08/2012 الساعة: 09:38 )
بقلم: منتصر ادكيدك/ لندن
الواقع ليس كالأمنيات..

الكلام والترف الصحفي لا يحصدان الذهب

لقد اطلعت على العديد من الكتابات والمقالات التي دونت وسطرت في الإعلام الفلسطيني خلال تواجدي في لندن برفقة الفريق الاولمبي الفلسطيني، كان ذلك من باب حبي اليومي لمطالعة المقالات التي تكتب في الشأن الرياضي الفلسطيني، وكنت كل يوم بعد الإطلاع على هذه المقالات اضحك برهة وأتألم دهر.. وكأن البعض منا لا علم له في مجريات الكون من حوله..

ولهذا قررت ان أوضح في العديد من الرسائل التي وصلت فلسطين ان اللاعبين الاولمبيين الفلسطينيين لم يأتوا لندن لينافسوا على الذهب او حتى على المراكز العشرة الأولى من أي لعبة.. وأوضحت في مختلف التقارير حجم الإمكانيات والاستعدادات الدولية وما لدينا في فلسطين.. ونشرنا هذه الاستعدادات يوميا من خلال لقاءات الرياضيين العرب الأقرب لنا والذين جميعهم خلال هذه اللقاءات كانت استعداداتهم توازي سنوات من استعدادات الفريق الفلسطيني.

واعتقد بأن إنشاء اللغة وترانيمه الرنانة لا تأتي من خلف المكاتب دون اكتشاف العالم الرياضي الحقيقي.. ومتابعة الاهتمام العالمي الكبير بالوفد الفلسطيني الذي كان نجما في سماء لندن بمعنى الكلمة، ولم تكن هالة إعلامية بل كانت رسالة حضارية وطنية سياسية تنقل الحصار وتنسج العلاقات الدولية والعالمية لبناء رياضة فلسطينية سليمة وليست في الكلام والسطور التي تنشر من باب النقد الغير مستند على المعلومات ..

فالإمكانيات الفلسطينية والقيادة الفلسطينية لن تدفع ستة ملايين دولار امريكي لاحد لاعبي فلسطين من اجل دفعة للالتزام في تدريبات الرماية.. لأننا شعب يبحث عن الحرية الكاملة وعن تأمين لقمة العيش ولا نمتلك النفط والذهب. ومن الطبيعي بأن إمكانياتنا الفلسطينية لا تمكن لاعبينا من المشاركة في كافة البطولات الإقليمية والقارية والعالمية في نفس العام الواحد.. ولهذا عليك ان تعلم عزيز القارئ والمتابع بان اللاعب المتأهل للمشاركة الاولمبية عليه ان يمر في مراحل من الإعداد البدني والفني والاهم عليه أن يخوض العديد من اللقاءات الدولية المؤهلة للمشاركة الاولمبية وحصد النقاط المؤهلة.. وان لم يفعل فلن يتأهل.. فهل لدينا الامكانيات المادية لجميع المشاركات الدولية.

وأقول.. لقد كان اللاعبين الفلسطينيين في لندن هالة إعلامية حقيقية عندما اجري معهم أكثر من خمسون لقاءات صحفيا انطلاقا من الغارديان إلى الاندبندنت والب بي سي والجزيرة والمحور وليموند الفرنسية وغيرها العشرات من الصحف والفضائيات..

فبالصدفة قابلت احد الشبان الفلسطينيين في طرقات لندن لاكتشف بأنه ارسل إلى لندن لتغطية الاولمبياد والمشاركة الفلسطينية من قبل الإذاعات المحلية الفلسطينية.. ومع الأسف مر على تواجدنا هنا اليوم 21 يوما دون أي يتواصل معنا دقيقة واحد.. والمبرر كان بأنه لم يتمكن من الحصول على رقمي في بريطانيا مع العلم بان الاذاعة التي كان ينقل لها التقرير من خلف المكتب وليس في ارض الحدث كانت تمتلك رقمي اللندني منذ اليوم الاول من وصولي لندن.. وهل يعقل ان يصل إلى رقمي العشرات من الإذاعات المحلية اللندنية والعربية والعالمية ولم يصل له زميل إعلامي فلسطيني.. وهل من المعقول ان ننقل رسالة على الهواء مباشرة من لندن للسويد وجنوب افريقيا من شمال إلى جنوب الخارطة وان لا ننقلها من ارض الملعب للشارع الفلسطيني؟؟؟

وفي الختام اقول بأن الواقع على الارض ومتابعة الفروقات والامكانيات والاعداد في الاولمبياد توضح حجم الانجازات التي حققها لاعبينا الفلسطيني في هذه المرحلة.. فالارقام والمفارقة ما بين الماضي والحاضر توضح بان الألفاظ التي كانت منتقاة في نقل صورة الأخبار قد نبعت من حب فلسطين والانتماء لفلسطين.. فعندما حطم احمد جبريل رقمه بعشرة ثواني برهنت الجهد الذي بذل من قبل احمد لتشريف العلم رغم ان احمد وسابين لا يمتلكون مسبحا اولمبيا في فلسطين.

واقول بأن كافة انجازات الدول العربية في المشاركة الاولمبية لم نصف انجاز كازاخستان الذين حصلوا حتى هذه اللحظة على ستة ميداليات ذهبية واربعة برونزية..

مع التأكيد بأن حصاد العرب حتى هذه اللحظة: 2 ذهب، 3 فضة و7 برونز.

وما يوضحه جدول النتائج العربية يبين بأن الدولة العربية النفطية بكافة امكانياتهم واستعدادها الذي دام لسنوات طويلة ما قبل المشاركة لم تحقق الشئ الكثير مع التأكيد بأن الرياضة تحتاج للتأسيس المدرسي وليس الجامعي كما هو الحال في العالم العربي.